جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«لعبة الحبار».. كيف نحمي أبناءنا من مشاهدة محتوي العنف عبر الشاشات؟

لعبة الحبار
لعبة الحبار

 

الدراما قاعدة إثراء عقول البشر، لكن إذا كانت تقدم محتوي هادف ومثمر، وتشهد الفترة الحالية غزو لمسلسلات أجنبية تهدف لتدمير عقول المجتمعات بعرض مضامين لا تمت للعادات والتقاليد فتصبح بدورها أداة هدم، ويعد مسلسل الكوري " لعبة الحبار" المعروض على منصة نتيفيليكس أحداها، وبالفعل طالبت مؤخرا مدارس حول العالم أهالي الطلاب عدم السماح للأبناء بمشاهدة المسلسل لاحتوائه على مشاهد عنف قد تؤثر على سلوكهم.
 

وتحدث لـ "الدستور" بعض أولياء الأمورعن المسلسل الكوري،مؤكدين أنه أداة هدم لتربية السنين، تنتج تصرفات عدوانية غير مسبوقة.

"محتوى عنيف يهدم السلوك والتربية البناءة " بهذه الكلمات بدأ إبراهيم محمود، أب لثلاثة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة ، حديثه قائلا: المسلسل الكوري" لعبة الحبار" يعرض محتوي عنيف لا يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمعات، فهو يهدم أسس تربية الأطفال والمراهقين ويجعلهم يعشقون العنف بلا وعي.
 

وتابع: عند دخولى المنزل وجدت أبنائى يجلسون معًا لمشاهدة إحدي حلقات المسلسل، الذي يعرض على منصة نتيفليكس، ولم أكن أدري في بداية الأمر بخطورة ما يبثه من سموم، ولكن عند جلوسى في يوم العطلة لجوارهم ، وجدت مشاهد دموية عنيفة ،ولم أتمالك أعصابي إلا وأنا أفصل وصلة الانترنت. 
 

ويروي إبراهيم محمود في نهاية حديثه للدستور:" لاحظت بعض التصرفات العدوانية من أبنائى ، محاولة منهم تقليد بعض المشاهد، كان أكثرهم الأصغر " محمد "،مطالبا بتشديد الرقابة على المحتوي الذي يبث على المنصات وشاشات التليفزيون.

سعاد أيمن، ربة منزل، تقول ل"الدستور" إن المسلسل الكوري الذي يعرض على منصة نيتفليكس كان له صدى مدويًا في العالم،  وقد حظي علي شعبية كبيرة بين الأطفال و المراهقين، موضحة أنه يستعرض أحداث تحض على الخداع والعنف.
 

وتابعت إن ابنها " أحمد" 13عامًا، انجذب بشكل كبير للمسلسل منذ عرضه، مشيرة أنها لاحظت أيضًا تغير في سلوكه أثناء تعامله مع أصحابه عند اللعب في الشارع، فقد أصبح عنيفًا  فى تعامله حتي مع أخواته بالمنزل، والوضع يزداد سوءًا عند مشاهدة كل حلقة ، معلقة "حاولت كتير أمنعه ولكن كان يصمم يتفرج على كل حلقة جديدة "  
 

وتختتم سعاد أيمن، حديثها للدستور: وجود مسلسلات تحث على العنف، خطر كبير على سلوك أفراد المجتمع ، لذا ينبغى فرض رقابة صارمة تحجب عرض المحتويات العنيفة، فضلًا عن وضع قوانين وتشريعات صارمة لمعاقبة  من يحث علة نشر العنف و الفوضى فى المجتمع.
 

 اضرابات تنتاب سلوك الأفراد
يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة ل"الدستور" الدراما عامل مهم فى حياة الانسان، فهو يكتسب منها المفاهيم، التى ترسخ داخله، فهي بمثابة حجر الأساس لتشكيل شخصيته  ووجدانه، فضلًا عن تفكيره واتجاهاته النفسية، ولكن مع بث محتوى عنيف بشكل لا يتوافق مع العادات والتقاليد أصبحت أداة هدم  لا بناء، كما تعيق دورها خطط الدولة في تحقيق خطط التنمية المستدامة 
 

ويتابع ، أبحت لدراما تعرض مضامين تخترق القيم وتنتهك الأخلاق ، بحيث تكون مرشد للمجرمين لتنفذ جرائمهم، وسلاح فعال لتدمير الشباب من خلال عرض محتوى درامي سلبي مثل الادمان والسرقة والعنف ، ومن ثم  تحدث اضطرابات عدة تنتاب سلوك أفرد المجتمع، تحديدًا الأطفال والمراهقين، فيما يسمي بالحرب ناعمة. 
 

ويستكمل: اثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون  لمشاهد العنف على شاشة التلفزيون يكونون أكثر عرضة لإظهار السلوك العدواني، والشعور بالخوف من العالم المحيط بهم  ووصفه بالمخيف، لذا يجي على الوالدين متابعة أبنائهم ، وتوجيهم بشكل سليم ، من خلال إقناعهم أن العنف له عواقب وخيمة.