جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نهضة صحية واستجابة فورية.. كيف نجحت المنظومة الطبية في رعاية المصريين؟

 المنظومة الطبية
المنظومة الطبية في رعاية المصريين

تطور ملحوظ أصبحت تشهده المنظومة الصحية في مصر يراه العالم أجمع وتشهد له منظمة الصحة العالمية وهو ما دفع أحد المواطنين المصريين المغتربين بالخارج لإرسال استغاثة إلى منظومة الشكاوى الحكومية لإعادته إلى مصر من أجل استكمال رعايته الطبية بسبب حالته الحرجة، وبالفعل نجحت وزراتا الخارجية والصحة لنقل وتسكينه بأحد المستشفيات الحكومية المصرية.

في هذا الصدد، يقول الدكتور محمد عز العرب، استاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن أي منظومة صحية كي تتطور تتكون من 3 أضلاع الضلع الأول وهو البنية الأساسية ويشمل التجهيزات والمباني والأجهزة الطبية المتوفرة وكل ما يشمله تجهيزات المستشفيات، والضلع الثاني هو العامل البشري من أطباء وتمريض وصيادلة ومساعدين والفنيين والإداريين، أما الضلع الاخير هو النظام أي نظام التشغيل.

وأوضح عز العرب أن المنظومة الطبية لا تتطور إلا بتطور هذه الاضلاع الثلاثة وليس واحد منها فقط بحيث لا يحدث خلل في المنظومة الصحية، موضحًا أنه من هذا المنطلق خطت مصر خطوات جيدة وغير مسبوقة في هذه الاضلع الثلاثة لتطوير المنظومة الطبية والصحية.

أشار إلى أنها اتخذت خطوات هائلة في تطوير المباني وإعادة الهيكلة الإنشائية والكود الإنشائي بما يتواكب مع أحدث النظم الدولية في الإنشاءات الطبية ذات الأكواد والنظم الخاصة، أما فيما يتعلق بالأجهزة حدثت طفرة كبيرة في توفير أحدث الأجهزة في كافة  التخصصات وفي كل الأفرع سواء أجهزة رنين أو أجهزة الاشعات المقطعية والأجهزة الجراحية والقساطر سواء القلبية أو المخ المنقذة للحياة   أصبح توفيرها بشكل سهل وميسر.

مستويات تقديم الخدمة الصحية

وذكر عزالعرب أن هناك 3 مستويات لتقديم الخدمة الصحية الاول هو وحدات الرعاية الصحية الأساسية أو الأولية والمستوى الثاني هو المستشفيات العامة الحكومية والمستوى الثالث هي مستشفيات التخصصية مثل المعهد القومي للكبد ومستشفيات أمراض الصدر وغيرها، هذه المستويات، أيضًا، حدث بها تطورات كبيرة وملحوظة وهو أمر يحمد لتقديم الرعاية الصحية الجيدة للمريض.

أشار عز العرب إلى أن هناك منعطف مهم حدث في المنظومة الصحية وهو التأمين الصحي الشامل التي بدأت من مستشفيات محافظة بورسعيد التي تم تجهيزها على أعلى مستوى واحدث الرعايات الأولية على أحدث النظم، وأصبحنا بصدد الإعلان عن افتتاح المنظومة الجديدة في الخمس محافظات الأخرى التي انطلق التطبيق فيها، موضحًا أن هذه المنظومة ستعطي فرق أكبر في تقديم الخدمة الصحية في مصر.

تدريب العامل البشري في المنظومة الطبية

وعن العامل البشري في المنظومة الطبية أوضح استاذ أمراض الباطنة أن رغم وجود نقص نوعي في عدد الأطباء العاملين في القطاع الحكومي وندعو في الفترة القادمة لوجود عوامل جذب لهم وتوفير البدلات اللازمة والمخاطر، لكن حدث تقدم هائل في تدريب العاملين وإعادة التدريب في كافة التخصصات التي تعطي شهادة مهنية وليست أكاديمية فقط.

أما فيما يتعلق بتطوير النظام قال عز العرب إن تحديث الأنظمة في المستشفيات والاعتماد على التحول الإلكتروني والرقمنة فيها ساعد في توفير المعلومات بسهولة للمرضى ، ويجب السعي للربط بين المستويات الثلاثة من خلال التحول الرقمي.

واستطرد أن تطوير المنظومة الصحية يعود بالفائدة على المواطن المصري الذي يشهد تقديم الرعاية الجيدة له والسريعة بما يساهم في تحسن المردود الطبي لنقص نسب مضاعفات الأمراض بشكل كبير وما يتبعه من تناقص نسب الوفيات، فالتدخل السريع في الوقت المناسب بالاطقم الطبية المناسبة في الوقت المناسب كل هذا يساعد في تقديم الرعاية الصحية للمواطن المصري.

التأمين الصحي الشامل

وعن منظومة التأمين الصحي الشامل التي جاءت لتمثل طفرة غير مسبوقة في الرعاية الصحية في مصر والذي كان بداية تطبيقه في محافظة بورسعيد كأول محافظة على مستوى الجمهورية فى أول يوليو 2018 ويتمتع بخدماتها 920 ألف مواطن بالمحافظة وتضم المنظومة 8 مستشفيات، الأمر الذي كان له الإنجاز في توافر الكثير من التخصصات الطبية الحديثة وتوفير الخدمة الطبية للمواطنين بشكل أكثر جودة.

في هذا الصدد، يقول الدكتور ياسر سليمان، أخصائي مكافحة العدوى بأحد مستشفيات بورسعيد التي تم تطبيق الرعاية الصحية بها، إن التأمين الصحي الشامل كان له الفضل في إحداث فرق في المستشفيات التي  كانت متهالكة   فرق كتير جدا في والخدمة الطبية بها متواضعة إلى جانب نقص في البنية التحتية للخدمات الطبية أو البنية التحتية، الأمر الذي اختلف تماما مع تطبيق التأمين الصحي الشامل.

أوضح سليمان، لـ"الدستور"، أن هذا الفرق الذي أحدثه التأمين الصحي الشامل ساهم في تطوير المستشفيات والخدمات التي زادت بشكل كبير إلى جانب توافرها بالجودة المطلوبة التي تليق بالمواطن المصري، حيث ساعد في تسجيل البيانات للمرضى ومتابعتهم بشكل دوري، وفتح مراكز جديدة  لخدمة كل المناطق، كما ساعد في  استحداث تخصصات جديدة في مستشفيات بورسعيد لم تك موجودة من قبل مثل  تخصص مخ واعصاب وتخصص العظام وتخصصات الأورام.

واستكمل أن العملية العلاجية أصبحت منظمة بشكل أفضل فكان المريض يذهب إلى المستشفى للكشف وحدوث عملية التكدس، أما الوضع اختلف في الوقت الحالي حيث يذهب المريض اولا إلى المركز الطبي والذي يشبه الوحدة الصحية ومن خلال طبيب الاسرة المعالج يحدد له إذا كانت حالته تحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى لتلقي مزيد من الرعاية أو حالته بسيطة يمكنه الحصول على العلاج فقط مع المتابعة حتى التعافي، إلى جانب توافر أغلب الأدوية في المستشفيات بعد أن كان يتوافر أنواع بعينها فقط ولا تكفي حاجة المرضى.

وذكر سليمان أن العمليات المتطورة التي أصبحت تشهدها المحافظة هي الأهم في الرعاية الصحية إصلاح تشوهات العمود الفقري القوي والتي تعد من الجراحات شديدة التعقيد وذات التكلفة الضخمة والتي تنفرد بها مستشفيات تلرعاية الصحية ببورسعيد، دون عبء التكاليف الباهظة وقوائم الإنتظار و قد تم إجراء العديد من تلك الجراحات المعقدة  بنسب نجاح عالية.

تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمضى الحكومة بخطى ثابتة في تنفيذ المشروع القومى للتأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية خلال 10 سنوات بدلاً من 15عامًا، حتى تمتد مظلته لكل المصريين، وينتفعون بما يُوفره من خدمات متميزة للرعاية الصحية، لجميع أفراد الأسرة.