جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أحمد سعد الدين: رحيل قاسم عبده قاسم قد يحدث خمولا في حركة التأريخ المصرية

أحمد سعد الدين
أحمد سعد الدين

 نعى المؤرخ والروائي الشاب أحمد سعد الدين، المؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم ، والذي رحل عن عالمنا أمس، عن عمر ناهز 79 عاما.

 و قال المؤرخ والروائي الشاب أحمد سعد الدين ، أرى بصفتي كاتبا وباحثا في التاريخ أن فقدان عالم ومؤرخ ومترجم بحجم قاسم عبده قاسم هو خسارة فادحة، وبوفاته قد يحدث خمول كبير في حركة التأريخ فى مصر، وهو ما سيؤثر بالطبع على الحركة الثقافية بوجه عام ويدخلها في مرحلة سكون بدأت معالمها بالفعل منذ وفاة مؤرخين كبار كأمثال: حسين مؤنس، جمال الدين الشيال، محمد فريد أبو حديد، عزيز سوريال عطية، حسن حبشى، رؤوف عباس، السيد عبد العزيز سالم، جمال بدوي، فوزي الفخراني، مصطفى العبادي، عبد الوهاب المسيري، عبد العظيم رمضان، ومحمد بيومي مهران، وغيرهم، ويعتبر الدكتور قاسم عبده قاسم امتدادا لهذه القافلة من المؤرخين، وها هو الآن يلحق بركبهم برحيله عن عالمنا.

وأضاف "سعد الدين" في تصريح لـ"الدستور":" كان لي لقاءات مع العلامة الراحل بمكتبه وفي دار عين للدراسات والنشر التي ساهم في إنشائها برفقة أساتذة آخرين لتكون دارا متخصصة في نشر الدراسات التاريخية والإنسانية والاجتماعية بوجه عام، وكنت أتواصل معه للاستفادة من خبراته وعلمه، وبالفعل قدم لي العديد من الرؤى المختلفة في مجالي التاريخ والتأريخ، وإشكاليات الكتابة التاريخية، واستفدت منه الكثير في نظرته للكتابة التاريخية والكتابة الأدبية وتداخلاتهما، لكن غيابي الاضطراري بسبب مرضي الطويل خلال العامين الأخيرين حرمني المزيد من التواصل مع الراحل العظيم.

وتابع إن الدكتور قاسم رحمه الله قد خلّف وراءة تركة ثرية من مؤلفات وكتب ومقالات وبحوث وترجمات يخطئها العد، فله من الكتب والدراسات ما يزيد عن المائتي عنوان، فضلا عن عشرات المقالات والرسائل والمشاركات في الندوات والمؤتمرات، وغيرها من الإسهامات العلمية العظيمة، وبغيابه تفقد مصر والعالم العربي عقلية فريدة وخبرة أكاديمية وعلمية يصعب تكرارها، ولم يعد من أعمدة العلم أو رواد عصره الكثير ممن هم في قامته، لذلك فوفاته تعد خسارة لا تعوض، لكن عزاءنا الوحيد هو أن مؤلفاته باقية لينتفع بها القراء والدارسين.