«هنشتغل بإيدينا».. قصة مشغل خيري يعلّم نساء مصر القديمة الخياطة
قبل عدة أشهر أطلق مدحت حسني مدير جمعية العالم بيتي الخيرية مبادرة لتعليم الخياطة للنساء في منطقة الإمام الشافعي بمصر القديمة وخلال فترة قصيرة ذاع صيت تلك المبادرة، وجذبت العشرات من الفتيات، الباحثات عن التعلم وعن دخل شهري يساعدهن على مصاعب الحياة.
محل صغير في منطقة السيدة عائشة، وبداخله مجموعة من ماكينات الخياطة المتجاورة، وعلى كل ماكينة سيدة تمسك قطعة من القماش، لتحولها إلى قطعة ملابس أو مفروشات، بينما تقف مشرفة تتابع سير العمل، لمساعدة أي سيدة منهن أثناء أداء عملها
لم تكن تلك إلا بداية قصة النجاح، فبعد فترة من إطلاق المبادرة أجاد عدد من المشاركات بها الخياطة وتمكنّ من افتتاح مشاريعن الخاصة بهنّ، بل إن نجاح المبادرة لفت أنظار مصممة الأزياء الروسية فيرا زولوتاريفا، والتي قررت أن تمنح خبرتها إلى الفتيات المشاركات في المبادرة، وتعليمهن فنون وأسرار الخياطة.
تقول فيرا لـ"الدستور" تعيش في مصر منذ 20 عامًا، وتتعامل مع عدة جهات تهتم بالموضة والأزياء، لكنها ترى لأول مرة مشغل به نساء بسيطات ولديهن القدرة على إنتاج مشغولات بتلك الجودة، رغم أنهن لم يتعلمن بشكل احترافي، بل بمجهودات تطوعية فقط.
أضافت أنه على الرغم من ضعف الإمكانيات المادية إلا أن الفتيات والسيدات يحاولن تعلم مهنة جديدة ويطورن من أنفسهن، مؤكدة أنها فوجئت بمستوى الفتيات والنساء المشاركات في مبادرة جمعية العالم بيتي وأشادت بالإمكانيات الكبيرة اللاتي يتمتعن بها.
وترى مصممة الأزياء الروسية أن السيدات في السنوات الحالية أصبحن مطالبات بالمساهمة في دخل الأسرة على العكس من الأزمنة السابقة التي كان من الممكن أن تكتفي السيدة بالاهتمام بالأمور المنزلية، لذلك فإن مثل تلك المبادرات لها عائد إيجابي عليهن.
من جانبه، قال مدحت حسني مؤسس المبادرة، إن الهدف منها هو منح فرص عمل للسيدات، وتعليم الفتيات مهنة تدر عليهن دخلا يحسن من حياتهن، لذلك أنشأ مشغلا وجاء بعدة ماكينات خياطة متطورة، لتدريبهن بشكل جيد.