جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نقلة كبيرة.. 317 مجمعًا صناعيًا لإنقاذ الحرف التراثية برعاية «حياة كريمة»

الحرف التراثية
الحرف التراثية

 

تُدلل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على عبقريتها كل يوم، بما تُبديه من مرونة فائقة فى تعميم الأفكار التنموية، بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة تعود بالنفع على حياة المواطنين، فى القرى والمدن المستهدفة، ولعل تعميم فكرة إنشاء مجمع صناعى، التى انطلقت من محافظة المنوفية، لتشمل الوحدات المحلية بقرى المبادرة خير دليل على ذلك. وتهدف المجمعات الصناعية بالوحدات المحلية إلى الحفاظ على الصناعات والحِرف التى تتميز بها قرية ما أو مجموعة قرى، حيث تخطط المبادرة لإنشاء ٣١٧ مجمعًا صناعيًا، لجمع الورش المتناثرة فى كل وحدة محلية فى مبنى واحد مزود بأحدث الآلات ونظم معالجة الصرف الصناعى، كما فى حالات الدباغة وصناعات الجلود، إلى جانب توفير التمويل اللازم للتوسع فى الإنتاج، مع تقديم الاستشارات الفنية، وإقامة المعارض، واستخدام أساليب الدعاية الحديثة فى الترويج للمنتجات.

سامح الوردانى: توفر تدريبًا للموهوبين لمضاعفة حجم المبيعات

قال سامح الوردانى، من قرية زاوية الناعورة التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، إن المجمعات الصناعية تخدم أهالى وشباب القرية، حيث تضم مكاتب للإرشاد الفنى ووحدات خدمية ومنافذ للترويج والبيع.

وأضاف: «المجمع الصناعى يضم مجموعة من الورش لعدد من الحرف، مثل صناعة الجلود والنجارة والحدادة وبعض الحرف التى اندثرت والتى ستعود من جديد بفضل حياة كريمة». وتابع: «مبنى واحد سيضم الورش بجانب معارض لبيع المنتجات، وهو باب رزق واسع تفتحه حياة كريمة للكثير من الحرفيين والموهوبين».

وأوضح «الوردانى» أن المبادرة الرئاسية غيّرت وجه قريته التى كانت تفتقر الخدمات الأساسية، حيث تتركز المصالح الحكومية والمنشآت الصناعية فى المدن الرئيسية، وهى مشكلة أساسية تسعى «حياة كريمة» لعلاجها من خلال إنشاء مجمعات حكومية وصناعية بالوحدات المحلية. واختتم: «المجمع الصناعى يسلط الضوء على الموهوبين، ويبرز إنتاجهم وفنهم ويمدهم بالتدريب اللازم لصقل المهارات ويضاعف حجم المبيعات».

أحمد الريفى:  تتيح فرص تسويق المنتجات داخل وخارج مصر 

أشاد أحمد الريفى، من أبناء إحدى قرى مدينة «يوسف الصديق» فى الفيوم، بفكرة إنشاء المجمعات الصناعية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة»، نظرًا لمساعدتها الأهالى فى الحصول على عمل مربح، دون مساعدة من أى شخص، خاصة الشباب.

وقال «الريفى» إن «يوسف الصديق» من أهم المدن المميزة فى الصناعات اليدوية البسيطة التى يعمل فيها غالبية الأهالى، مثل: الخزف والفخار ونسج السجاد يدويًا، وغيرها من الحرف الأخرى التى تعتمد على مهارة وخبرة أبنائها، ما يعظم من أهمية إنشاء مجمعات صناعية فى كل قراها. وأضاف: «إحنا عندنا كنوز فى الفيوم.. محتاجين نعرف إزاى نستغلها ونروج لمنتجاتها.. محتاجين نعرف إزاى نروج للصناعات إللى بيتهافت على منتجاتها الجميع، سواء داخل أو خارج مصر، لذا غمرت الأهالى فرحة كبيرة بعد إنشاء المجمعات الصناعية التى يمكنها المساهمة فى هذا الغرض».

خليل معوض:  قضت على تمركز الخدمات فى القاهرة الكبرى 

قال خليل معوض، من مركز أطفيح بمحافظة الجيزة، إن مبادرة «حياة كريمة» أدخلت الأمل فى قلوب الأهالى بالقرى والمناطق النائية، وقضت على تمركز جميع الخدمات والأشغال بالمدن أو فى محافظات القاهرة الكبرى. وأوضح «معوض» أنه على الرغم من أن مركزى أطفيح والعياط يتبعان محافظة الجيزة فإن هناك نقصًا فى الخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن المبادرة وفرت مجمعات الصناعة لخدمة الأهالى دون أن تحملهم مشقة الابتعاد عن قراهم. 

وأضاف: «الوضع اختلف بشكل كبير فى مركز أطفيح بعد أن بدأت المبادرة عملها، وهناك اهتمام واضح من قِبل فريق المبادرة الرئاسية بتنفيذ المجمعات داخل قرى المركز، وذلك تسهيلًا على الأهالى، حتى لا يحتاجون إلى الذهاب خارج القرية أو المركز لقضاء مصالحهم».

وتابع «معوض»: «المبادرة تعمل حاليًا على تنفيذ المجمعات الصناعية فى قرى مركز أطفيح، وجميع الأهالى ينتظرون تشغيلها، إذ ستوفر لهم فرص عمل حقيقية تحت إشراف كوادر وخبراء متخصصين، لتوجيه الأهالى والشباب إلى العمل والإنتاج، وتحقيق مصدر دخل ثابت لهم». 

واختتم: «المبادرة نفذت بالفعل عددًا من المجمعات، مثل مجمعات الخدمات التى تختص بإنهاء الأوراق الحكومية، مثل السجل المدنى، وغيره من المصالح». 

منصور العراوى: تساعد الشباب على إتقان الصناعات اليدوية البسيطة 

يستبشر أهالى قرية «بلال بن رباح» التابعة لمدينة «النوبارية»، خيرًا فى المجمع الصناعى الجارى إنشاؤه فى القرية، أسوة بمجمع الخدمات الحكومية الذى تم الانتهاء من إنشائه منذ فترة وجيزة، وفقًا لمنصور العراوى، من سكان القرية. وقال «العراوى» إن مبادرة «حياة كريمة» غيّرت أوجهًا كثيرة فى حياة أبناء قرية «بلال بن رباح»، وذلك فى كل المجالات دون التركيز على واحد دون الآخر، بداية من التعليم والصحة والبنية التحتية والزراعة، إلى إقامة مجمع خدمات حكومية، والعمل حاليًا على إقامة مجمع صناعى متكامل. وأضاف: «المجمع الصناعى نقلة نوعية كبيرة فى حياة أهالى قرية بلال بن رباح، بسبب توفيره العديد من فرص العمل للشباب، خاصة الذين يمتلكون مهارات كبيرة فى الحرف اليدوية البسيطة، ولا يعرفون كيفية تطويرها، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى تقليل نسب البطالة، خاصة بين الشباب، وجعل المنطقة جاذبة للسكان». واعتبر «العراوى» أن تركيز «حياة كريمة» على أصحاب الحرف اليدوية، من خلال المجمع الصناعى فى القرية، هو إضافة كبيرة للمبادرة، خاصة مع توافر إمكانات للإنتاج الزراعى والصناعى بها، موضحًا أنه يمكن استغلال المجمع الصناعى مثلًا فى تعبئة وتغليف الفاكهة، إلى جانب إنتاج عصائر منها، فى ظل شهرة القرية بزراعة مختلف أنواع الفواكه، لكنها كانت تفتقر للإمكانات والتسويق الجيد، وهو ما سيسهم فيه المجمع الصناعى والمبادرة ككل، مع إمكانية تطوير الأمر إلى التصدير.