جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حديث الصباح.. فستان حبيبه يكشف محاولات تيار التشدد (1)

ستظل قصة فستان حبيبة طارق الطالبة بالسنة الثانية بكليه آداب جامعه طنطا في ذاكره سيدات وشابات مصر لسنوات طويله لأنها تحولت الي قضيه اهم من الفستان فلقد كشفت محاولات تسلط يقوم بها الموالين لتيار التشدد لترويع الفتيات والسيدات والحكم علي من لا ترتدي النقاب او الخمار احكاما خاطئة وسيئة حتي تنصاع الفتيات لسطوه المتشددين وحتي تخاف البنات والسيدات اللاتي لا يرتدين الخمار والنقاب فتخضع كل منهن للتخويف فيرتدينه رغم انه مظهر دخيل علي مجتمعنا وملابس لم تكن في الاصل مصريه لأنها بدأت تظهر في مجتمعنا فقط مع منتصف تسعينيات القرن الماضي.
إن مشكله فستان حبيبه طارق قد كشفت لنا التناقض الشديد الموجود حاليا بين تيارين اولهما :تيار  التنوير والتقدم الذي يأمل ان تتقدم مصر إلي الأمام والي المستقبل والذي يفتح الابواب علي مفاهيم الحرية والديموقراطية والتنوع والعصبية والتحديث وحقوق الإنسان والتعددية،، وثانيهما :تيار التشدد والتطرف والتخلف والذي يريد ان يعود بمصر إلي عصور الظلام والقهر وعزل المرأة وسلب الحريات والتعصب الديني وتكفير الآخر واستخدام الدين لأغراض سياسيه وارتداء ملابس قادمه لنا من تيار اصولي بإحدى الدول العربية.
ورغم ان تيار  الظلاميين قد رفضته غالبيه الشعب المصري وثار عليه اكثر من ٤٠ مليون من المصريات والمصريين الذين نزلوا الي الشوارع والميادين في ميادين كل محافظات مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣وتم خلع هذا التيار الظلامي  من الحكم بعد عام اسود رأينا فيه الأهوال الا إن هذا التيار ما زال يمارس الضغوط والمحاولات لقهر البنات والنساء كلما سنحت له الفرصة لذلك ..
كما حدث في واقعه فستان حبيبه طارق الذي ذهبت بفستان محتشم وبسيط  لأداء الامتحان في يونيو الماضي الا انها فوجئت بمواقف ترويع لها وتخويف وتعصب ديني مقيت مما جعلها تدون ذلك علي صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي لما لقيته من سخرية من مراقبي الامتحان حتي انهم سألوها  إن كانت مسلمه ام مسيحيه؟ .ووجدت نفسها خائفة من الذهاب للجامعة وكانت تريد ترك الكلية والالتحاق بكليه في الإسكندرية  حيث تعيش مع والديها  وفي خلال ساعتين انتشرت واقعه تخويف وتهديد حبيبه علي الاف من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واصبحت تريند لدعمها بعنوان "البسوا  فساتين "تناقلتها مواقع الاخبار العربية والعالمية والاف الفتيات والسيدات المصريات .
ومؤخرا ومنذ ايام انتهي الأمر  بعقد جلسه صلح في الجامعة ووقعت حبيبه علي ورق الصلح وحولها مسئولي الجامعة، وقد يكون الصلح حلا وقتيا في اعتقادي يمكن حبيبه من استكمال دراستها الجامعية إلا أنه  في رأيي قد كشف محاولات تيار التشدد للتسلط علي عقل ومظهر البنات والنساء المصريات مما يجعلني اطالب  الدولة بان تتنبه له الدولة المصرية والمجتمع المصري ككل.
و رغم ان ما حدث مع حبيبه {فتاه الفستان}من تنمر وقهر يوم الامتحان  ورغم ان التحقيقات التي اجريت انكر فيها المراقبون اضطهادهم وتهديدهم لحبيبه بسبب ارتدائها فستان يوم الامتحان ،،،ورغم ان فستان حبيبه كما رأينا علي مواقع التواصل الاجتماعي  بسيط ومحتشم وان الفستان قد عاد موضة هذا العام وكان موضة عاديه جدا في الستينات من القرن الماضي في مصر حيث ارتدته امهاتنا وجداتنا بشكل عادي ودون ايه مشكله ،،الا ان حبيبه طارق قد اصبحت تريند علي مواقع التواصل الاجتماعي بعباره {البسوا فساتين  }،،وخلال ساعتين كانت حبيبه تلقي دعم وتأييد الاف من الفتيات والسيدات المصريات كما دعمها  المجلس القومي للمرأة حيث كتبت علي صفحتها د. مايا مرسي رئيسه المجلس دعما واضحا  لها.
وهكذا لقيت حبيبه دعما اجتماعيا هائلا بعد رأت غالبيه المجتمع المصري وخاصه الشابات والسيدات ان حبيبه قد اصبحت ضحيه للتشدد والتعنت بسبب هذا الفستان، وانها لم تخطئ او تخالف الآداب او الاحتشام المطلوب في الجامعة وانها لم تفعل شيئا مشينا ،،فقط ما حدث هو ان حبيبه الطالبة المصرية الجمال والملامح قد ارتدت ببراءة شديده فستانا بسيطا ومحتشما ولم تكن تدرك انها ستثير قلقا به بين الموالين لتيار التشدد والتطرف الي هذه الدرجة التي تجعلها تخاف من الذهاب لاستكمال بقيه الامتحانات لولا تدخل اختها بالذهاب معها يوم الامتحان وتشجيع والده او دعمه المتواصل والمحترم لابنته.. وللحديث بقيه.