جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خلال ليالي الوصال.. منير القادري يكشف أهمية العمل الجماعي في تحقيق التنمية

د. منير القادري بودشيش
د. منير القادري بودشيش

تناول الدكتور منير القادري، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، موضوع قيم العمل الجماعي والتعاون في علاقته بالتنمية والتطور، مبرزا الآثار المترتبة عليه سواء داخل المجتمع الواحد أو على صعيد العلاقات الدولية، و ذلك خلال مداخلته في الليلة الرقمية 71 ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية للطريقة القادرية البودشيشية.

و استهل رئيس مؤسسة الملتقى، مداخلته بالإشارة الى أن التعاون هو عمل إنساني فيه عطاء من الجميع، على أساس من التراحم والترابط والتلاحم، وأن هدفه جلب المصلحة والنفع وفعل الخيرات، والاهتمام بالآخرين، مضيفا أن العمل الجماعي من أهم الأسس والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع، وأن الفرد لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الآخرين، موردا مقولة لابن خلدون مؤسس علم الاجتماع في مقدمته من أن ”الإنسان مدني بالطبع أو اجتماعي بالطبع“. 

القرآن الكريم أرشدنا إلى أهمية العمل الجماعي وحث عليه


ونوه إلى أن القرآن الكريم أرشدنا إلى أهمية العمل الجماعي وحث عليه، وبين أنه فريضة شرعية، وضرورة بشرية، وسنة كونية، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالا على اهمية العمل الجماعي والتعاون بمؤاخاته بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة إبان قيام الدولة الإسلامية، وتابع شارحا بأن ذلك راجعا لمعرفته صلى الله عليه وسلم أن هذه الأخوة و الألفة بين المسلمين هي عَامِلٌ رَئِيسٌ مِنْ عَوَامِلِ بِنَاءِ المُجتَمَعِ  القَوِيِّ، كما استشهد بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وأوضح رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، أن التعاون قِيمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ رَفِيعَةٌ، وأنه لا تَطَوُّر للمُجتَمَعِ، ولا حَضَارَة، إلا بتَعَاوُنِ وَمُشَارَكَةِ جَمِيعِ فِئَاتِ المُجتَمَعِ فِي المَسِيرَةِ التَّنمَوِيَّةِ، ضاربا المثل بالخيط الواهي الذي إذا انضم إليه مثله أضحى حبلا متينا.

العمل الجماعي يشمل جميع مجالات الحياة

ولفت الى أن العمل الجماعي في الإسلام وعكس ما يعتقد البعض لا ينحصر في العمل المادي فقط،  وإنما يشمل جميع مجالات الحياة المختلفة كالعمل الجماعي في المجال الأخلاقي، الذي يقصد به غرس المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين في النفوس، والعمل الجماعي في مجال المشاركة السياسية و المدنية وحماية الحقوق والمكتسبات ووقاية المجتمع من دعاة الفوضى والفساد، وكذا العمل الجماعي في المجالات العلمية طبية كانت أو تقنية أو عسكرية لنضمن لوطننا أسباب النهضة والرقي الحضاري ونبوئه مكانته التي يستحقها بين الأمم والشعوب.