جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مبادرة الثقافة بأسيوط واستطلاعات الرأى

 عندما بدأت مبادرة وزارة الثقافة بأسيوط مع بداية شهر أغسطس، صاحبتنا الدكتورة حنان أحمد حسن مدير عام إدارة قياس الرأى بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك للقيام باستطلاع الرأى فى جميع القرى التى نزلت بها القافلة الثقافية وبثت أنشطتها المتنوعة من ورش حرفية وتراثية وأنشطة فنية فى المسرح والموسيقى والفنون الشعبية وندوات توعوية، وذلك من أجل تحقيق العدالة الثقافية بوصول المنتج الثقافى إلى جميع أنحاء الوطن دون تمييز.
واسمحوا لى فى البداية وقبل أن أتكلم عن أهم ما قامت به إدارة قياس الرأى، أن ألقى الضوء وبشكل موجز على المصطلحات الخاصة بتعريف الرأى، وبطريقة قياسه.
الرأى: هو نظرة محددة ينظر بها الفرد لظاهرة أو مسألة معينة، وهو مرتبط بالفعل الإنسانى وملازم له وليس بالضرورة ناتجًا عن التفكير، فقد يتكون الرأى بتأثير العاطفة، وهناك أيضًا الرأى العام الإقليمى الذى يتعلق بقضية إقليمية، والرأى العام العالمى الذى يتعلق بموضوع ذى أهمية عالمية وينتشر فى أنحاء العالم.
أما طرق قياس الرأى فمنها طريقة الاستفتاء، وهو نوع من الاختبار الذى نستخدمه فى معرفة اتجاهات الرأى العام إزاء مسائل أو قضايا، وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة المرتبة وفقًا لخطة معينة تهدف إلى الكشف عن الاتجاهات القائمة حول مسألة محددة، ويسلم الاستجواب باليد أو بالبريد، حيث يقوم المستجوب بالإجابة على الأسئلة، ويبعث بها إلى الجهة المعنية بالإشراف على الاستفتاء.
وهناك طريقة أخرى لقياس الرأى العام وهى طريقة المسح وهى أشمل، لأنها تقوم بقياس الرأى العام الظاهر وغير الظاهر، بمعنى محاولة قياس الرأى العام الخفى الذى لا تعلن عنه الجماهير لاعتبارات معينة وتستخدم أيضًا لقياس الاتجاهات الآخذة فى النضوج والاكتمال.
وإذا كان استطلاع الرأى هو «طريقة فنية لجمع المعلومات التى تستخدم فى معرفة رأى مجموعة معينة من الناس فى مكان معين ووقت معين عن موضوع معين»، فإن ما قامت به دكتورة حنان هو التعرف على رأى الجمهور من الفئات المتنوعة التى تم العمل معها فيما تم تقديمه لهم من خلال قطاعات وزارة الثقافة، ومعرفة احتياجاتهم، والاستعانة بآرائهم، وذلك من أجل استفادتهم القصوى من إقامة هذه الفعاليات.
وقد تم ذلك بتوزيع استمارة استبيان تتضمن العديد من الأسئلة للإجابة عليها، وكانت هذه الأسئلة تدور حول مدى الاستفادة مما يقدم لهم، والأوقات المناسبة لهذه الأنشطة، والأماكن المتاحة لممارسة الأنشطة، كما تضمنت الأسئلة ماهية احتياجاتهم الثقافية، ومدى استفادتهم من الورش الحرفية المقامة، وأيضًا مدى استفادة السيدات من ورشة ريادة الأعمال والمشروعات التى قام بها المجلس القومى للمرأة.
وقد قام بمساعدة الدكتورة حنان بكل همة ونشاط من إقليم وسط الصعيد الثقافى، كل من الأستاذة ميادة أحمد عصمت، والأستاذ أحمد حلمى حسين، والأستاذ محمود شوقى.
وبالطبع تم تجميع استمارات استطلاع الرأى ليقوم بالتحليل الإحصائى للبيانات، واستخلاص النتائج والتوصيات المقترحة وكتابة التقرير النهائى لإدارة قياس الرأى بقيادة الدكتورة حنان وكل من الأستاذ محمد صلاح عبدالجواد، والأستاذ محمد أبوشادى، والأستاذة ريهام محمد ياسين، والأستاذة مروة يوسف الجداوى، والأستاذة أمنية محمد على.
الجدير بالذكر أن الإشارة إلى بعض التوصيات التى طالب بها أهالى قرى مركز ساحل سليم بأسيوط بعد شهر من تقديم الأنشطة الثقافية والفنية والحرفية ومنها:
زيادة الورش الحرفية والتى تعتبر نواة لزيادة الدخل، مع تسهيل تقديم الخامات ومساعدات مالية لإدارة المشروع بكفاءة، وكان هناك إقبال على الورش الخاصة بالسجاد والتل والسيراميك والتطريز.
كما كانت هناك توصية خاصة بأكثر المواعيد المناسبة لتقديم الخدمة، وهى صباحًا يليها مساءً مع تفضيل تقديم الفعاليات بطريقة مباشرة وجهًا لوجه تليها طريقة الأون لاين.
وحول أهم الموضوعات التى يريدون معرفتها كانت الأولوية للموضوعات الاجتماعية ثم الفنية ثم الدينية.
وبالنسبة للأماكن المفضلة لممارسة الأنشطة كانت المواقع الثقافية فى قصور وبيوت الثقافة تليها المدارس والجامعات، ثم مراكز الشباب ثم دار المناسبات وتجىء الحدائق والساحات فى الآخر.
نتمنى أن يضع المسئولون فى وزارة الثقافة وخاصة الهيئة العامة لقصور الثقافة هذه التوصيات وغيرها مما يتضمنها التقرير النهائى نصب أعينهم؛ لضمان توصيل الخدمة الثقافية على أكمل وجه.