جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف هيأت مبادرة «حياة كريمة» مدارس القرى للعام التعليمى الجديد؟

حياة كريمة
حياة كريمة

أسابيع قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسى الجديد، الذى سيكون الطلاب فيه على موعد مع مدارس جديدة مطورة، بعدما عملت مبادرة «حياة كريمة»، منذ أكثر من عام، على إعادة تأهيل وترميم المدارس القائمة، وبناء أخرى جديدة، فى مختلف القرى على مستوى الجمهورية، خاصة تلك التى تراجعت بها الخدمات التعليمية، بسبب تدهور أحوال المدارس وارتفاع كثافات الطلاب فى الفصول. وتضمنت خطط «حياة كريمة» لتطوير المدارس إعادة تأهيل المدارس القائمة، وإضافة ملاحق لها فى الأماكن التى ترتفع بها الكثافات الطلابية، بالإضافة إلى بناء مدارس جديدة فى العديد من القرى، وذلك فى الوجهين البحرى والقبلى على حد سواء، وهو ما تستطلع «الدستور» آراء الأهالى حوله فى السطور التالية.

 

كومير: خفض الكثافة لـ20 طالبًا فى الفصل

أشاد صالح غانم، رئيس قرية «كومير» التابعة لمدينة إسنا بمحافظة الأقصر، بنجاح مبادرة «حياة كريمة» فى إنهاء أزمة المدارس داخل القرية، التى استمرت سنوات طويلة حتى وصلت كثافة الطلاب فى الفصل الواحد إلى ٥٠ طالبًا، ما اضطر القائمين عليها إلى تطبيق نظام الفترتين الصباحية والمسائية فى كل مدرسة، بسبب عدم استيعاب الفصول لكل الطلبة.

وقال «غانم» إن «حياة كريمة» شجعت الأهالى على تعليم أبنائهم، بعد أن أتاحت لهم مدارس نموذجية بكثافة طلابية قليلة، ما وفر الراحة للطالب وزادت قدرته على الفهم والتحصيل، وأتاح للمعلم قدرة أفضل على التواصل معه بالشكل الأمثل.

وأوضح أن القرية تسلمت ٣ مدارس للمرحلة الابتدائية ومدرسة إعدادية، مع بداية العام الجارى، ولم تزد كثافة الفصول فيها على ٢٠ طالبًا فقط، مع العمل حاليًا على إحلال وتجديد مدرستين للابتدائى ومدرسة للتعليم الأساسى، وتطوير ٣ مدارس ابتدائية، وإضافة مبانٍ ملحقة إلى ٣ مدارس أخرى.

وبَين أن «حياة كريمة» قسمت المدارس إلى عدة فئات، أولاها تم تطويرها بتغيير السباكة والكهرباء والأبواب والشبابيك والمحارة، إلى جانب إعادة تركيب أرضيات جديدة، وثانيتها تم هدمها وإعادة بنائها بالكامل، وصولًا إلى فئة ثالثة تم بناء ملحق لها لزيادة قدرتها الاستيعابية، فضلًا عن بناء مدارس جديدة بالكامل.

معصرة ملوى: بناء مبنى جديد وملحق لأخر لاستيعاب الطلاب

عانت قرية معصرة ملوى أكبر قرى مركز ملوى بالمنيا من الكثافات الطلابية المرتفعة نتيجة قلة عدد المدارس مقارنة بأعداد الطلاب، ولكن هذا الوضع فى طريقه للانتهاء بعد أن اختارت مبادرة حياة كريمة القرية إلى جانب قرى أخرى فى محافظة المنيا لتستفيد من أعمال التطوير وبناء المدارس الجديدة، إلى جانب مد خطوط الصرف الصحى وإنشاء مجمع خدمات حكومية.

وقال عصام عبدالله أحد أبناء القرية: «توجد بالقرية مدرستان للتعليم الأساسى، كل مدرسة مكونة من مبنى واحد لا يستوعب الأعداد الكبيرة للطلاب».

وأضاف: «حياة كريمة بدأت منذ فترة فى أعمال تطوير المدرستين من خلال بناء ملحق بمدرسة المعصرة، وإنشاء مدرسة جديدة تسمى «الوحدة» وجارٍ العمل فيهما حاليًا، إضافة إلى تطوير المبانى القائمة من خلال تطوير الفصول والانتهاء من أعمال صيانة السباكة والكهرباء».

وتابع «استقبلنا قرار إدراج قرية المعصرة ضمن حياة كريمة بفرح شديد، لأننا شاهدنا حجم الإنجاز الذى تحدثه المبادرة فى القرى التى تدخلها، فعلمنا أنها ستوفر حياة أفضل لنا».

توماس وعافية: تشييد فصول إضافية وصيانة القديمة

يستعد طلاب التعليم الأساسى فى قرية توماس وعافية بمركز إسنا فى محافظة الأقصر لاستقبال العام الدراسى الجديد فى مدارسهم التى شهدت أعمال تطوير شاملة ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وسيجرى تسليمها كاملة التشطيب قبل بدء العام الدراسى.

وقال عبدالنعيم محمد، رئيس الوحدة المحلية بقرية توماس وعافية، إن القرية عانت لسنوات طويلة من تهالك المدارس، وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، وزيادة الكثافة الطلابية فى الفصول.

وأضاف أنه منذ دخلت «حياة كريمة» قرى الصعيد بدأت فى تطوير البنية التحتية والمرافق، وهو ما كان يحلم به سكان القرية لتصحيح كثير من الأوضاع الصعبة التى عانوا منها لسنوات، وبالفعل غيرت المبادرة من حياة السكان. 

وأكمل: «تولت المبادرة إنشاء جناح جديد بمدرسة توماس الوسطى لزيادة عدد الفصول فى المدرسة لاستيعاب أعداد أكبر من الطلاب، بالإضافة إلى صيانة الجناح القديم وتغيير تركيبات الكهرباء والنجارة، مع إعادة تطوير الفصول والأرضيات والحمامات، لتصلح لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسى الجديد».

الفرعونية: تكثيف العمل للانتهاء من التطوير والتجديد قبل بدء الدراسة

يكثف مسئولو «حياة كريمة» أعمال صيانة وترميم مدرستى الفرعونية الابتدائية والإعدادية بقرية الفرعونية التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، للانتهاء من العمل قبل انطلاق العام الدراسى الجديد.

وقال عصام منير، من سكان القرية إن مدارس القرية متهالكة مثلها مثل الكثير من المدارس فى القرى المجاورة، لكن بفضل المبادرة الرئاسية بدأت أعمال التطوير لتشمل ترميم الأسوار والفصول وإحلال وتجديد شبكة الكهرباء، وصيانة الأثاث المدرسى. 

وأضاف: «حين وصلت فرق حياة كريمة إلى القرية استقبلناها أحسن استقبال، وكنا ندعو للرئيس بأن يمد الله فى عمره هو وكل من يسهم فى تطوير وتحسين الحياة فى القرى».

وتابع: «حين بدأت أعمال الحفر لمد خطوط الصرف الصحى، بجانب تطوير المدارس تأكدنا من جدية المشروع وأيقنا أن قريتنا ستتحول إلى قرية نموذجية وستحل جميع مشكلاتها». وأوضح «منير» أن فرق المبادرة تحدثت قبل بدء عمليات التطوير مع مجموعة من أهالى القرية لحصر الاحتياجات الأساسية، فكان المطلب الأول لهم تطوير المدارس لضمان سلامة أبنائهم الطلاب، إضافة إلى تخفيف كثافات الفصول، وبالفعل بدأت عمليات التطوير فورًا بالتوازى مع مد خطوط مشروع الصرف الصحى.