جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بماذا وصى الإمام الأكبر جاد الحق قبل رحيله وكيف نعاه الشعراوي؟

الشيخ الشعراوي وجاد
الشيخ الشعراوي وجاد الحق

كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر، صاحبَ المواقف العظام دفاعًا عن الإسلام، الذي حافظ على مرجعية الأزهر الشريف وقدسيته، ليظل نبراسًا لصحيح الدين، تتجه إليه عقول العلماء والمفكرين، وأفئدة جميع المسلمين. 

وبحسب ما جاء في موسوعة " من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر" لقد وصى أن يدفن بجوار مسجده الذي بناه في قريته (بطرة)، وأن يشهد غسله ويؤم صلاة الجنازة عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي، ولقد توفي الإمام الراحل قبيل فجر الجمعة 25 من شوال1416ه، بعد أن فرغ فضيلته من مراجعة أوراق الأزهر، وبريد الجهات الرسمية الأزهرية، والبريد الوارد لمكتبه من كافة أنحاء العالم. 


وتابعت الموسوعة: “لقد سارع الجميع لتنفيذ وصيته، حيث صلى الجنازة عليه إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، كما تحامَلَ على نفسِه وشارَك أسرته ليلة العزاء ببطرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية”، ونعاه بقوله: «لقد تعلمنا منه ألا نعصرن الدين، بل ندين العصر، فعصرنة الدين تعني أنه غير كامل -حاشا لله- رحم الله الإمام الأكبر جاد الحق، وجزاه عن الأزهر ومصر والإسلام خير ما يجزي العلماء العاملين، والرجال الصالحين المخلصين».

يشار إلى أن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية سابقًا، من مواليد 5 من إبريل عام 1917 م ببلدة بطرة مركز طلخا محافظة الدقهلية في أسرة صالح، وتقلد العديد من المناصب الرفيعة، وخدم الدين والعلم في كل منصب تقلَّده؛ قاضيًا ومفتيًا ووزيرًا، ثم شيخًا للأزهر.

ويعتبر من أبرز جهوده في هذا الشأن اهتمامه بالبحوث في مختلف أصول الدين وفروعه والمعارف الإسلامية مما كان له نتائج وفوائد جمَّة، منها التوسّع في إنشاء المعاهد الدينية والكليَّات ومكاتب الدعوة والإرشاد بحيث تضاعف عدد تلك المؤسسات أضعافًا كبيرة داخل مصر وخارجها، ورحل عن عالمنا في شهر مارس 1996 بعد أن خدم الدين الإسلامي.

حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، فقد فاز بوشاح النيل من مصر في سنة 1403 هـ/ 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر، ووسام "الكفاءة الفكرية والعلوم" من الدرجة الممتازة من المغرب، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1416 هـ/ 1995.