جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«فيديو ألمه فكرة المبادرة».. قصة مبادرة «حلاق الغلابة» أدهم جبريل

أدهم جبريل
أدهم جبريل

قبل 6 أشهر، لفت نظر الشاب العشريني أدهم جبريل، أحد المشردين في شوارع القاهرة، وتمنى إذا ما استطاع أن يصفف له شعره الذي لم يلمسه مقص أو مشط منذ سنوات، خاصة وأن صالونات الحلاقة لن تسمح له بالدخول حتى إذا امتلك التكلفة اللازمة لذلك.

طاردت الفكرة الشاي العشريني لعدة أيام، قبل أن يري أحد الفيديوهات لمتطوعين في القاهرة يقومون بالحلاقة لأحد المشردين قبل نقله لدار للاقامة، فقرر التجربة، بإطلاق مبادرة "حلاق الغلابة"، والتنقل في شوارع العاصمة، عارضًا على المشردين تسريحات شعر مجانية.

رد الفعل

أدهم  جبريل، ابن لمدينة طنطا، حاصل على دبلوم فني صناعي، ويستعد للالتحاق بأحد المعاهد التكنولوجية، قرر والده كما جرت العادة في المدن الإقليمية أن يتعلم ابنه حرفة يستطيع أن يعتمد بها على نفسه، بدلاً من الانجراف مع أصدقاء السوء، فتعلم الحلاقة لينتقل للقاهرة للعمل في أحد الصالونات الكبرى بمنطقة المعادي.

ويعتبر الشاب أن أصعب ما في مبادرته هو التعامل مع المشردين؛ فبعضهم لا يكونون بكامل قواهم العقلية، ومن الممكن أن يقوموا بمهاجمته، لذلك يكون حريص جدا في التواصل مع المشرد قبل أن يبدأ في الحلاقة، مشيرًا إلى أنه أحيانا يضطر للذهاب للمشرد أكثر من مرة لاقناعه بالحلاقة، خاصة وأن الكثير منهم لديهم أزمة ثقة مع الناس لكثرة ما تعرضوا له في الشارع"

ويقول أدهم لـ الدستور " ما أقدمه هو جزء من وقتي بالحرفة التى أعرفها جيداً، وأتمنى من كل صاحب حرفة أن يقدم جزء من وقته، ويتطوع لتقديم خدمات مجانية في محيطه" 

18 عام دون حلاقة 

ويضيف أدهم " أنه لا ينسي أحد المشردين المسنين الذي يعيش في الشارع من 18 عام، ولم يقوم بحلاقة شعره منذ هذا الوقت، وكان شعره كثيف للغاية، وذهبت له أكثر من مرة لاقنعه بالحلاقة، وفي المرة الاخيرة وافق، وحين قمت بالحلاقة تغير شكله تماماً، كما قام فاعلي الخير بشراء ملابس جديدة له، وكذلك طفل مراهق في العيد الماضي كان يعيش بالشارع وأقنعته بتسريحة شعر معينة، وقمت بشراء ملابس العيد له، فأصبح لا يختلف عن أي طفل يحتفل بالعيد في الشارع.

ويعقم أدواته المستخدمة للمشردين يوميًا، كما يستخدمم معدات جديدة من ذات الاستخدام الواحد في كل مرة، وفي بداية عمله في المبادرة كان يعمل دون أي وسائل حماية كالقفازات أو الكمامة حتى لا يشعر المشرد بأنه يخاف منه، لكن بعد نشر صوره على السوشيال ميديا طالبه الكثير من المتابعين باتخاذ الاحتياطات الكافية.