جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

زوجة الشيخ مصطفى إسماعيل عاشقة البيانو وليلى مراد

الشيخ مصطفى اسماعيل
الشيخ مصطفى اسماعيل وزوجته

إذا كان لقراء القرآن الكريم دولة تجمعهم عبر التاريخ، فالشيخ مصطفى إسماعيل سيكون رئيس هذه الدولة بالتزكية.

يميز الجمهور أو «السمّيعة» صوته من بين آلاف الأصوات بسهولة، بسبب عذوبته وتفرده فى «تلوين» صوته والانتقال بين المقامات الموسيقية أثناء تلاوة القرآن الكريم ببراعة.

ومن بين عشرات الصور للشيخ، توجد صورة مثيرة للجدل تجمعه مع زوجته فاطمة عمر، تظهر فيها دون غطاء للرأس بمواجهة بيانو تعزف عليه والشيخ يقف إلى جوارها يشجعها.

ونشرت مجلة «الكواكب» كواليس هذه الصورة وكتبت: «قبل أن ينصرف المحرر، أتت السيدة فاطمة عمر وأصرت على أن تعزف على البيانو لحن أغنية (اطلب عينيا) من تلحين محمود الشريف وغناء ليلى مراد، بالفعل عزفت وأبدعت، ووقف الشيخ وولده الأصغر وحيد يستمعان إليها، وكان عبقرى التلاوة يهز رأسه أثناء عزفها تشجيعًا لها، بعد أن أنهت عزفها صفق لها وقال أحسنت».

وقالت الزوجة لمحرر «الكواكب» إن الغيرة المرضية ليست من سمات زوجها، لكنها اشتكت من شهرته الواسعة، وقالت: «كنت أتلقى دائمًا مكالمات من سيدات يسعين للوقيعة بيننا، ويخبرننى بأنه متزوج من أخريات فى السر، ولم أكن أخبره بذلك، وهو يسمع هذه الأمور لأول مرة».

وأخبر الشيخ محرر المجلة بموقف طريف حدث معه أثناء زيارة للبنان، حين لبى دعوة للعشاء بمنزل أحد الأصدقاء، ووجد إحدى السيدات تطارده بنظراتها طوال الوقت، وكأنها تريد أن تخبره بأمر ما، إلى أن اقتربت منه وقالت له: «يا سيدنا الشيخ كبِّسنى».

ارتبك الشيخ وقتها؛ لأن «كبِّسنى» فى العامية المصرية تعنى «دلّكنى»، وسال عرقه على وجهه، فلاحظ أحد الأصدقاء الموقف واقترب منه وشرح له أن «كبِّسنى» فى اللهجة اللبنانية تعنى «ارقنى»، أى أن السيدة تطلب منه أن يقرأ عليها آيات من القرآن الكريم لتحل عليها البركة.

وفى عام ١٩٥٥، كان «إسماعيل» يزور لبنان للاستجمام، فشبهه الكاتب اللبنانى محمد بديع سربية، مؤسس ورئيس تحرير مجلة «الموعد» فى ذلك الوقت، بالنجم السينمائى الشهير مارلون براندو، وكتب أن الجنس اللطيف تحول من الإعجاب بالمطربين ونجوم السينما إلى الإعجاب بالمقرئين أصحاب الأصوات الجميلة. 

وكان الشيخ يسمع همسات الإعجاب، فيرد عليها بالسكون والتسبيح وإظهار التقوى، حتى إن بعض السيدات الجميلات أردن أن يجدن حجة للإعجاب به، فأشعن أنه خال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذى كان يتمتع بشهرة واسعة فى بيروت فى ذلك الوقت، حسب رواية «سربية»، وتقديرًا لبراعة «إسماعيل» منحته الحكومة اللبنانية وسام الاستحقاق.

كان الشيخ يقصد مبنى الإذاعة لتسجيل تلاواته، وهناك التقى أكثر من مرة بكوكب الشرق أم كلثوم، التى دعته لحضور بروفة إحدى أغنياتها وسألته عن رأيه، وفوجئت بذائقته الموسيقية الراقية، ومعرفته بالمقامات الموسيقية، وتحليله لكل مقطع من الأغنية، وسألته عن الكيفية التى اكتسب بها تلك الخبرة، فأجابها أنه درس المقامات ويسمع الأغانى.