جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سر غضب الإمام محمد عبده من المسلمين في الخرطوم

الامام محمد عبده
الامام محمد عبده

كشفت موسوعة «من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر» لمؤلفها الشيخ أحمد ربيع الأزهري عن موقف للشيخ محمد عبده رحمه الله إمام المجددين، عندما قام بالزيارة إلى السودان.

وقالت الموسوعة: «سافر الإمام محمد عبده إلى السودان ووصل الخرطومَ في 20 يناير 1905م، وزار أماكن عديدة في الديار السودانية، ولقد أراد المصريون الموجودون في السودان دعوته إلى زيارة ناديهم، فماطل في تلبيةِ الدعوة لِمَا بلغه من إقبالهم على شُربِ الخمرِ في ذلك النادي». 

وتابعت الموسوعة: «كان غرض الإمام من رفضه لتلك الدعوة الكريمة الاحتجاج الصامت على عملٍ ينكرُه أشدَّ الإنكار، بل يراه سببًا من أسبابِ هذا الضعف الطارئ، وهذا الانحلال الذي دَبَّ في صفوف المسلمين، وألمَّ بالمصريين، رفض الإمام رجاءَهم واستكثروا أن يعود إلى وطنهم دون أن يعرج على ذلك النادي، وقبل أن يشملهم بعطفه، وخاف المصريون أن  يصبح هذا العملُ حديث الناسِ وَسُبَّةَ عَارٍ في جبينِهم فألحوا في رجائهم، وتَوعدُوا مَنْ بَلَّغ الإمامَ ما أغضبه وأثارَه».

واستكملت الموسوعة: «وخافَ الإمامُ أن تَحْدُثَ بامتناعِه بعد هذا فتنةٌ بينهم، فزار النادي وتفقد جوانبَه واستمع لخطبائِهم وشعرائِهم، ولكنه أبى أن يُغادر المكانَ قبل أن يُلقيَ عليهم درسًا في مضارِّ الخمرِ والحِكمةِ في تحريمها». 

ويشار إلى أن محمد عبده 1849م 1905م، مفكر وعالم دين وفقيه وقاضي وكاتب ومجدد إسلامي مصري كبير.

ويعد الشيخ محمد عبده أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورموز التجديد في الفقه الإسلامي، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري وإعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.