جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

شبح «دلتا كورونا» يطارد الأطفال.. وهذه طرق الوقاية

أطفال
أطفال

تعيش الأسر حالة من القلق على صحة الأطفال، خصوصا بعد إعلان وزارة الصحة تسجيل حالات بمتحور فيروس كورونا المستجد، والذي يحمل اسم "دلتا بلس" الذي أودى بحياة آلاف الناس حول العالم.

 

«الدستور»، ترصد في السطور التالية، مخاطر المتحور الجديد، ويده التي تطال الكبار والصغار.

 

أول خطوة لحماية الأطفال 

 

وقال الدكتور محمد علام، الذي ترأس مستشفى النجيلة للعزل سابقًا، إن على الأمهات الحذر الفترة المقبلة، فإصابة أطفالهن ليست مستبعدة، لا سيما أن الموجة الرابعة تتزامن مع تصاعد انتشار المتحور، والإجازة الصيفية للمدارس،  ما يعني تحرك الأسر بحرية في تجمعات دون التزام بقواعد التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية الخاصة بتقليل العدوى.  

 

وأضاف أن الحالة التي أعلنت وزارة الصحة إصابتها بالمتحور لم تعاني اختلافات كبيرة في الأعراض والمضاعفات تجعلها أخطر من السلالات الأخرى التي انتشرت خلال 18 شهرا، مدة تفشي الوباء حتى الآن، وشُفيت منه في مدة قصيرة جدًا، لكن المرعب بخصوصه هو سرعة التفشي، موضحًا أن التحدث عن وقاية الأطفال أولى من البحث عن طرق علاجهم، فبروتوكولات العلاج أثبتت كفاءتها في معالجة  الفيروس دون مضاعفات خطيرة.

 

وتابع بقوله، إن التلقيح أول خطوات حماية الأطفال، فاللقاحات تحمي الكبار، ما يعني بالتبعية تحقيق مناعة القطيع والحفاظ على باقي مكونات العائلة، وعلى الجميع ارتداء الكمامات الواقية فلم يعد الأطفال استثناء منها، والعودة لاستخدام المطهرات وكحول للتعقيم وهي أمور غابت عنا بعد الاطمئنان لانخفاض منحنى الإصابات.

 

أخطر من «ألفا»  

وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إنه يجب أخذ تحذيرات منظمة الصحة العالمية بخصوص إصابة الأطفال وتدهور حالتهم سريعًا جراء الإصابة بدلتا بجدية، خاصة أنه تم رصده في 132 بلدًا حول العالم ، منها 15 بلدًا في اقليمنا حتى أواخر يوليو الماضي، في حين لا يزال المتحور ينتشر بسرعة، وسرعان ما سيصبح متحوّرًا سائدًا على الصعيد العالمي.

 

وأضاف أن التعافي منه ليس أسهل، رغم أنه يخضع لنفس بروتوكول العلاج، لكن الدراسات أشارت إلى أن خطر احتجاز المصابين بالمتحور دلتا في المستشفيات يزيد بنسبة 120% في المتوسط على خطر احتجاز المصابين بالسلالة الأصلية، كما أن خطر الوفاة يزيد بنسبة 137% في المتوسط.

 

وأكمل أن المعامل المركزية تعكف على فحص التركيب البروتيني للفيروس من كل مصاب للتأكد من عدم حمله لدلتا، لمنحه جرعات أكبر من مضادات الفيروسات، خاصة أن خطر الدخول إلى وحدة العناية المركزة للمصابين تزيد احتماليته بنسبة 287% في المتوسط، وفق منظمة الصحة العالمية، وهو ما يجب تجنبه.

 

وتابع بأن التحذيرات جاءت زيادة في إصابة الأطفال بمتحور دلتا مقارنة بالتحورات الأخرى، ودخل بعضهم إلى المستشفيات نتيجة جسامة الأعراض، وهو أخطر في الانتشار والتأثير  مِن ألفا بطل الموجتين الثانية والثالثة لتفشي الفيروس بنسبة تفوق الـ50%.

 

يضاعف فرص وفاة الأطفال

وأوضح الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن العيادات تمتلئ حاليًا بأعمار دون الثانية عشر لديهم أعراض بين السعال المستمر وضيق التنفس ويتم التعامل معاها على أنها كوڤيد ١٩ في الحال، ويعزل حتى قبل إجراء مسحة أو تحليل، وهو ما لم يكن يحدث سلفًا، فلم يعد من الصواب الاعتماد على فكرة أن الأطفال في مأمن من الإصابات الخطيرة حتى يتم التوصل إلى لقاح للأطفال أقل من 12 عاما.

 

وقال بدران، إن الأبحاث التي وصلت للجمعية المصرية للحساسية أوضحت أن الأطفال حاملي "دلتا " إصابتهم الأولية كانت طفيفة ولكن الأمر تطور بشكل مفاجئ. وفي تلك الحالة يؤدي الالتهاب المفرط النشاط إلى إتلاف القلب والرئتين والكلى والمخ وبعض الأعضاء الأخرى.

 

وأضاف أن هناك نسبة تتراوح من 35 لـ50%؜ من المصابين بتلك المضاعفات في الأغلب يحتاجون إلى الحجز في العناية المركزة وبشكل خاص الذين تحدث لهم مضاعفات في القلب.

 

ونظراً لأن هذه المضاعفات تحدث بعد فترة فإنهم يتوقعون حدوثها بعد نحو شهرين من الآن، ويجب التعامل مع أي أعراض لنزلة البرد بمنتهى الجدية والاهتمام وتناول بروتوكول العلاج المعروف للأطفال لأن المتحور الجديد له نفس الأعراض.