القائم بالأعمال المصرية فى كابول: لم نشعر بأى قلق خلال وجودنا فى أفغانستان
لم يكن مشهد وصول الطائرة الحربية، التي أعادت المصريين من العاصمة الأفغانية كابول إلى مطار شرق القاهرة الحربي، بعيدا عن مشهد الطائرة العسكرية الأمريكية التي سقط منها المواطنون الأفغان اللذين تشبثوا بعجلاتها، ليسقطوا منها بعد ثوانٍ معدودة بعدما تحولوا إلى أشلاء من شاشات ووكالات العالم، فالمفارقة هنا أنه لدى مصر دولة جديدة وقيادة حكيمة تحافظ على مواطنيها ومستعدة أن تذهب إلى قلب النيران لتخرجهم منها.
"الدستور" استقبلت المصريين وتعرفت على تفاصيل رحلتهم (القاهرة – كابول)، وكذلك المشاهد الأخيرة الذي رأوها فى كابول والتى تذهب من رءوسهم ورسائلهم الأخيرة للمصريين.
وكشف الشيخ شوقي أبو زيد، رئيس البعثة الأزهرية المصرية بأفغانستان، كواليس الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن التعليمات قد جاءته من القنصل بسرعة التوجه إلى مطار كابول الأحد الماضي، وحينما ذهبت والبعثة ووجدنا هرجا ومرجا، وإطلاق نار كثيف، أتت التعليمات للعودة إلى السفارة المصرية.
وبين أنهم قضوا أسبوعا عصيبا فى كابول؛ بسبب إطلاق النار العشوائي، وحالة الذعر التي كانت تسيطر على الأجواء هناك، مضيفًا:"نشكر الرئيس السيسي الذي كان يطمئن علينا وعلى أحوالنا باستمرار".
وتقدم رئيس بعثة الأزهر من خلال "الدستور"، بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي سخر كل الإمكانيات لإنقاذ الجالية المصرية في دولة أفغانستان في ظل تلك الظروف الصعبة والطارئة والمتسارعة.
من جانبه؛ روى حسن عبدالسلام النجار سكرتير أول السفارة المصرية بأفغانستان والقائم بأعمال السفير هناك، كواليس نقل البعثة المصرية إلى سفارة مصر في أفغانستان، وتأمين السفارة ضد أي أعمال قد تحدث نتيجة حالة الفوضى التي سيطرت على العاصمة الأفغانية بعد إحكام حركة طالبان على مقاليد البلاد.
وقال حسن النجار، إن المخابرات العامة لعبت دورًا أساسيًا في تأمين البعثة المصرية داخل السفارة المصرية بأفغانستان، منوهًا بأن العاصمة كابول كانت تشهد حالة فوضى خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكر القائم بأعمال السفارة المصرية في كابول، أنه فور سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية جاءت الأوامر بنقل البعثة المصرية إلى سفارة مصر في كابول، وأجريت جميع أعمال التأمين للسفارة، متابعًا:"لم نشعر بأي قلق خلال تواجدنا في أفغانستان بفضل التأمين الجيد من المخابرات".
وأكد "النجار" أن الجميع شعروا بالفخر بمصريتهم، مؤكدين أن كرامة المصرية مصانة في الداخل والخارج بفضل القيادة السياسية الحكيمة التي لا تنسى أبناء الوطن في أي مكان.
يذكر أن الطائرة التى عادت بالمصريين العالقين في كابول، مساء أمس الإثنين، من أفغانستان، كان على متنها 43 من الجالية المصرية والبعثة الأزهرية وموظفي السفارة المصرية هناك.