جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مصر بلا مُشردين.. حصر شامل لـ«الأطفال بلا مأوى» فى المحافظات

مصر بلا مُشردين
مصر بلا مُشردين

بخطوات جادة، تقترب مصر من تحقيق حلم القضاء على ظاهرة المشردين وأبناء الشوارع، بعد سنوات قليلة من إطلاق البرنامج القومى «أطفال بلامأوى»، الذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعى على مستوى الجمهورية، بهدف القضاء على هذه الظاهرة، خلال الفترة القليلة المقبلة.

ومن خلال تقديم خدمات الرعاية والتأهيل للأطفال بلا مأوى لدمجهم داخل المجتمع، يعمل البرنامج فى ١٣ محافظة، لمواجهة ظاهرة تشرد الأطفال، مع العمل على تطوير المؤسسات الاجتماعية وإعداد قواعد بيانات شاملة لدور الرعاية، وفق خطة عمل واضحة، تستعرضها «الدستور» فى السطور التالية.

نيفين القباج: إعادة التأهيل صحيًا وثقافيًا واجتماعيًا.. و1.3 مليار جنيه دعمًا نقديًا لـ447 ألف يتيم 

بين فقدان المأوى وغياب العائل، يواجه آلاف الأطفال فى مصر خطر التشرد، مع تباين التقديرات حول أعداد هؤلاء المشردين الذين يتركز معظمهم بالمناطق الحضرية بنسبة ٨٨٪. وبينما تشير التقديرات الحالية إلى أن نحو ١٦ ألف طفل يعانون التشرد، فإن تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لعام ٢٠١٥ تتحدث عن نحو مليونى طفل يعيشون فى الشوارع بمختلف المحافظات المصرية، ويعرف الأطفال بلا مأوى بأنهم أشخاص دون سن الـ١٨ من فاقدى المنزل أو العاملين فى الشوارع أو الموجودين مع أسرهم بها. وعن التعامل مع تلك الظاهرة، قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن برنامج «أطفال بلا مأوى» يعمل على إعادة تأهيل هؤلاء المشردين صحيًا وثقافيًا واجتماعيًا لدمجهم بالمجتمع مرة أخرى. وأضافت أن «التضامن» تعمل على تطوير دور الرعاية وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وعد بالمساهمة فى تطوير ٤٠ مؤسسة رعاية كبرى لتوفير كل احتياجات الأطفال، إلى جانب تفعيل خط ساخن بالمؤسسات يعمل عليه أبناء دار الرعاية أنفسهم، من أجل استقبال شكاوى نظرائهم.

وأشارت إلى إلحاق أبناء دور الرعاية بمنظومة التأمين الصحى الشامل، مع دعم الأطفال والشباب الأولى بالرعاية عبر دعم نقدى شهرى بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية، يستهدف ٤٤٧ ألفًا و٨٠٠ يتيم ويتيمة، بتكلفة قدرها ١.٣ مليار جنيه، تتضمن تحمل مصروفات التعليم والرعاية الطبية والإمداد الغذائى فى جميع المناسبات والمواسم، بالإضافة إلى المصروفات فى أوقات الطوارئ والأزمات.

حسنى يوسف: 164 مليونًا تمويل البرنامج بمشاركة 21 مؤسسة

عن خطة عمل البرنامج، أوضح حسنى يوسف، مدير برنامج «أطفال بلا مأوى»، أن العمل يجرى بالتنسيق مع صندوق «تحيا مصر» للحد من ظاهرة تشرد الأطفال من خلال ١٧ وحدة متنقلة فى ١٣ محافظة، هى الأعلى فى نسب وجود الظاهرة وتصديرًا لها.

وأشار إلى أن تلك المحافظات هى: القاهرة والجيزة وبنى سويف والمنيا وأسيوط والقليوبية والشرقية والمنوفية والغربية والفيوم والإسكندرية والسويس وبورسعيد، لافتًا إلى أن البرنامج يمول بنحو ١٦٤ مليون جنيه، يسهم صندوق «تحيا مصر» فيه بمبلغ ١١٤ مليون جنيه، فيما تسهم وزارة التضامن الاجتماعى بـ٥٠ مليونًا من صندوق دعم الجمعيات والمؤسسات الأهلية. 

وقال إنه يوجد ٢١ مؤسسة فى ١٣ محافظة تعمل على تأهيل الأطفال وإعادة دمجهم ما بين دور الرعاية وأسرهم، إضافة إلى ١٠ مؤسسات أخرى تتولى رعاية الأطفال حتى عمر ١٨ سنة فى عدد من المحافظات، تضم عددًا كبيرًا من «كبار بلا مأوى».

وذكر أن البرنامج يضم ٦ مؤسسات لرعاية «الأطفال بلا مأوى»، وهى: «الحرية للرعاية الاجتماعية» و«فتيات العجوزة» و«مجمع الدفاع الاجتماعى» و«دار التربية للبنين» بالشرقية و«دار التربية للبنين» بالمنيا و«دور التربية» بالجيزة.

وأضاف أن البرنامج يعمل منذ بدايته مع الأطفال المشردين، سواء فاقدى المأوى أو من يعملون فى الشوارع بمفردهم أو مع أسرهم، بهدف إعادة تأهيلهم صحيًا وثقافيًا واجتماعيًا لدمجهم بالمجتمع مرة أخرى، وإيوائهم إما فى مؤسسات رعاية اجتماعية كفترة انتقالية، أو إعادة دمجهم مع أسرهم، منوهًا إلى أنه، ومنذ ٢٠١٩، بدأ العمل مع «الكبار بلا مأوى» من خلال وحدات مجهزة بها إخصائيون اجتماعيون ونفسيون.

حازم الملاح: تعاملنا مع 16 ألف طفل.. ونسبة إشغال الدور ترتفع لـ60% 

كشف حازم الملاح، المتحدث باسم برنامج «أطفال بلا مأوى»، عن أن البرنامج نجح فى التعامل مع ١٦ ألفًا و٦١٧ طفلًا منذ انطلاقه فى ٢٠١٧ وحتى الآن، مشيرًا إلى أن نسبة الإشغال فى مؤسسات الرعاية تتراوح بين ٥٠٪ و٦٠٪.

وقال «الملاح»، إنه «يجرى توفير جميع الإمكانات اللازمة لاستكمال تعليم الأبناء بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ويبلغ عدد الطلاب بدور الرعاية- تعليم نظامى ومحو أمية- ٧٦٠ طالبًا وطالبة».

وأضاف: «فيما يخص الدمج الأسرى والدمج المؤسسى، جرى التعامل مع ٥ آلاف و٧٠٥ أطفال، منهم ١٨٦٠ طفلًا (دمج مؤسسى) و٢١٣٤ طفلًا (دمج أسرى)، إضافة إلى استفادة ٥٢٦ طفلًا آخرين من الدمج الأسرى من خلال فرق الشارع مباشرة، وبلغ عدد الأطفال العاملين فى الشارع نحو ٨٧٧٨ طفلًا».

ولفت إلى أن الوزارة تعمل على دمج الأطفال من خلال تأهيلهم بالبرامج والأنشطة، حتى يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة المجتمع، مؤكدًا أن «وجودهم بالمؤسسات يعتبر فترة انتقالية فى حياتهم، وعليهم أن يتجهوا للخروج للمجتمع بمساعدة الوزارة».

وتابع: «لأول مرة تم إنشاء قاعدة بيانات معتمدة من الوزارة تضم معلومات عن هؤلاء الأطفال، كما تم استحداث كاميرات مراقبة فى المؤسسات، علاوة على وجود أنظمة تتبع فى الوحدات وكاميرات لمتابعة سير العمل».

وشدد «الملاح» على أنه يجرى تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا لحماية الوحدات المتنقلة والعاملين بها، منوهًا إلى أنه «فى حال موافقة فاقدى المأوى على الانتقال إلى دور الرعاية، يجرى قياس درجات حرارة أجسادهم وتعقيمهم، وإجراء تحاليل فيروس كورونا لهم بأحد المستشفيات الحكومية، وذلك لحماية النزلاء بدور الرعاية».

وقال إنه يجرى تعقيم المؤسسات وعمل جلسات توعوية للأطفال بأهمية النظافة واستخدام الكمامات وضرورة توخى الحذر، وذلك فى إطار توجيهات وزيرة التضامن الاجتماعى بتنفيذ إجراءات الحماية للأطفال داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية.

ونوه «الملاح» إلى أنه تم تقليل عدد الأبناء داخل الورش المهنية وخلال تنفيذ الأنشطة، ويجرى تنظيم جلسات توعية بسبل الوقاية من كورونا بصورة دائمة، وأشار إلى أنه من بين الإجراءات الاحترازية المتبعة الاستعانة بجمعية الهلال الأحمر المصرى لتدريب الإخصائيين والعاملين بالمؤسسات على سبل الوقاية من الفيروس، وتنفيذ الإسعافات الأولية والتدريب على كيفية إخلاء المؤسسات.