جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الذكرى الثالثة لرحيل الكاتب السورى حنا مينا

 حنا مينا
حنا مينا

 تمر غدا الذكرى الثالثة لرحيل الكاتب السورى حنا مينا والذي رحل في 21 من أغسطس 2018 ، عن عمر يناهز 93 عام وقد كتب حنا مينا وصيته الأخيرة قبل رحيله منها " أنا حنا بن سليم حنا مينة، والدتي مريانا ميخائيل زكور، من مواليد اللاذقية 1924، أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية، وقد عمّرت طويلًا حتى صرت أخشى ألا أموت، بعد أن شبعت من الدنيا، مع يقيني أنه "لكل أجل كتاب".. لقد كنت سعيدًا جدًا في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين.

 

أنا منذور للشقاء كانت هذه الكلمة بمثابة وصف لحياة كاملة عاشها الكاتب الروائي السوري حنا مينا  ابن الشقاء الصافي بكل ما تعنيه الكلمة من تصورات عن وحول الشقاء والعرق .

 

يمكن الإشارة إلى أن العالم العربي لم يعرف إلا قلة قليلة من هؤلاء الكتاب الذين واجهوا الحياة بصدور عارية، ولدوا وعاشوا دون أن يكون هناك ظل يضمن لهم حياة مستقرة ومنهم السوري حنا مينا ، أحد أبرز روائي العالم العربي .

ولد مينة في أسرة فقيرة تسكن حي "المستنقع" في لواء الإسكندرون السوري، بمدينة اللاذقية، وتوقف عن الدراسة بعد المرحلة الإبتدائية بسبب الفقر الشديد الذي كانت عليه أسرته.

 

روى حنا مينة عبر كتابه "كيف حلمت بالقلم" أن معلمته في المرحلة الإبتدائية تنبأت بأنه سيصبح كاهنًا أو شرطيًا، لكنه صار حلاقًا بعد أن عمل مربيًا للأطفال عند بعض الأسر ميسورة الحال، ثم بحارًا في ميناء اللاذقية، وأن هذه الطفولة القاسية شكلت وعيه، وسببت له صدمة انعكست على رؤيته الأدبية للعالم والحياة".

 

جاءت بداية حنا مينا مع الكتابة متواضعة بدا بكتابة الاخبار والعرائض وصلا الى كتابة المقالات أرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق، وبعد استقلال سوريا أخذ يبحث عن عمل وفي عام 1947 استقر به الحال بالعاصمة دمشق وعمل في جريدة الانشاء الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها.

 

قدم حنا مينا العديد من الأعمال الإبداعية والروائية، والملفت أن بداياتها مع الكتابة الإبداعية جاءت مسرحية ولكن بعد أن فقده تهيب الكتابة للمسرح ، فاتجه لكتابة الرواية والقصة القصيرة  وكانت "المصابيح الزرق" هى أول اعمالها الروائية الطويلة والتي نشرتها 1954 ومن بعدها توالت العديد من الأعمال  منها حكاية بحار ، نهاية رجل شجاع ، حمامة زرقاء ، الأرقش والغجرية، حين مات النهد وغيرها .

 

جدير بالإشارة إلى أن حنا مينا ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين، واتحاد الكتاب العرب عام 196