«لاتين مصر» يحتفلون بذكرى القديس الإسباني «عبدالأحد»
ترأس الأنبا كلاوديو لوراتي مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، احتفالات الكنيسة على مدار اليوم بالأحد التاسع عشر من زمن السنة وعيد القديس عبدالأحد الكاهن، حيث ولد في إسبانيا (1170-1221).
أسس رهبنة في تولوز في فرنسا ليقاوم هرطقة "الكاثار" (أو مدّعي الطهارة) في أوروبا، وأراد أن يهتم رهبانه بالوعظ والصلاة.
تعرف رهبنته باسم رهبنة الدومينيكان، نسبة الى اسمه "دومينيك"، وتوفي في بولونيا في إيطاليا.
وتقرأ الكنيسة اللاتينية في مصر في تلك المناسبة عدة قراءات كنسية على مدار اليوم مثل سفر الملوك الأوّل 8-4:19، وسفر المزامير 9-8.7-6.5-4.3-2:(33)34، ورسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 2-1:5.32-30:4، و إنجيل القدّيس يوحنّا 51-41:6.
ويتلو الأنبا كللاوديو لوراتي، مطران اللاتين بمصر خلال القداس الاحتفالي العظة التي تأتي مستوحاة من الرّسالة العامّة: الإفخارستيّا حياة الكنيسة، العدد 11 للقدّيس يوحنّا بولس الثاني الذي عاش في الفترة (1920 - 2005)، وهو أحد باباوات روما.
وتقول العظة التي جاءت تحت شعار «أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء: "... أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها" (1 كور 11: 23)، أسَّس ذبيحة جسده ودمه الإفخارستيّة... لقد تسلّمت الكنيسة الإفخارستيا من المسيح ربّها، ليس كعطية، مع أنها من أثمن العطايا، بل كعطيّة بامتياز، لأنها عطيّة ذاته، عطيّةُ شخصه في إنسانيّته المقدَّسة، وعطيّة تدبيره الخلاصيّ. وتدبيره هذا لا يبقى محصوراً في الماضي، "لأن الرّب يسوع المسيح كلَّه بهويّته وبكلّ ما صنعه وكابده في سبيل الناس أجمعين يشترك في الأبديّة الإلهية ويُشرف هكذا على جميع الأزمان".
وتضيف: "عندما تحتفل الكنيسة بالإفخارستيا، ذكرى موت ربّنا وقيامته، يُجعل حاضرًا بالحقيقة هذا الحدث الرئيسي للخلاص، وهكذا "يتمُّ عمل فدائنا". هذه الذبيحة هي بهذا القدر حاسمة من أجل خلاص الجنس البشريّ، حتى إن الرّب يسوع المسيح لم يُتمَها ولم ينطلق إلى الآب إلاّ بعد أن أمّن لنا سبيل الاشتراك فيها، وكأننا كنّا فيها حاضرين. كلُّ مؤمن يستطيع هكذا أن يشارك فيها ويتذوق ثمارها بطريقة لا ينضب معينها. ذلك هو الإيمان الذي أحيا الأجيال المسيحيّة على مرِّ القرون. وهذا هو الإيمان الذي ما فتئت السلطة التعليميّة في الكنيسة تذكّر به على الدوام، وهي تحمد الله بفرح على تلك العطيّة التي لا تقدّر بثمن. أريد مرّة أخرى أن أكرّر هذه الحقيقة، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فيما أسجد معكم أمام هذا السرّ: سرّ عظيم، سرّ الرحمة. ما الذي كان يمكن أن يفعله الرّب يسوع أكثر من أجلنا؟ في الإفخارستيا، يُظهر لنا حبًّا يصلُ "إلى النهاية" ، حبًّا لا يعرف مقدارًا.