صدور النسخة العربية لرواية «زهرة على سطح البيت» للكاتب عبد القادر جميعى
يصدر قريبًا عن دار خطوط وظلال للنشر، ضمن مجموعة بيسوا، النسخة العربية لكتاب بعنوان: "افتح لمن لا يطرق على بابك"، وهو عبارة عن شذرات من ترجمة وتقديم إسكندر حبش، والذي يشير في مقدمة ترجمته للكتاب إلي: هل نستطيع، بعد، أن نتخطى فرناندو بيسوا؟ من منّا لم يقرأ له قصيدة، ولو مترجمة، وفي لغة غير لغته الأصل، البرتغالية؟ من منّا لم يقرأ مقالة عنه؟ حتى وإن لم نفعل ذلك، من منّا لم يسمع بعد باسمه، أو لم يشاهد صورته على غلاف كتاب أو في جريدة وهو يتنزّه أو يحتسى كأسًا في مقهاه المعتاد "البرازيلييرا" أو وهو شارد في البعيد يتأمل، كأنه يتأمل هذه "الحيوات" الكثيرة التي اخترعها.
هذا الرجل الذي "شدّ إبليس من ذيله" يرتاح اليوم في صومعة "جيرونيموس"، بين "كاموينش" و"فاسكو دي غاما"، إنه هذا "الليشبوني" الذي كتب عن مدينته، الذي جعلها مثالية بعض الشيء، مثلما يجعل المرء والدته رمزا لهذه المثالية، يقول: "أنا الشوارع الخلفية لمدينة غير موجودة، أنا التعليق المهذار لكتاب لم يكتبه أحد مطلقًا".
فرناندو بيسوا أصبح في فضاء العقود الأخيرة أحد أكبر كتّاب العصر، هذا أقل ما يمكن أن نقوله عن هذا المصير، الذي لقيه بعد موته والذي يشهد على ذلك، يكفي أن نذكر بعض الأحداث: لم تُكتشف "مُخلّفات" بيسوا إلاّ في العام 1968 أي بعد أكثر من ثلاثين سنة على موته، أي لم تكتشف هذه "الحقيبة السحرية" حيث كان يراكم مخطوطاته (بالأحرى الكتب، إذ لم ينشر وهو على قيد الحياة إلاّ هذا الكتاب الصغير الذي أعطاه عنوان "رسالة" (1)، وهو عبارة عن "ملحمة وجدانية في مجد البرتغال"، ماضيًا وحاضرًا)، أما الطبعة البرتغالية من "كتاب القلق" (2) فتعود فقط إلى العام 1982، في حين أن "فاوست"، وهو كتاب يُشكل أيضًا إحدى قممه الأدبية، فلم ينشر في البرتغال إلا في العام 1982 أيضًا.
ــ تاريخ الفن حسب لسان العرب
كما يصدر قريبًا أيضًا عن نفس الدار، كتاب جديد في الفنون بعنوان: "تاريخ الفن حسب لسان العرب"، تأليف شاكر لعيبي، يُقصد بلسان العرب في هذا العمل شيئان: معجم ابن منظور الشهير وعموم الكلام العربي، فالأول هو أوفى رصد لمفردات اللغة العربية، وأحيانًا فصولها وأصولها واشتقاقاتها وانحرافات استخدامها، وكله ذلك قد يضيء عَرَضَا ممارسة فنية أو ظواهر الفن وأحيانًا تاريخه في نطاق الجغرافيا والثقافة العربيين، خذ هذين المثالين: الأول، تداوُل التماثيل ثلاثية الأبعاد في الجزيرةالعربية (كانت تسمى الأصنام)، وثانيًاً طبيعة التعاطي مع الألوان ومجمل الظواهر اللونية والتنقيب عن سبب إطلاق تسميات مخصوصة عليها، فاللسان يعرف جيدًا أن عليه الحديث عن الطائر النسر لكن أيضًا عن التمثال النسر المعبود ما قبل الإسلاميّ، لكن اللسان العربي هو أيضًا حديث المؤلفين الآخرين غير ابن منظور عن المادة نفسها، هنا يتعدى الأمر المعجم إلى المعرفة في شأن مخصوص: الفن لكن التوقف أمام المعجم واللغويين والمؤلفين بمختلف أصناف العلوم، يتطلب حذرًا ووعيًا نقديًا، وليس التسليم بالمواد المعروضة.
ــ النسخة العربية لرواية "زهرة علي سطح البيت"
كما تصدر الدار رواية مترجمة بعنوان: "زهرة على سطح البيت.. ماتيس في طنجة"، من تأليف عبد القادر جميعي، وترجمة محمود عبد الغني.
وبحسب الناشر: "ماتيس في طنجة"، رواية للكاتب الجزائري عبد القادر جميعي، وهو روائي في رصيده العديد من الروايات: تخييم، محطة الشمال، الأنف على الزجاج، لحظة نسيان، وهي روايات منشورة عند واحدة من أهم دور النشر الفرنسية.
تحكي "ماتيس في طنجة"، وهي من الصنف البيوغرافي، عن زيارة الفنان التشكيلي الفرنسي هنري ماتيس (1869-1954) لطنجة سنة 1912 رفقة زوجته "إميلي"، تحت وابل من المطر، الذي سبق نور طنجة الذي سيجده ماتيس دون نظير، سيكتشف الفنان العبقري ألوان المدينة ومناظرها وسكانها الذين في أغلبيتهم مغاربة وإسبان ويهود، لكنه سيجد غيابًا كبيرًا للعنصر الأنثوي الذي يعتبره ضروريًا لعمله الفني، وهذا العمل الأدبي هو عبارة عن رسالة طويلة، عنوانها الأصلي "زهرة على سطح البيت"، وهو مقتبس عن لوحة لماتيس، وزهرة هي عاهرة في طنجة فرضت نفسها على الخيال الخلّاق.
لوحة واحدة فقط للفنان التشكيلي الفرنسي هنري ماتيس"زهرة على سطح البيت" كانت كافية لجذب الروائي الجزائري عبد القادر جميعي، جذبته نحو امتداداتها الفنية، نحو تساؤلات طرحها كاتب غير متخصص في فن ماتيس، لكن اللوحة انتصرت وأطرت سردًا شيقًا ومفيدًا من الغلاف إلى الغلاف، فهل من يعرف ماتيس يعرف "زهرة على سطح البيت"، ومن يعرف "زهرة على سطح البيت" يعرف ماتيس؟ هذا هو الانطباع الذي سيخرج به قارئ هذه الرواية.