جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

جوهرة الساحل الشمالى.. «الدستور» تتابع استعدادات افتتاح أولى مراحل «العلمين الجديدة»

افتتاح أولى مراحل
افتتاح أولى مراحل العلمين الجديدة

استعدادات مكثفة تجريها وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لإنهاء تشطيبات المرحلة الأولى من مشروع مدينة العلمين الجديدة، استعدادًا لافتتاحها رسميًا خلال أسابيع، فى احتفال ضخم يليق بعاصمة مصر السياحية.

وجرت العادة على أن تولد المدن صغيرة ثم تكبر وتتطور مع الوقت، لكن الأمر مختلف مع «العلمين الجديدة» التى ولدت عملاقة متطورة تضاهى أحدث المدن العالمية فى زمن قياسى، حيث تحولت صحراء مطروح إلى قطعة من الجنة، ضمن مشروع طموح لإنشاء ٢٢ مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع بسواعد مصرية من خلال تطبيق معايير الإنشاء العالمية.

رئيس جهاز المدينة: العمل مستمر لإنهاء التشطيبات.. وتشغيل المنطقة الترفيهية

قال المهندس وائل سمير، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، إن فرق العمل التابعة للجهاز تصل الليل بالنهار من أجل إنهاء تشطيبات المرحلة الأولى من المشروع استعدادًا للافتتاح المرتقب للمدينة.

وأضاف أن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، يتابع مستجدات العمل على مدار الساعة، ويؤكد باستمرار أهمية إنجاز المطلوب فى أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى التطور الكبير الذى شهدته مدينة العلمين الجديدة مؤخرًا، بعد أن وضع الوزير حجر الأساس للبرج الأيقونى وتفقد سير الأعمال فى المشروعات الأخرى، المتمثلة فى إنشاء مسجد وكنيسة ومجمع للسينمات.

وواصل: «نسابق الزمن للانتهاء من المرحلة الأولى من المنطقة الشاطئية التى تضم ١٥ برجًا والبرج السياحى والأعمال البحرية والبواغيز والكبارى على البحيرات الصناعية»، لافتًا إلى أن الـ١٥ برجًا يصل ارتفاع الواحد منها إلى ١٧٠ مترًا لتكون الأعلى بين مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط، إضافة للممشى السياحى بطول ٧ كيلومترات، ومنطقة وسط المدينة للإسكان الفاخر، ومحطة لتنقية مياه الشرب ومحطة لتحلية المياه ومحطة للصرف الصحى بطاقة ٩٠ ألف متر مكعب/ يوم، ومحطة لتوليد الكهرباء بطاقة ٥٢٥ ميجاوات.

وتابع: «لدينا أماكن بدأت العمل على أرض الواقع مثل الأكاديمية البحرية وجامعة العلمين، إضافة إلى مستشفى العلمين الذى جرى تطويره، وتوجد أرض بجانب الأكاديمية البحرية مخصصة لإنشاء مستشفى طوارئ بالتنسيق مع وزارة الصحة، مع وجود مدارس ومخابز، وجميع الخدمات الأساسية فى أى مدينة متوافرة بمنطقة الإسكان الاجتماعى ومنطقة سكن مصر، وهما من أولى المناطق التى بدأ تنفيذها فى مدينة العلمين الجديدة».

وأشار إلى وجود مواطنين يسكنون حاليًا المدينة، وقال: «نسعى جاهدين لتغيير الصورة الذهنية عن مدن الساحل الشمالى باعتبارها مدنًا مصيفية فقط، لأنها ستصبح مدنًا سكنية متكاملة صالحة للحياة طوال العام».

ونوه إلى بدء تشغيل المنطقة الترفيهية بالمنطقة الشاطئية خلال الموسم الصيفى الحالى، من خلال تشغيل ١١ مبنى، من أصل ٦٠، مقسمة لوحدات يمكن ممارسة مختلف الأنشطة داخلها. 

مدينة تراثية.. وأول محطة مياه للشرب تعمل بـ«تكنولوجيا التكثيف» 

تعد مدينة العلمين الجديدة أيقونة بين كل مدن البحر المتوسط، وتقع بالساحل الشمالى من الكيلو ١٠٦ إلى الكيلو ١٢٨ بطريق «الإسكندرية - مطروح» داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح، وتبلغ مساحتها ٤٨ ألفًا و١٣٠.٨٢ فدان، بعمق أكثر من ٦٠ كيلومترًا جنوب الشريط الساحلى، ومن المستهدف أن تستوعب نحو مليونى نسمة بعدما جرى تخطيطها لتناسب الحياة صيفًا وشتاءً.

ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسى حجر الأساس لمدينة العلمين الجديدة، بحضور عدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة وأهالى وعوائل قبائل محافظة مطروح، فى ١ مارس عام ٢٠١٨.

وتعتبر «العلمين الجديدة» إحدى مدن الجيل الرابع، التى يجرى داخلها تطبيق معايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات لتصبح مدنًا خضراء، ويتعدى نصيب الفرد فيها من المسطحات الخضراء والمفتوحة ١٥ مترًا مربعًا، كما سيطبق بها نمط المدن الذكية التى تتيح جميع الخدمات إلكترونيًا وتغطيها شبكة المعلومات العالمية، وذلك بما يتوافق مع رؤية «مصر ٢٠٣٠» واستراتيجية التنمية المستدامة ٢٠٥٢.

وتنقسم المدينة إلى ثلاث شرائح «سكنية وتاريخية وسياحية»، وتقع الشريحة السياحية على ساحل البحر المتوسط، وتضم حى الفنادق ومركز المدينة والحى السكنى المميز والإسكان السياحى وحى مساكن البحيرة ومركز المؤتمرات وحى حدائق العلمين ومرسى الفنارة والمنطقة الترفيهية ومنتجعًا خاصًا ومركزًا ثقافيًا وأرض المعارض وجامعة ومركز خدمات إقليمية ومركزًا سياحيًا عالميًا ومنطقة ترفيهية فى مكان متميز على طريق «الإسكندرية- مطروح» بعد «مارينا ٧».

أما الشريحة الثانية «التاريخية- الأثرية» جنوب طريق الإسكندرية مطروح الدولى، فتضم متحفًا مفتوحًا ومتنزهًا دوليًا ومنطقة ترفيهية وفنادق وخدمات ميناء، وتضم الشريحة الثالثة «السكنية» ١٠ آلاف وحدة سكنية وجامعتين ومركز خدمات إقليمية و١٥ برجًا تصل ارتفاعاتها لـ١٧٠ مترًا.

وتمتاز العلمين الجديدة بكونها مدينة صُممت على أحدث الطرز العمرانية والتقنية فى الشرق الأوسط، إذ تضم أول محطة مياه الشرب تعمل بتكنولوجيا التكثيف وإنشاء ١٥ ناطحة سحاب لأغراض سياحية وسكنية.

وجرى إنشاء مدينة تراثية على مساحة ٢٦٠ فدانًا، والتى من المقرر أن تضم ٧٠ منشأة، ما بين بحيرة وحديقة مركزية ومسجد وكنيسة ومسرح رومانى وأوبرا ومجمع السينمات إلى جانب مبانٍ تجارية وفندقية فى الحى القديم.

ويجرى حاليًا الانتهاء من تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من محطة تحلية مياه الشرب بطاقة ١٠٠ ألف م٣/يوم، وتطوير الطريق الساحلى «الإسكندرية - مطروح» من الكيلو ٩٣ حتى تقاطعه مع طريق «وادى النطرون- العلمين» بقيمة ٣٢٠ مليون جنيه، وأعمال الطرق الرئيسية والبحيرات الشاطئية، إضافة إلى تطوير مدينة العلمين القائمة وتضمينها ضمن التخطيط العام.

كما تشمل المشروعات تنفيذ الممشى السياحى بطول ١٨ كيلومترًا وإنشاء ١٥ برجًا سكنيًا بالمنطقة الشاطئية وجامعتى العلمين الدولية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومحطة أوراسكوليا للصرف والتحلية، وأيضًا مشروع حواجز الأمواج «١٨ حاجزًا»، وأخيرًا مشروع زراعة محاصيل مثل النخل والزيتون والرمان.

ومن المستهدف البدء فى تنفيذ ٥ أبراج سكنية بارتفاعات تصل إلى ٢٥٠ مترًا مربعًا بالتعاون بين وزارة الإسكان وشركة «سيسيك» الصينية خلال شهر أغسطس الجارى، بتكلفة إجمالية تبلغ ٣٠ مليار جنيه.

وفود عربية وأجنبية تبحث الفرص الاستثمارية 

رغم حداثة عمر المدينة العمرانية الجديدة فإنها أصبحت ملتقى للوفود من كبار المسئولين والمستثمرين الذين أعربوا عن دهشتهم من قدرة المصريين على تحويل رقعة صحراوية جرداء إلى مدينة متكاملة مصممة على أحدث طراز معمارى وتقنى بما يواكب التطورات العالمية الهائلة.

وأبرز هؤلاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، الذى توالت زيارته لمدينة مطروح وفى القلب منها مدينة العلمين الجديدة، كان آخرها حضوره افتتاح قاعدة ٣ يوليو البحرية المصرية.

وسبق ذلك، استقبال وفد يضم ٣٠ رجل أعمال من أعضاء مجلس الأعمال السعودى لبحث فرص الاستثمار بمدينة العلمين وتحديدًا فى القطاع العقارى، معربين عن رغبتهم فى زيادة الاستثمارات السعودية بنسبة ٣٠٪ لتتخطى ٤٥ مليار دولار سنويًا.

كما جذبت الفرص الاستثمارية بالمدينة جانبًا من المستثمرين الإماراتيين ومن بينهم شركة إعمار الإماراتية.

وزار المدينة وفد من جامعة «uclan universty of central Lancashire» بإنجلترا لتفقد الأعمال والإنشاءات وبحث الفرص الاستثمارية المتاحة وحجم المشروعات المنفذة على الأرض.

«مستثمرى البحر الأحمر»: تضمن إقبالاً سياحيًا 

توقع كامل أبوعلى، رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، زيادة الإقبال على السياحة والاستثمار فى مدينة العلمين الجديدة خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن إمكانات المدينة تسمح لها بأن تستقبل السياحة والاستثمارات خلال جميع فصول السنة.

وقال «أبوعلى» إن هناك فرصًا استثمارية واعدة تنتظر المستثمرين بمدينة العلمين، مشيرًا إلى أنها مصممة وفقًا لأحدث التقنيات العالمية، إذ تتمتع المدينة ببنية تحتية متطورة ويتضح ذلك بالنظر إلى شبكات الطرق ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، كما تضم المدينة مطارًا وسيصل إليها القطار الكهربى.

من جهته، قال مصدر بالشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، التابعة لوزارة الطيران المدنى، إن مطار العلمين من أهم المطارات المصرية، لأنه قادر على استقبال جميع أنواع الطائرات السياحية من جميع أنحاء العالم.