جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«أساس النهضة».. كيف خطط الرئيس السيسي للحفاظ على التراث التاريخي لمصر؟

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

اتخذت القيادة السياسية خطوات هائلة في الارتقاء بالتراث المصري والتاريخي لما لهم من دور هائل في إبراز صورة مصر القديمة والحديثة للعالم، ودوره في الترويج للسياحة المصرية التي يقبل عليها السياح من شتى بقاع العالم لما تحويه من آثار ومتاحف وتاريخ له سحره الخاص به. 

وهو ما أكده الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال اجتماع رفيع المستوى على هامش الدورة الممتدة الـ44 للجنة التراث العالمي، الذي تنظمه وزارة التعليم واللجنة الوطنية لليونسكو بالصين، بعنوان "تعليم التراث لمستقبل مُستدام"، قائلًا:" مصر تُولي أهمية بالغة للثقافة والمُحافظة على التراث".

وتابع: اتخذت الحكومة المصرية العديد من الخطوات الجادة لإبراز التراث المصري الغني، بما في ذلك تطوير وإنشاء متاحف جديدة في جميع أنحاء الجمهورية، لعرض أكبر عدد مُمكن من الآثار المصرية، باستخدام أحدث طرق العرض التي من شأنها المُحافظة على الآثار، وكذلك رفع كفاءة المواقع الأثرية المتميزة، واعتماد نهج متوازن بين الجهود التنموية والحفاظ على قيمة وسلامة المواقع الأثرية الفريدة.

وكانت قد أصدرت لجنة تسويق السياحة الثقافية كتيبًا جديدًا بـ5 لغات يرصد جهود القيادة السياسية في الحفاظ على مدنية الدولة والارتقاء بصناعة السياحة خلال الـ7 سنوات الماضية، في الفترة من عام 2014 إلى 2021، ويضم الكتيب التأكيد على اهتمام الدولة تهتم بالقطاع السياحي وبالسياح الأجانب الذين يزورون مصر، وإيصال رسالة للعالم أن استمرار السياحة في مصر حتى الآن يعود لدور القيادة السياسية، الذي بدأ قبل 7 سنوات وحافظ على مدنية الدولة، وساهم في إحداث نهضة كبيرة خاصة في السياحة الثقافية والأثرية، التي شهدت اكتشافات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية.

استعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية المصرية

وكانت المشروعات القومية السياحية والأثارية على رأس أولويات القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيده على الاستمرار في إنجاز كافة هذه المشاريع في أوقاتها الزمنية المحددة في إطار استراتيجية الدولة لاستعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية المصرية، فمن المتاحف الجديدة إلى الاكتشافات الأثرية المتتالية التي أخرجت من باطن الأرض المصرية حضارات أبهرت العالم وجعلت مصر قبلة للسائحين رغم أزمة فيروس كورونا، التي هي الأخرى تصدت مصر لها بما اتخذته من إجراءات احترازية وقائية لبث رسالة أمان واطمئنان للوفود السياحية.

موكب نقل المومياوات وافتتاح المتحف القومي للحضارة 

ففي الحدث التاريخي الذي شهده العالم أجمع لموكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط وكان الرئيس السيسي في استقبالها أبلغ رسالة على الأهمية التي يوليها الرئيس لدور السياحة والأثار في نهضة البلاد. 

ووخلال هذا الحدث الذي تم في أبريل الماضي افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة عين الصيرة، ويقع  بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث ستحكي أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.

وتعرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى ستة معارض أخرى تتناول موضوعات الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.

ففي احتفالية ضخمة تم نقل 22 مومياء تعود إلى عصور الأسر الـ17 و18 و19 و20، وأبرزهم مومياوات الملوك رمسيس الثانى وسقنن رع وتحتمس الثالث وسيتى الأول وحتشبسوت ميريت آمون، من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة بمنطقة عين الصيرة.

انتظار افتتاح المتحف المصري الكبير 

أما الآن فالعالم في ترقب وانتظار لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة ومن المتوقع أن يكون أكبر متحف في العالم، والذي يضم في جناح خاص أشهر الاكتشافات الأثرية التي أبهرت العالم وهي مقبرة الفرعون توت عنخ أمون، والتي تم اكتشافها كاملة بداية من مومياء الملك المحنطة وتابوتها وقناعه الذهبي وأكثر من 5000 قطعة أثرية.

يقع المتحف على مساحة 117 فدانا منها 45 ألف متر للعرض المتحفي، فمن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100،000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، ويضم مكتبة متخصصة في علم المصريات ومركز للمؤتمرات وآخر للأبحاث ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا.

بناء وتشييد المتاحف الجديدة 

وكان لبناء المتاحف الجديدة في المدن السياحية الأكثر رواجًا أثر هائل لدعم وترويج السياحة بشكل مميز والتي وجود ساحة عرض لآثار مصرية متنوعة، منها على سبيل المثال متحف الغردقة الذي يمثل أول متحف أثري بالمدينة ويقع بالقرب من مطار الغردقة الدولي جنوب المدينة، كان الهدف من إنشاؤه جذب مزيد من السائحين إلى المدينة السياحية والجمع بين السياحة الترفيهية والثقافية، ومنح الفرصة للسائحين الذين يفضلون السياحة الشاطئية، للتعرف على تاريخ مصر بمختلف العصور.

ومتحف شرم الشيخ أول متحف للآثار المصرية بمدينة شرم الشيخ ويقع على مساحة 191 ألف متر مربع وتم افتتاحه العام الماضي، ويتكون من 6 قاعات عرض ومبنى إداري ومبنى للمطاعم ومساحة للمتاجر ومسرح مكشوف واستراحة للعاملين.