جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«أمان واستقرار».. منتفعون من «حياة كريمة» يتحدثون لـ«الدستور»

حياة  كريمة
حياة كريمة

 أقيمت أمس احتفالية شعبية كبيرة لإبراز قصة كفاح ونجاح «حياة كريمة» وبداياتها وما حققته حتى الآن في مختلف محافظات الجمهورية، حيث شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي انطلاق المؤتمر الأول للمشروع القومي "حياة كريمة".

مبادرة "حياة كريمة" استهدفت القضاء على الفقر المتعدد الأبعاد، من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين، وخاصة الأسر الأكثر احتياجا في القرى والمراكز المستهدفة و البالغ عددها 4658 قرية باستثمارات تُقدر بـ 700 مليار جنيه، من أجل الإسهام في تحسين حياة أكثر من نصف سكان مصر، عن طريق وضع خارطة طريق تنموية متكاملة بتوفير حزمة متكاملة من الخدمات تشمل سكن كريم، وصحة ،وتعليم، وثقافة وبنية تحتية وبيئة نظيفة ومجتمعات منتجة وذلك لضمان استدامة التنمية في القرى والمراكز المستهدفة.

وفي هذه السطور نتناول واحدة من أهداف  هذه المبادرة وهي تحقيق السكن الكريم، الذي نجحت المبادرة بالفعل في تحقيق المعنى الحرفي له لعدد من الأسر الفقيرة.
عبد الحميد فتحي 56 عامًا، وهو أحد سكان منطقة بطن البقرة بحي مصر القديمة، والذي كان يعمل بمجال المقاولات إلا أنه توقف نتيجة ظروفه الصحية، يوضح أن مبادرة "حياة كريمة" وفرت له أهم شيء يحتاجه الفرد، وهو السكن الآمن، موضحًا أنه كان يفتقد دومًا عنصر الأمان في سكنه بمنطقة بطن البقرة، فهو كان يخاف على أولاده من الشجارات الدائمة، وأعمال البلطجة التي كانت تسود المنطقة دومًا.

ولفت “عبد الحميد” إلى أن انتقاله إلى منطقة الأسمرات كان بمثابة استرداد لصحته التي ذهبت هباءً  من قبل نتيجة سكنه في منطقة تحيطها العشوائية في كل شيء.

وتابع:"بدأت صحتي تتعافى منذ انتقالي إلى منطقة الأسمرات حيث البيئة النظيفة، والخضرة المنتشرة، والهدوء"، موضحًا أن كل عوامل الراحة تلك كان يفتقدها في منطقته القديمة، وأن بسكنه في منطقة الأسمرات أصبح قادرًا على العمل مرة أخرى في مجال المقاولات، وبدأ مرة أخرى للعودة وذلك بعد أن توقف لفترة بسبب ظروفه الصحية.

أحمد طاهر يعمل بأعمال المقاولة الحرة، 40 عامًا يروي لـ"الدستور" أنه ظل يعيش هو وأسرته المكونة من 6 أفراد وهم  زوجته وأربعة من الأبناء داخل منزلًا بسيطًا مهدمًا من الطوب الأحمر بمنطقة عزبة الهجانة بالقاهرة، دون سقف يحميهم من أمطار الشتاء ورياح وسخونة الطقس صيفًا، خلافًا لسكن أخطر أنواع الحشرات معهم من خلال دخولها إلى المنزل عن طريق المنافذ المفتوحة جبرًا.

أحمد قصّ لـ"الدستور" مأساته التي كان يعيشها هو وأسرته والتي وصفها بأنها كانت تعبر عن حياة تفتقر لكافة معان "الحياة الكريمة للإنسان"، وذلك لما كان بها من بيئة ملوثة بالقمامة والقاذورات، وانتشار الأمراض فضلًا عن أعمال البلطجة و العنف وتجارة المخدرات، والتي كانت بين أبرز السمات التي تتصف بها المنطقة، ومثلت وصمة اتهام لجميع ساكنيها.

ولفت إلى أن كل مظاهر هذه المأساة انتهت تمامًا، وأصبح كأنه هو وأسرته يعيشان حلمًا لا يصدق، وذلك عندما جاء مسئولي مبادرة حياة كريمة وأبلغوهم بأنهم من بين الأسر الذين سينتقلون إلى منطقة "أهالينا" للعيش بها، ليصبح الوضع معهم – حسبما يوضح- بمثابة الانتشال من الموت إلى الحياة.

وواصل:"الدولة وفرت لنا شققًا  فاخرة، مزودة بأفخر الأثاث لم نكن نتوقعه"، مضيفًا أنه كذلك تم تزويدها بكافة الأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى الهدوء والحضارة بهذه المنطقة التي تختلف اختلافُا كليًا وجزئياً عن منطقة عزبة الهجانة موضحًا أنهم أصبحوا يعيشون بمكان آدميًا بعد سنوات من العيش في وضع لا يتحمله أحد وهم وحدهم تحملوه سنواتًا طويلة.

أما الحاجة سميرة محمد 50 عامًا، والتي كانت إحدى ساكني منطقة "بطن البقرة" بحي مصر القديمة بالقاهرة، وهي إحدى المنتفعات بمبادرة "حياة كريمة" أيضًا حيث مثلت لها المبادرة نقطة تحول حقيقية في حياتها هي وأسرتها، موضحة أنه قد توفي عنها زوجها منذ 10 سنوات، وترك لها ثلاثة من الأطفال فاضطررت من وقتها إلى العمل في مجال بيع الكرتون، من أجل الإنفاق عليهم، تتابع سميرة أنها ظلت تعاني هي وأسرتها من العيش في منطقة بطن البقر التي تصفها بأنها كانت واحدة من البؤر العشوائية في كل شيء، مشيرة إلى أنها كانت منطقة يحاصرها بالتلوث والانحراف والجريمة وسوء جميع الخدمات.

وأكملت:"لم أكن أتخيل أننا في يوم سنترك هذا المكان"، موضحة أنها لم تصدق خبر كونها ستصبح أحد المنتفعات بالسكن الجديد في شقق وعمارات منطقة الأسمرات".
عن انتقالها هناك تقول " كأننا نعيش في كومباوند" واصفة بهذه الكلمات حال المنطقة، وكذلك حال الشقة التي سكنت فيها هي وأسرتها " شقة كبيرة" مفروشة بالسيراميك ومتشطبة بأحسن مستوى، ومجهزة بكل الأثاث والأجهزة الكهربائية، تقول سميرة موضحة أنها منذ أن نزلت بأول مرة إلى هذه المنطقة الجديدة " الاسمرات"  شعرت بأنها في أحد أفخم الكومباوندات  لما اشتملت عليه المنطقة والشقة من مظاهر جمالية لا تقل شيئًا عن أفخر المدن السكنية الخاصة التي يبلغ فيها سعر الوحدة السكنية ملايين الجنيهات.

تابعت سميرة أن بانتقالها إلى منطقة " الأسمرات" أصبحت آمنة على مستقبل أولادها حيث أن البيئة الخطرة التي نشأوا بها زالت إلى غير رجعة، ومن المؤكد أن يكون هناك تأثيرًا قويًا لتلك البيئة الحضارية الجديدة التي انتقلوا إليها على سلوكهم في المستقبل" قائلة" أنا دلوقتي مطمنة على أولادي ومستقبلهم.. وربنا يحفظ لنا الرئيس عبد ا لفتاح السيسي".
محمود عزيز 50 سنة وهو يعمل في مجال النجارة، وهو ابن قرية الغريرة بمدينة إسنا، يوضح أنه يعمل باليومية، ولديه من الأبناء 5 أطفال فهم بالأسرة 7 أفراد بزوجته.

 وذكر أنه وأسرته كانا يسكنان منزلهم من الطوب الطين، ويتعرضون للضرر في فصل الشتاء والصيف من الأمطار والحرارة الشديدة والشمس بالمنزل دون سقف أما عن دور المبادرة معهم فقد قامت حسبما وصف بالتجديد الكامل لمنزلهم وكأنهم أعادوا بناءه من جديد.

وأوضح أنهم قاموا بطلاء المنزل كاملًا من الداخل والخارج بأزهى الألوان بل ورسم على جدرانه نقوش في غاية الروعة، متابعا:"احنا بنشكر الكل على دعمهم لينا وبناء بيتنا يسترني أنا وأبنائي وأسرتي كلها، شكراً حياة كريمة شكرًا للرئيس السيسي".