جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مستفيدو «حياة كريمة»: «التضامن» وفرت لنا سكن وحولتنا لأسر منتجة

حياة كريمة
حياة كريمة

في 7 يناير الماضي، أعلنت نيفين القباج، وزير التضامن، أن تكلفة مبادرة حياة كريمة ستتخطى نحو 700 مليار جنيه، وذلك خلال في كلمتها خلال اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، حيث حظيت "التضامن" بنصيب كبير في عدد من مشروعات المبادرة لمسها المواطن المصري.

في السطور التالية نعرض عددًا منها، والتي أنجزتها الوزارة منذ البدء عن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن المبادرة منذ 7 سنوات، من خلال الحديث مع عدد من المستفيدين من تلك المشروعات والمتطوعين لإنجازها. 

فايزة: إعادة بناء منزلي كان بداية حياة جديدة لأولادي

تحدثنا مع فايزة عبد المولى، 36 عامًا، من إحدى قرى محافظة الفيوم، وهي إحدى المستفيدات من المشروع، تولت رعاية طفلتيها بعد أن وفاة زوجها بفيروس سي، بدأت رحلتها مع الحياة الصعبة منذ 5 سنوات؛ وتحكي أن إعادة بناء المنزل كان بمثابة طاقة نور لها ولأولادها وبداية حياة جديدة؛ وعن خطوات تطوير المنزل واستحقاقها لذلك، قالت إنه قام أحد الأهالي من القرية بالتواصل مع باقي السكان لمعرفة المستحقين، جمع هذا المنسق بطاقات الرقم القومي للمستحقين ليقوم بعدها فريق من الباحثين بالنزول للأهالي لعمل بحث حالة، للتأكد من صحة الاستحقاق لتقوم الدولة بعدها بهدم المنازل وإعادة البناء في وقت قياسي لنعود مرة أخرى بشكل أفضل، لافتة أن المبادرة ستوفر أيضًا أثاث للمنازل التي تم إعادة بنائها.

ناهد: أصبح منزلي آدميًا

ناهد مطاوع، أحد أهالي قرية المهدية بمحافظة البحيرة، 40 عامًا، تروي أنها تعيش في هذا المنزل منذ سنوات مع طفلها، لكنه غير آدمي، فالسقف وحده منبع للفئران والثعابين، وحاولت بكل الطرق المتاحة بالنسبة لإمكانياتها المادية المحدودة معالجة السقف إلا أن ذلك بلا فائدة، مشيرة إلى أنه بعد تدخل مبادرة “حياة كريمة” لبناء أسقف المنازل المتهالكة أصبح السقف والمنزل بأكمله آدمي.

متطوعون يصفون كواليس العمل في "حياة كريمة"

صالح الفيومي، 36 عامًا، خريج الجامعة العمالية بكالوريوس رقابة جودة، تفرغ للعمل التطوعي خاصة بعد ما وجد مجهود جمّ تقوم به وزارة التضامن في هذه الأيام، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة صناع الخير، وذلك تحت المظلة الرئاسية وهي مبادرة حياة كريمة، فيروي: ساهمنا في توفير عمل حياة كريمة آمنة لأهالينا في القرى، فأصبح لا ينقصهم شيئًا بعد ما كانوا يعيشون في الحضيض.

الفيومي: ساعدنا أرملة في تجديد منزلها

وتابع "الفيومي"، في حديثه مع "الدستور": كنا في إحدى القرى في الفيوم التي لا يوجد بها أي خدمات ويسكنها أعدادًا كبيرة، واصفًا أنه كان يستطيع المرء أن يرى أطفالًا لم يتعد عمرها 7 سنوات، يحملون جراكن المياه على بعد 20 أو 30 م، لكن بفضل المبادرة استطعنا أن نرى فرحة الطفل أمام صنبور المياه خالعًا ملابسه راقصًا تحت المياه تعبيرًا عن شدة فرحه.

وأوضح أن المبادرة أيضًا ساهمت في إعمار كامل لعدد من المنازل "نستلمها جدراناً ونسلمها متشطبة ومفروشة"، متذكرًا معنا إحدى المواقف، كانت إحدى السيدات المسنات، وهي أرملة لديها 3 بنات تستعد لزواجهن، لا تصدق أنهم بالفعل سيجددون لها المنازل فظلت تسأل عدد من العاملين بالمبادرة: “انتوا فعلًا حاتجددوا البيت؟ كان نفسي لما عريس ييجي لحد من البنات يكون فيه مكان نستقبله فيه”، هنا أوضح أنه تأثر بكلمات هذه السيدة العجوز، ولم ينسَ لحظات دموعها عندما رأت البيت قد تجدد بالكامل.

صالح الفيومي

الحجر: أعدنا النظر لمسنة كادت تفقد عينيها

محمود الحجر، 27 عامًا، متطوع آخر في المبادرة، يصف أنه من أسعد أوقاته التي مرت عليه خلال مشاركته في مبادرة حياة كريمة هو الوقت الذي شاهد فيه أشخاصًا حُرموا من نعمة النظر لسنوات، كانوا يعتمدان في جميع تحركاتهم على آخرين، لكن تبدل الحال بفضل ما نظمته المبادرة من قوافل “عنيك في عينيا”، التي تجوب القرى والنجوع  لتقوم بالكشف على أهلها وتجري العمليات الجراحية  لكل من يحتاج"مياه بيضاء أو مياه زرقاء وزرع عدسة".

يروي “الحجر”: رأيت إحدى السيدات المسنات اللاتي كانت تحتاج لإجراء عملية مياه بيضاء في عينيها الاثنتين، بعد أن أجرينا لها إحداهما من خلال المبادرة، وفي أثناء إجرائنا للأخرى وجدناها ارتدت نظارة بعدسة واحدة للعين التي مازالت تحتاج إلى عملية شفط المياه البيضاء.

وبعد أن أجرت السيدة العملية في العين الأخرى، أول ما فعلته ألقت بالنظارة من نافذة المستشفى قفزة بعيدة تعبيرًا عن امتنانها لرجوع البصر في عينيها، ملقية بأي وسيلة وسيطة لتحقيق البصر بعيدًا، مضيفاً أنها ظلت تتمتم بكلمات مثل "بصوا..أنا شايفة..أنا رجعت أشوف تاني"، تنهمر بعد ذلك دموع الفرحة في عينيها.

محمود الحجر

محمود: حولنا الأسر من مستهلكة إلى منتجة

وفي إحدى المنازل الفقيرة التي استهدفتها حياة كريمة أيضًا ظل محمود علي، أحد المتطوعين، يسأل عن المكان الذي تقضي فيه تلك الأسرة حاجتها “دورة المياه”، وذلك في إطار البحث الأولي الذي تقوم به المبادرة للتأكد من حاجة الأسرة للمساعدة، ليكتشف في النهاية عدم وجود دورة المياه إلا بتجمع القليل من جريد النخل والبوص، وداخلهما يتم قضاء الحاجة، وهو الأمر الذي وصفه بالمحزن، فقامت المبادرة بإعمار هذا المنزل بالكامل بما في ذلك دورة مياه.

وتابع “علي”، في حديثه مع «الدستور»، أنه تم شراء لهذه الأسرة أيضًا عددًا من الأغنام العشر، لتتمكن المتاجرة فيها والحصول على إنتاجها، وبذلك تتحول من أسرة مستهلكة إلى أسرة منتجة.