جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الكنيسة تحتفل بذكرى البابا كيرلس الأول «عمود الدين»

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني،  بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى استشهاد القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24.

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ“السنكسار”، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 160 شهداء ( 27 يونية سنة 444 م) تنيح الأب العظيم عمود الدين، ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية، القديس كيرلس الأول البابا الإسكندري، والبطريرك الرابع والعشرون.

وأضاف: “كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك ال23، وتربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية، وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والإيمان الأرثوذكسي القويم، وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية، فتتلمذ هناك على يد شيخ فاضل اسمه “صرابامون”، وقرأ له سائر الكتب الكنسية، وأقوال الآباء الأطهار، وروض عقله بممارسة أعمال التقوى الفضيلة مدة من الزمان.

تدرب على الفضيلة

يتابع السنكسار عن سيرة القديس كيرلس:  “بعد أن قضى في البرية خمس سنوات، أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل، فازداد حكمة وعلما، وتدرب على التقوى والفضيلة، وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية، ففرح به خاله كثيرا، ورسمه شماسا، وعينه واعظا في الكنيسة الكاتدرائية، وجعله كاتبا له فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه”.

دفاعه عن المسيحية

لما تنيح خاله البابا ثاؤفيلس في 15 أكتوبر سنة 412 م، أجلسوا هذا الأب خلفه في  17 أكتوبر  412 م، فاستضاءت الكنيسة بعلومه، ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية  والدفاع عن الدين المسيحي، وبدأ يرد علي مفتريات الإمبراطور يوليانوس، في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين، بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي.

قام البابا كيرلس بمقاومة أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم، والاستيلاء على أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية، فقام قتال وشغب بين اليهود والمسيحيون، وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس، الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح ولذلك طال النزاع بينهما زمانا.

مقاومة بدعة نسطور

أردف السنكسار: أنه "لما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولى الكرسي في سنة 428 م في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله، اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير، فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع، وناقش نسطور، وأظهر له كفره، وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد".

وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس على خصوم الكنيسة، وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة، شارحا ومثبتا فيها أن الله الكلمة طبيعة واحدة، ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد، وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي، ونفى الإمبراطور نسطور في سنة 435 م إلى البلاد المصرية، وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م.

شرح الأسفار المقدسة

ومن أعمال البابا كيرلس، شرح الأسفار المقدسة، ولما أكمل سعيه مرض قليلا، وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسي السكندري، واحد وثلاثون، سنة، وثمانية أشهر، وعشرة أيام.