جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الكلام في الممنوع!

بات واضحاً جلياً، ظاهراً غير مخفياً، أن تكليفات قد صدرت إلي غلمان قنوات الإخوان بتكثيف الحديث عن السجون الجديدة التي بنتها الدولة خلال الفترة الأخيرة!
لم يتأخر الغلمان أو تتكاسل الجواري، وقامت مذيعتهم اللوذعية، ثقيلة الدم و"الأيلاينر" زوجة الإخواني العجوز، والممول الرئيس للقنوات، بتخصيص حلقة كاملة من برنامجها الذي لا يقل سخفاً عنها لتناول هذا الموضوع، جلست الست" شجرة اللفت" تستقبل ما أسمته تصريحات المواطنين، والتي عزفت جميعها علي نغمة واحدة، وهي إزدياد أعداد السجون، وما تكلفته من أموال كان أحري ببلدنا توفيرها من أجل بناء المدارس أو المستشفيات!
ويبدو والعلم عند الله أن دهاقنة جرابيع الجماعة، ومنهم "جوز الست" المذيعة، قد إعتقدوا، أو توهموا، أو ظنوا، بأن لبلدنا ذراع يلوي، أوأنهم قد عثروا علي"ندبة"خفية، أو"دملة"مخفية، في جسد الدولة المصرية، وأنهم إذا ضغطوا علي الندبة، أو قاموا بفتح الدملة، فسيحدثون بعض الإرباك، أو الإشغال، أو الإرتباك، أو الإيلام، أو الإنهاك لذلك الجسد القوي العفي الفتي، الذي لم يقدروا علي النيل منه طيلة السنوات الثماني الفائتة، منذ أن نبذهم، وقلص خطرهم، وأنهي دورهم، وقام ببترهم لينقذ سائر الجسد من عفن قيحهم، وعتههم وخبلهم، وضحالة وعقم أفكارهم!
لم ينتهي الأمر عند الست المذيعة ولا عند برنامجها، فوصلة الهري التي بدأت بالتسخين في الظهيرة، إنتهت بالكذب في الليل، بخروج أحدهم ليقول أن الحديث في موضوع بناء السجون ممنوع في الداخل المصري بأمر من الدولة، وأنه هناك تعليمات مشددة بعدم فتحه أو طرحه أو مجرد الإقتراب منه!
وها أنا ذا يا حضرة الجربوع، خرجت لأفتح لك الموضوع، وسأجيبك بعد الإتكال علي الله عن كل الأسئلة، التي إدعيت كذباً أن مجرد الإقتراب من طرحها ممنوع!
عاوز تعرف إيه؟ الدولة بتبني سجون جديدة ليه؟
لأن أعداد المواطنين تزيد، ولأنه ليس جميعهم من الأنقياء الأتقياء الأخيار، وهنالك من بينهم أشرار
"زي حضراتكم كده" ولابد للأشرار من عقاب،  والدولة " أي دولة" هي المنوط بها محاسبة المخطئين من أبنائها، فقامت بإنشاء تلك البنايات التي توفر لنزلائها معاملة آدمية، وفق الإشتراطات والمعايير الدولية، من حيث الإجراءات الصحية، والطبية، والعلاجية، كما حرصت علي توزيع السجناء علي أماكن قريبة من مناطق سكنهم، وقامت بنقل الأقارب من النزلاء في سجون واحدة، لكي يسهل علي ذوييهم زيارتهم، ومن أجل تخفيف الأعداد في العنابر، والتي تغير حالها تماماً للأفضل بشهادة العديد من المراسلين الأجانب، فلا تكدس ولا سوء تهوية، بل أماكن إحتجاز آدمية، مع استحداث عنابر خاصة للنزلاء من ذوي الإحتياجات، وإقامة الكثير من المشروعات الصناعية والزراعية والإنتاجية، وعقد العديد من الندوات التثقيفية .
سألتم عن السجون وأجبناكم، فهل لنا أن نسألكم لماذا لم تتحدثوا أبداً عن المدن الجديدة التي أقامتها الدولة بفضل من الله، والتي زادت علي ال ٣٠ مدينة، وعدد كبير من الأحياء، وتطويرعدد ليس بالقليل من العشوائيات، والتي أنشئت جميعها خلال السبع سنوات الماضية بطول البلاد وعرضها؟!
ألم تسمعوا مثلاً عن سوهاج الجديدة، أو إسكندرية الجديدة، أو أسوان الجديدة، أو المنصورة الجديدة .... الخ الخ؟
فقط سمعتم عن السجون الجديدة، التي أزعجكم بناؤها، وتطالبون اليوم بتوفيرأموالها، من أجل بناء المدارس والمصانع والمستشفيات، ولو علمتم الغيب لطالبتم بمضاعفة مخصصات السجون، كونكم ستحلون عليها يوماً 
"نراه قريباً جداً بإذن ربنا" كنزلاء مقيمين، لتنالوا جزاء جرائمكم وما عملته أيديكم، أما الحديث عن تقاعس الدولة في بناء المدارس، والمستشفيات والمصانع، فقد تضمنه جوابنا علي سؤالكم الأول، تماماً مثلما حملت برامجكم نفسها الردود علي إفتراءاتكم، ولكنكم لم تفهموا، ( ماهو أصل الغباء جند من جنود الله) ينتقد أحدكم في قناته بناء سجون جديدة بالمحافظات، ثم يخرج إلي فاصل، لتذيع نفس القناة خلال الفاصل شكوي لسجين من تكدس العنابر،أو شكاية  لإحدي الأمهات، من بعد المسافة ما بين مسكنها ومكان السجن الذي فيه إبنها!
نرجع لموضوع المدارس والمستشفيات، أمر بديهي يا من غاب عنكم الذكاء، أن يكون بداخل كل مدينة من ال ٣٠ مدينة جديدة التي ذكرناهم، ما يكفيها من المدارس والمستشفيات والمصانع، والمصالح والهيئات، يبقي الدولة بتبني ولاّ مابتبنيش؟!
وأخيراً ... عليكم جميعاً أن تعلموا، أنه ليس لدينا هنا في مصرنا الجديدة 
(الجمهورية الثانية) ما نفعله في الخفاء لنواريه، أويسيئنا إطلاع الغير عليه لنداريه .
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا وزعيمنا، قائد جمع الحق والإيمان .