جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بسبب تفسيرها "المسيّس" للدين

باحث أمريكي: الاخوان سبب انتشار الفكر التكفيري والإرهابي بين الشباب في أوروبا

الإخوان الإرهابية
الإخوان الإرهابية

قال جابرييل سجوبلوم فودور،  الباحث المتخصص في دراسة جماعات الإسلام السياسي ومكافحة التطرف والباحث بالمركز الدولي لدراسة التطرف العنيف (ICSVE) ومقره واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، إن جماعة الإخوان هي السبب الرئيسي وراء انتشار الفكر التكفيري والجهادي بين الشباب، من خلال ترويجها المستمر للتفسيرات المسيّسة، وغير المنطقية للنصوص الدينية لتبرير نظرتهم المتطرفة للدين على مدار ما يقرب من ثلاثة أجيال.

وأشار الباحث المتخصص في دراسة جماعات الإسلام السياسي، في مقاله على موقع "عين أوروبية على التطرف"، إلى أن جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي المتشابهة منها في الفكر، شكلوا تحديًا خاصا في أوروبا، خاصة في السويد ودول الشمال الأوروبي، بسبب ايديولوجيتهم المتطرفة وتفسيرهم المسيّس للدين، وهو ما سّهل على الجماعات التكفيرية مثل داعش وغيرها تجنيد المزيد من الأتباع.

- تفسيرات مسيّسة للدين

وأوضح  "فودور" إن إحدى المشكلات المهمة التي تواجهها أوروبا تتمثل في أن التكفيريين كانوا قادرين على بناء تفسيرات مسيّسة للدين أصبحت مؤثرة بين شرائح السكان المسلمين في دول الشمال الأوروبي خلال الثلاثين عامًا الماضية، ويرجع السبب في ذلك هو تأثرهم القوي بالإخوان والجماعات السلفية المتأثرة بالفعل بالإخوان.

وتابع قائلا، "استفادت تلك الحركات المتطرفة (المتأثرة بالفكر الإخواني) من الفوضى وحقيقة الافتقار إلى وجود سلطة دينية والراسختين بين الجالية المسلمة المبكرة في الشمال الأوروبي- والتي كانت تتألف في الغالب من العمال المهاجرين وأسرهم الذين قدموا إلى الدول الاسكندنافية لكسب لقمة العيش ولم يؤسسوا بعد مؤسسات دينية خاصة بهم - وقاموا بملء تلك الفجوة من خلال بناء هياكل سلطة لفرض تأثيرهم على الجاليات الإسلامية هناك".

- فكرة الخلافة التي روج لها الإخوان وراء انتشار الفكر التكفيري والإرهابي

ونوه إلى أن ذلك ساهم في انتشار الفكر التكفيري والجهادي (الإرهابي) بين الجاليات المسلمة بالخارج، مع إعلان فكرة "الخلافة" التي روج القادة التكفيريين نتيجة تأثرهم بالإخوان والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى.

وأضاف الباحث الأمريكي:" على مدار أكثر من عشرين عامًا، أقامت جماعة الإخوان خطبًا في المساجد، الجمعة بعد الجمعة، تحدثت فقط عن السياسة، والحكم في العالم الإسلامي ، وضرورة القيام ب (شيء ما) وما إلى ذلك، ويمكن رؤية النتائج بوضوح من خلال النظر في الآثار التي خلفها تنظيم داعش على مدار سنوات طويلة شهدت فيها انجذاب العديد من الشباب المتأثرين بالفكر التكفيري والجهادي الذي تروج له الجماعة".

واستطرد قائلا " قامت جماعة الإخوان  من خلال الترويج المستمر للتفسيرات السياسية للدين عبر ما يقرب من ثلاثة أجيال، بتعميم وجهات النظر والمفاهيم الإسلامية المسيّسة بين المسلمين العاديين، واتضح أن ذلك قد أرسى أسس الفاعلين التكفيريين والجهاديين ، الذين التقطوا نفس الخطاب والمصطلحات التي روجت لها الجماعة".

وذهب " فودور" بالقول إلى أن هذه العوامل ساهمت بالفعل في نشر الفكر التكفيري بين عامة المسلمين في أوروبا بشكل أسرع، مما يمكن أن يحدث في البيئات التي تسود فيها التفسيرات الدينية الأكثر هدوءًا.

- الجماعات التكفيرية نجحت بشكل فعال في تجنيد العديد من الأتباع في أوروبا

ولفت إلى أن الجماعات التكفيرية نجحت بشكل فعال في تجنيد العديد من الأتباع في أوروبا بسبب استخدامهم نفس التفسيرات غير منطقية للنصوص الدينية التي روجت لها الإخوان والجماعات السلفية المتأثرة بالفكر الإخواني وبشخصيات مثل سيد قطب وآخرين، وهو ما أدى إلى إضفاء الشرعية على هذه النصوص بين أعداد كبيرة من المسلمين، مما سهل على التكفيريين نشر تفسيرات مسيّسة لتلك النصوص لتبرير نظرتهم العنيفة والمتطرفة للدين.

واختتم الباحث مقاله: " لقد خلقت جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتشابهة في التفكير الاستقطاب والاعتقاد بين عموم المسلمين في أوروبا بأن عليهم أن يتصرفوا بتلك الطريقة، وكل ما كان على داعش فعله هو أن تقدم لهم طريقة للقيام بذلك".