جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تفاصيل قرار البرلمان العربي حول القضية الفلسطينية

البرلمان العربى
البرلمان العربى

خصص البرلمان العربي جلسته الطارئة منذ 19 مايو الماضي وحتى الآن لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية والوضع في الأراضي المحتلة، حيث كان في انعقاد دائم منذ تلك الجلسة، والتي خصصها لمناقشة الجرائم والانتهاكات المستمرة لسلطات القوة القائمة بالاحتلال في مدينة القدس المحتلة والاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، وعمليات الهدم والتهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح وسلوان، والعدوان العسكري على قطاع غزة.

وأكد البرلمان العربي على قراره الصادر عن الجلسة الطارئة، وعلى قراراته السابقة بشأن الوضع في فلسطين والأراضي المحتلة والوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس المحتلة، ومبادرة السلام العربية لعام 2002م، ومبادئ القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس المحتلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي أرقام: 242 لعام 1967م، و 252 لعام 1968م، و 267 لعام 1969م، و 465 و476 و478 لعام 1980م، و 338 لعام 1973م، و 2334 لعام 2016م، التي تؤكد جميعها الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس؛ وتعتبر القدس جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/67 لعام 2012م بقبول دولة فلسطين عضو مراقب يُمثلها منظمة التحرير الفلسطينية.

كما أشار البرلمان العربي إلى جهوده وتحركاته بشأن مستجدات وتطورات القضية الفلسطينية بما فيها عدوان القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) الأخير بحق الشعب الفلسطيني.

والرسائل الصادرة من عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي لكل من: "الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورؤساء البرلمانات الإقليمية، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، رئيس اتحاد المحامين العرب

والرسالة الواردة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رداً على رسالة رئيس البرلمان العربي، والتي أكدت فيها أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قد تشكل جرائم حرب، والبيانات الصادرة من البرلمان العربي بشأن فلسطين خلال الشهر الماضي والبالغة (10) بيانات.

وأكد البرلمان العربي مواصلة جهوده ومخاطباته مع مختلف البرلمانات الوطنية والاقليمية والاتحادات البرلمانية، لحشد المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.

وقرر البرلمان العربي توجيه تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني الأبي، في فلسطين وفي الشتات، والإشادة بصموده ونضاله في دفاعه عن وجوده وعن المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتمسكه بأرضه، ومقاومته الاحتلال والتهجير وفرض سياسة الأمر الواقع وسياسة التمييز العنصري (الأبارتيد)، وما سطروه بدمائهم الزكية من بطولة ضد الإرهاب والمجازر والجرائم الوحشية التي قامت بها القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) والتي طالت الفلسطينيين في أراضي عام 1948م، كما يشيد بموقف الشعوب العربية وشعوب العالم الحر والهبّة الشعبية التي تزامنت مع العدوان لنصرة الشعب الفلسطيني.

وشدد البرلمان العربي على التضامن والدعم التام مع السلطة الفلسطينية الشرعية والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في التمسك بحقوقه المشروعة في الدفاع الشرعي عن النفس، وإنهاء الإحتلال ونيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها مدينة القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948م.

 وأعلن البرلمان العربي دعمه الكامل لجميع قرارات وتحركات السلطة الفلسطينية بشأن تبعات العدوان الآثم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة، ووقف ما يجري من عدوان على الضفة الغربية بما فيها القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، وتهجير المقدسيين قسراً من منازلهم في حي الشيخ جراح وبطن الهوى وسلوان وحي البستان وباب العمود وكافة أحياء المدينة المقدس، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس، ورفض أية محاولات لانتقاص السيادة الفلسطينية عليها.

وأدان البرلمان العربي ما سُمي "مسيرة الأعلام" التي شهدتها مدينة القدس بتاريخ 16 يونيو 2021م، والتي جسدت عنصرية الاحتلال الإسرائيلي في أبشع صورها بعد تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية وارتكاب أبشع أشكال القمع ضد الشعب الفلسطيني، وما مثلته من استفزاز لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم.

كما طالب البرلمان العربي البرلمانات الإقليمية والدولية وبرلمانات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن للضغط على حكومات دولها والدول الأعضاء لوقف الإعدامات الميدانية والمجازر الدموية وكافة الممارسات التي تنتهجها حكومة القوة القائمة بالاحتلال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وحي الشيخ جراح وسلوان.

وأكد البرلمان العربي مجدداً على مطالبة الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه المشروعة في أرضه تنفيذاً لقرار الدورة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2018م وقراراتها السابقة ذات الصلة، ورفع الحصار الصهيوني المقيت عن قطاع غزة.

وطالب الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الإقليمية والدولية برفض كافة القوانين العنصرية التي يقرها الكنيست الإسرائيلي أو ينوي اقرارها، ومنها قانون منع لم شمل العائلات الفلسطينية لحرمان الفلسطينيين من حق المواطنة والإقامة مع أزواجهم في أراضي 1948، لانتهاكها القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وطالب أيضاً البرلمان الافريقي وبرلمانات الدول الإفريقية بالتصدى لمسعى القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) للحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، ومطالبة حكوماتها بعدم الموافقة على هذا المسعى باعتبارها دولة احتلال وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.

وثمن البرلمان العربي القرار الشجاع لمجلس النواب بجمهورية أيرلندا بشأن إدانة ضم الأراضي الفلسطينية والنشاط الاستيطاني المستمر للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) في مدينة القدس وفي الضفة الغربية، والتطهير العرقي والتهجير القسري للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

كما ثمن البرلمان العربي عالياً قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، ومستمرة، يعينها رئيس مجلس حقوق الإنسان للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، وفي (إسرائيل)، وذلك في جميع انتهاكات القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان منذ 13 أبريل 2021، وكذلك بشأن التطهير العرقي والقمع العنصري على أساس الهوية ضد الشعب الفلسطيني، وآلية المساءلة على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وتحديد المسؤولين عنها، والذي جاء اتساقاً مع قرار البرلمان العربي في جلسته الطارئة بشأن الدعوة لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في جرائم القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني، ويطالب البرلمان العربي بضرورة الإسراع في إجراءات تشكيل لجنة التحقيق، كما يطالب دول العالم الحر بتقديم كل الدعم لتسهيل مهمة هذه اللجنة.

وأكد البرلمان العربي على ما جاء بالرسالة الواردة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رداً على رسالة صاحب المعالي رئيس البرلمان العربي، والتي أكدت فيها أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قد تشكل جرائم حرب.

وحمل البرلمان العربي المحكمة الجنائية الدولية مسؤوليتها بشأن مباشرة ولايتها الإقليمية تلقائياً لمحاكمة المسؤولين عن الجرائم القمعية التي ارتكبتها سلطات القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وملاحقة مرتكبيها ومعاقبتهم كمجرمي حرب.

وأدان البرلمان العربي إعاقة القوة القائمة بالاحتلال للاستحقاق الديمقراطي للفلسطينيين بوضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات الفلسطينية وعدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بشأن ضمان إجرائها في مدينة القدس، ويطالب البرلمان العربي الأمم المتحدة بإزالة العراقيل أمام إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن وفي جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس لضمان تمثيل الشعب الفلسطيني وتمكينه من اختيار ممثليه.

وطالب البرلمان العربي الأمم المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان باتخاذ الإجراءات الفورية والحازمة وفرض عقوبات رادعة لإلزام حكومة القوة القائمة بالاحتلال بوقف عمليات الهدم والإخلاء والتطهير العرقي والتي وصلت إلى معدلات قياسية خلال هذا العام، خاصةً بحي الشيخ جراح وسلوان وبطن الهوى بمدينة القدس المحتلة وسياسة الفصل العنصري (الأبارتيد) التي تمارسها، واستخدام القنابل الفراغية في استهداف المباني الفلسطينية باعتبارها أسلحة محرمة دولياً.

وطالب الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بايقاف بيع السلاح للقوة القائمة بالاحتلال والذي تستخدمه في استهداف المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال والنساء والإعلاميين وانتهاك كافة القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.

وطالب برلمانات الدول الأوربية الطلب من حكوماتهم استكمال الاعتراف بدولة فلسطين التي أصبحت عضواً مراقباً في الأمم المتحدة.

وأشاد البرلمان العربي بقرار الإدارة الأمريكية بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة القدس باعتباره خطوةً هامة لإعادة تصحيح المسار وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة فلسطين، وسرعة تنفيذ ذلك وإعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

وجدد البرلمان العربي الدعوة للدول العربية إلى إطلاق حملة لتقديم الدعم المالي الرسمي والشعبي اللازم لمساعدة الفلسطينيين، والطلب من جامعة الدول العربية التحرك لدى الحكومات العربية لتنفيذ التزاماتها في قرار قمة بيروت لعام 2002م فيما يتعلق بالدعم المالي لمنظمة التحرير، والتمسك بمبادرة السلام العربية نصاً وروحاً وتسلسلها، وتفعيل شبكة الأمان المالية للسلطة الفلسطينية التي أقرها القادة العرب وأكدوا عليها في اجتماعاتهم اللاحقة.

وأشاد البرلمان العربي بالوحدة الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات والتي كسرت الحواجز التي وضعها الكيان الصهيوني، ويدعو الفصائل الفلسطينية بتحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة الخطيرة من عمر القضية الفلسطينية، وأن يجنبوا كافة الخلافات ويزيلوا كافة العوائق التي تعترض طريق الوحدة الوطنية في هذا الظرف الدقيق.

وأشاد البرلمان العربي  بجهود جمهورية مصر العربية الدبلوماسية والسياسية والإنسانية تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي ومبادراتها المستمرة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وجهودها المتواصلة لإنهاء الانقسام، وانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإسهامها المقدر في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة.

كما أشاد البرلمان العربي بجهود الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في الدفاع عن المقدسات وحمايتها، وتجديد رفض كل محاولات القوة القائمة بالاحتلال المساس بهذه الرعاية والوصاية الهاشمية، وتثمين الدور الأردني في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية، التي أعاد التأكيد عليها الاتفاق الموقع بين الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين بتاريخ 13/3/2013م، والتعبير عن دعم دور إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية في الحفاظ على الحرم ضد الخروقات واعتداءات القوة القائمة بالاحتلال واعتبارها الجهة القانونية الحصرية والوحيدة في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، والإشادة بالمساعدات الطبية والمستشفى الميداني العسكري الأردنية، وجهود جلالة الملك الحالية تمهيداً لجولته المقبلة مع مؤسسات القرار الأمريكي، ونؤكد دعم القيادة الأردنية في مسعاها الثلاثي مع الإدارة الأمريكية الجديدة لنصرة القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وأشاد البرلمان العربي أيضا بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس في الدفاع عن المدينة المقدسة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وبعمل وكالة بيت مال القدس التابع للجنة القدس، وكذا بإرسال مساعدات إنسانية طارئة للشعب الفلسطيني بالضفة وقطاع غزة.

وأشاد بالجهود التي تبذلها الجمهورية التونسية، العضو غير الدائم بمجلس الأمن، برئاسة الرئيس قيس سعيد في مجلس الأمن الدولي، ومبادرتها بالدعوة لعقد الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة ببلورة التحرك المناسب لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وتحركاتها على المستوى الدولي دعماً للقضية الفلسطينية.

وثمن البرلمان العربي بجهود وسائل الإعلام العربية والدولية التي تنقل جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وإدانة ما يتعرض له الإعلاميون والمنشآت الإعلامية من استهداف من قبل الكيان الصهيوني.