جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خبير بريطني في مكافحة الإرهاب يحذر من تنامي وانتشار جماعات الإسلام السياسي

جماعات الإسلام السياسي
جماعات الإسلام السياسي

 حذر أمجد خان، الخبير البريطاني المتخصص في مكافحة التطرف، من انتشار واختراق جماعات الإسلام السياسي لبريطانيا، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة هذا الاختراق.

 وقال خان، في مقال له عبر موقع "عين أوروبية على التطرف": لقد حذر روبرت جنريك؛ وزير المجتمعات في بريطانيا من تصاعد لغة الكراهية في بريطانيا من قيل جماعات الاسلام السياسي، مشيرا إلى انتعاش التطرف الإسلاموي في المملكة المتحدة، وأشار جنريك بشكلٍ خاص إلى عددٍ من الحوادث التي شهدتها العاصمة، لا سيّما مهاجمة حاخام ونقله إلى المستشفى في شرق لندن، وإطلاق تهديدات بقتل اليهود واغتصاب بناتهن من قافلة من السيارات في شمال لندن". 

وتابع خان: “أن  التطرف الاسلامي  لم يزُلْ في الواقع؛ بل كان خامدًا لفترة من الوقت، مشيرا إلى الفترة الماضية حيث قيدت إجراءات الإغلاق بسبب كورونا حركة التابعين لجماعات الإسلام السياسي خفضت عدد الهجمات الإرهابية بشكل عام”.

وأكد أنه على الرغم من وجود بعضٍ من أشد قوانين مكافحة الإرهاب صرامة في العالم، وبرنامج وقائي راسخ تدعمه الحكومة الحالية بالكامل، ما زال التطرف يزدهر في المملكة المتحدة.

 وقال: "يحدث هذا بسبب ثلاثة أسباب رئيسة لذلك، أولًا، في عالم معولم ومتشابك، هناك، للمفارقة، تفاعل أقل بكثير بين الناس من ذوي وجهات النظر المختلفة، بسبب توافر غرف الصدى على نطاق واسع على الإنترنت، ثانيًا، لا يمكن أن يتماسك مجتمع شديد التنوع دون خطاب شامل يقدم قيمًا ووحدة مشتركتين، ثالثًا، في ظل المناخ السياسي الحالي، حيث يضطر الجميع إلى أن يكونوا شديدي الحساسية، خوفًا من التسبب في الإساءة للآخرين، يكاد يكون من المستحيل تحدي الأيديولوجية الإسلاموية علنًا دون إلحاق ضررٍ كبير بسمعة المرء.

وأضاف خان: “في المناخ السياسي اليوم، ما هو تعريف العنصرية؟ ما هو تعريف التحيز الجنسي؟ ما هو تعريف الإساءة للآخرين؟ لقد كنت مهتمًا بالسياسة طوال حياتي، لكنني لم أعد أستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة. يبدو أن تعريف ما هو مقبول في الخطاب العام يتغيّر بسرعة كبيرة، ولا يوجد أي اعتبار لحقيقة أن الناس بحاجة إلى وقت للتكيّف. إن أية حجة تقريبًا تنتقد منظورًا لدى مجتمع يصادف أنه أقلية في المملكة المتحدة -أو حتى انتقاد الجماعات التي تخرج من داخل مجتمعات الأقليات، ولكن لا تُمثِّله، مثل حزب التحرير- يمكن، بل غالبًا ما تُعتبر، متعصبة وتفتقر إلى التقدير الثقافي”.

وتابع: “لا أستطيع إحصاء عدد المرات التي كنت أُضطر فيها، كممارس في مجال مكافحة الإرهاب من أصول أقلية، للصمت خلال الحديث عن الإرهاب والتطرف خوفًا من أن أبدوَ كمن يكره ذاته (خلفيته العرقية). يبدو أن لدينا حساسية أعلى من العقل، وشفقة تفوق الفهم”.

وأضاف: “الإسلامويون وأيديولوجيتهم يمثلون مشكلاتٍ حقيقية في الغرب وختامًا، فإن روبرت جنريك محق في قلقه، وينبغي أن نكون جميعًا كذلك، ولكن ينبغي علينا أيضًا أن نعي دورنا في تعزيز مناخ وثقافة تزدهر فيهما الأيديولوجيات المتطرفة”.