جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بعد سجن حنين حسام.. «الدستور» تخترق إعلانات الدعارة الإلكترونية (صور)

إعلانات الدعارة الإلكترونية
إعلانات الدعارة الإلكترونية

فجر الحكم على كل من حنين حسام  ومودة الأدهم بعشر سنوات للأولى وسبع للثانية بتهمة الإتجار بالبشر جدلاً واسعاً وانقساماً ما بين متعاطفين مع الفتيات واعتبار أن هذا الحكم قاس عليهما، وسيتسبب في ضياع مستقبلهما وبين آخرين يروون أن هذا العقاب هو ما يستحقونه لما فعلوه من جذب الفتيات واستغلالهم لتقديم محتويات جنسية عن طريق تطبيقات فيديوهات البث المباشر مقابل الأموال وبذلك تكونان عبرة لمن لا يعتبر. 

 

"الدستور" تفتح ملف  الإتجار بالبشر من خلال مغامرة نرصد بها بعض العصابات المتخفيين تحت ظلال إعلانات عن الحاجة لفتيات تقدم فيديوهات بث مباشر مقابل آلاف الدولارات، وهي نفس الاعلانات التي قادت حنين حسام وغيرها إلى هذا المصير.

 

 مغامرة "الدستور" داخل إعلانات تطبيقات الغرف المغلقة للفتيات 

"من النهاردة تقدري تشتغلي مذيعة من البيت وتستلمي فلوسك بالدولار،  وكمان لو عندك موهبة التمثيل الغنى الموسيقى حاتقدري تقدمي كل ده معانا.. مطلوب منك بس 20ساعة لايف و 5ساعات لايف العاب وبس.. ولو جاهزة اتصلي بالرقم أو ابعتي واتس'" بهذه التفاصيل كان يتم تداول واحداً من الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي،  والذي يتم من خلاله استقطاب الفتيات للانجراف وراء أخطر طرق التجارة بالبشر بالإغراءات مادية.

 

"افتحي لايف واتكلمي في أي موضوع حاتكسبي بالدولارات"

كان ذلك الإعلان هو الخيط الأول في رحلة "الدستور" للبحث والتقصي عن ماهية هذه الإعلانات جميعها، وكشف أهدافها الحقيقية، بدأت بالتواصل باستخدام تطبيق الواتس آب على الرقم التليفوني المرفق مع ذلك الإعلان لتدعي "المحررة" فيه أنها إحدى الفتيات التي تود  المشاركة في هذا العمل وترغب بمعرفة تفاصيله.

 

لتأتي الاجابة "اهلا بيكي.. احنا وكاله في ابليكشن لايف زي التيك توك والشغل عبارة عن إنك بتفتحي لايف وبتفتحي مواضيع مع الفانز في الأغاني والفن والرياضه المهم انك تهتمي بالايف بتاعك الموضوع سهل".

واستكملت المحررة حديثها إلى أن تلقت الأسئلة التالية "عندك كم سنة؟ ساكنة فين؟ الموبايل بتاعك بيصور كويس؟ الإضاءة والنت أخبارهم ايه؟..،  اشتغلتي لايف قبل كدة؟ ممكن أشوف صورتك الأول"، اسئلة كثيرة حاولت"المحررة" الإجابة عليها بالطريقة التي توهم الرجل أنها بالفعل صادقة في الرغبة بهذا العمل الذي أوضح فيه عن ضمان تحقيق مكسب الثراء الكبير والسريع الذي ستحققه "القبض حايكون بالدولار".

 

 

واستطرد صاحب هذه الوكالة المجهولة شرح طبيعة العمل بالتفصيل قائلاً: "الموضوع سهل،  كل اللي عليكي تفتحي كل يوم لايف وتتكلمي مع الفانس اللي حايكونوا في" الروم"عندك في أي حاجة تحبيها"، أما عن العائد المادي كويس جداً وحسب التارجت اللي حاتنفذيه" موضحاً أن أقل تارجت عائده 1250جنيهاً، بينما أشار إلى أن هناك الكثير من الفتيات الصغيرات اللاتي استطعن تحقيق أرباحاً طائلة من وراء هذا العمل"كله بيتوقف على الهدايا اللي حاتجيلك من المتابعين وحبهم للي حاتقوليه، وعدد ساعات فتحك للايف"-يقول صاحب الإعلان للمحررة.

عن طبيعة الهدايا التي تتلقاها الفتاة أوضح المعلن أنها تأتي من المتابعين لها في حال العمل، والذين سيقومون بدعمها بما يسمى "الكوينات" من أجل مزيداً من ساعات اللايف لتقوم بها مع الدردشة التي تجريها، وهذا الدعم يكون في صور عدة مثل تحويل مبالغ نقدية لها،أو كروت شحن وخلافه.

 

أوضح صاحب هذه الوكالة الإعلانية أن العمل يتم من خلال تنزيل تطبيق يسمى "بيجو"، وهو أحد تطبيقات الدردشة على الإنترنت"،قائلاً "نزليه واتفرجي على لايفات البنات اللي عليه علشان تتعلمي الأول"يقولها صاحب الوكالة للمحررة، بهدف تعلمها كيفية القيام بهذه الدردشات "اللايف.

اتفقت بعدها المحررة مع صاحب هذه الوكالة المجهولة على تتزيل هذا التطبيق بالفعل، واتباع ما قاله لها من تعليمات ثم الاتصال به مرة أخرى عندما تكون بالفعل قد اتقنت القيام بهذا  العمل المغر.

 

مسئولة أكونت:" أقل شيء تفتحي لايف معانا 15 ساعة في الشهر"

" من خلال تطبيق ميكو لايف حاتقدري تشتغلي من البيت، مش مطلوب منك غير انك تطلعي كل يوم لايف ساعه واحدة و كمان هاتستلمي فلوسك بالدولار" إعلان آخر  منتشر وبكثرة على صفحات التواصل الاجتماعي لصيد أكبر عدد من الفتيات راغبات الثراء والشهرة.

ومع التواصل مع صاحبة الاعلان التي اتضح أنها تحمل جنسية إحدى الدول العربية، ومتزوجة وتعيش بمصر أوضحت "أقل شيئ تفتحي لايف معانا 15ساعة في الشهر"، مضيفة سردها لتفاصيل العمل "الموضوع عبارة عن دردشة بينك وبين الأصدقاء بس" الأمر الذي قامت به بنفسها "كنت باطلع لايف كل يوم وقدرت أعمل فلوس كتير مش حاتعملي حاجة محددة..لو بتحبي تغني غني..بتحبي تمثلي مثلي..عايزة تعملي دردشة  بس اعملي..وكل ما حايزيد متابعينك كل ما حاتزيد فلوسك". 

وعن الفائدة العائدة من صاحبة الاعلان مقابل نشره على مجموعات الفتيات "انتي بتاخدي أرباحك كاملة، وأنا باخد مرتبي من الشركة الصينية المسئولة".

 

مسئولة عن أكونت "بتاخدي نقط علي الرسالة "فلوس" علي الشات  وبتزيد  النقط كل ماتتشاتي والألف نقطة بدولار

تطبيق آخر يدعى فانسي مي كان هو التطبيق الذي استخدمه  مستقطبي الفتيات من أجل اغرائهن للظهور في فيديوهات بث مباشر داخل الغرف المغلقة مقابل الحصول على  الأموال.

كان نص الإعلان أن التطبيق الجديد يدعى" فانسي مي" هو تطبيق أسبوعي للدردشه الشات وسبائك حمراء. 

تقول مسئولة  الإعلان بنص إعلانها عن ذلك العمل " بتاخدي نقط علي الرسالة "ايوة فلوس علي الشات  وبتزيد  النقط كل ماتتشاتي اكتر الأبلكيشن دا فيه مكالمات صوتية وفيديو"

وأوضحت المسئولة  أسعار المكالمات حسب ما تستطيع الفتاه تقديمه للمتابعين من تغري أكثر، واغراءات أكثر، مشيرة إلى أن البرنامج الذي تعمل من خلاله يدر على الفتيات االمشاركات فيه أموالاً أكثر من غيره "وذلك في محاولة أخرى لجذب القتيات من أجل القيام بهذه الأعمال المشبوهة".

  

 

كما وصفت المعلنة أنه ليس شرطاً أن تضع المشتركة صورتها بل من الممكن أن تضع   صور موديلز متابعة"انا بفعلك الأكونت ف الإدارة،  ثم تابعت بقولها" لو أي احد أتصل عليكي ورديتي و قفلتي ع طول كدا أنتي عملتي 100 نقطة"، مضيفة "في ناس بتبعتلك هدايا على البرنامج أو يبعتوه نقاط، أما عن طبيعة الفيديوهات المباشرة "تقدري تطلعي بوشك أو نص وشك أو حتي بماسك وتجمعي نقط وهدايا بردو وفيه خاصية البحث السريع يدخلك على الناس اللي بتزود نقطك مش هتحتاجي تطلبي من حد يتصل بيكي البرنامج بيدخلك على المكالمة والنقط بتعد.

واختتمت أن أقل عدد تستطيع جمعه في الأسبوع هو 10 ألف نقطة والراتب يمكن الحصول عليه أسبوعياً والذي أقل راتب فيه يصل إلى 6  آلاف جنية  في الشهر.

تطبيقات صينية لديها أكثر من 433 مليون مستخدم

بالبحث تبين وجود شركة باسم «بيجو تكنولوجي» (إحدى شركات فيديوهات البث المباشر) وهي شركة تقنية سريعة النمو تأسست في سنغافورة عام 2014، وانتقلت ملكيتها إلى الصين، وعرفت نفسها بأنها تسعى إلى تحقيق عالم يتواصل فيه الجميع بشكلٍ أفضل.

وتقدّم «بيجو» كتالوج متنوعاً من منتجات البث الصوتي والفيديو، بالإضافة إلى خدمات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتتضمن هذه المجموعة تطبيقات كبرى مثل بيجو لايف، لايكي (المعروف سابقاً بلايكي فيديو) وآيمو.

ولدى الشركة الآن أكثر من 433 مليون مستخدم فعال شهرياً في أنحاء أكثر من 150 دولة حول العالم، ولديها 5 مراكز بحث وتطوير في سنغافورة و الولايات المتحدة الأمريكية والهند والشرق الأوسط والصين، وما يزيد على 20 مقراً حول العالم.

ومن ضمن التطبيقات التي تمتلكها الشركة تطبيق «لايكي»، وهو التطبيق الذي من خلاله بثت حنين حسام عدد من الفيديوهات.

كما أن هناك شروط يجب أن تجتازها لكي تقوم بعمل بث مباشر في تطبيق «لايكي» منها أن يكون عمرك فوق 16 عاماً، وأن يحتوي حسابك على 3 فيديوهات على الأقل ويكون عدد معجبيك 1000 أو أكثر، ويحتوي البرنامج على فلاتر وملصقات للتعديل على الصور والفيديوهات.

 رصدت "الدستور" آراء عدد من المتخصصين حول هذه الاعلانات التي تم التواصل مع اصحابها ومعرفة وقعها على الشباب

 

متخصص في القانون الدولي وجرائم الإنترنت: تطبيقات لايمي سيئة السمعة وبابًا للدعارة الإليكترونية 

الخبير القانوني حسن شومان المتخصص في القانون الدولي وجرائم الإنترنت، أوضح أنه قبل التعاطف مع الفتيات اللاتي يروجن بمثل هذه الفيديوهات للتطبيقات سيئة السمعة، فلابد  رصد المفهوم التقني أكثر فهناك نوعان  من التطبيقات ( تطبيقات تجارية  مثل الفيسبوك والتليجرام وتطبيقات سيئة السمعة مثل whois - likee والمقصود بها ليست تلك التي تدعو إلى الجنس فقط بل التي تبيع البيانات أيضاً  فهي تستغل المستخدمين.

الخبير القانوني حسن شومان

وقال شومان إن التطبيقات سيئة السمعة  توضح للمستخدم على سبيل المثال أنه  سيدفع ١٠ دولار في صورة "كوينات" مشتراه  من التطبيق، وفي المقابل ستشاهد الفتاة لمدة ١٠ دقايق مع خدمات زي sex toys او only orgasm وكذلك تطبيق لايكلي او غيره من التطبيقات.

وتابع أن هذه التطبيقات تمتلئ بالكثير من الرجال لديهم هوس مشاهدة البنات "من غير ما يعملوا حاجة"و تنهال عليهم ب" كوينات"   ويتابع أن هؤلاء الرجال عندما يصلون إلى  ذروة النشوة الجنسية يقوموا بعمل نا يسمى طلب خاص وذلك مقابل عدد من الكوينات أكبر،  موضخاّ أن هذا يمثل مصدر جذب أكثر للفتيات لتحقيق أموال أكثر "جر رجل البنت بشياكة".

أما عن مكسب المسئول عن  هذه الحسابات التي تروج لها الفتيات مثل حنين حسام ومودة الآدهم فأوضح أنهم يحققون مكسباً من خلال عدد جماهيرهم الكبيرة، فيدعونهما إلى التسجيل وفتح الكاميرا وفي الوقت نفسه هم لم يقولوا بشكل مباشر للفتيات أن يدخلوا الغرف الخاص وهنا إذا  دخلت على سبيل المثال م ٢٠٠٠ بنت، فإن كل بنت يسحب المسئول عن اشراكها  بالتطبيق على ٢٠٪ من أرباحها، وفي حال كسبت  كل واحده منهن ١٠٠ دولار فقط،  إذن يصبح المسئول عنهم يمتلك ٤٠ ألف دولار من دون عمل أي شئ "وهما في بيوتهم".

وأكد شومان أن هذه الاعلانات هي إتجار إليكتروني بالبشر وبشكل واضح ولا جدال فيه، موضحاً أن الإتجار بالبشر له صور عديدة من بينها تحقيق مكاسب مالية من وراء استغلال اشخاصاً في ممارسة أعمال منافية للآداب والقانون.

ويعرف الإتجار بالبشر بأنه بيع وشراء الأفراد لأغراض ترتبط بالعمالة القسرية، والاستعباد الجنسي، والاستغلال الجنسي لأهداف تجارية عن طريق المهربين وغيرهم من المنتفعين، وقد يندرج تحت بند الاتجار بالبشر توفير النساء وتزويجهن بشكل قسري، انتزاع الأعضاء والأنسجة بالإنابة ونقل البويضات، كما يمكن أن يتم الإتجار بالبشر في نطاق بلد معيّن أو يمتد ليشمل أكثر من دولة (جريمة عابرة للحدود الوطنية). 

 

خبير قانوني: تشبه تجارة الرقيق والحصول على لايكات أكثر مقابل إظهار عورات أكثر

‏أما الخبير القانوني هاني الصدق المحامي بمحكمة النقض ورئيس مؤسسة الشرق الأوسط للحقوق والحريات، أوضح أن تطبيقات الفيديوهات المباشرة ذاتها ليست مجرمة  بل أن المجرم بها هو المحتوى المقدم من خلالها، موضحاً أن ما فعلته فتيات التيوك توك الصادر ضدهن أحكام قضائية جرائم إليكترونية وخروج عن القانون، وذلك من خلال قيامهم بالحث على الفسق والفجور والدعوة إلى الرذيلة من خلال فيديوهاتهن، خاصة وأنها تشبه تجارة الرقيق. 

 

رئيس خط نجدة الطفل: تنتهك خصوصيات الطفل وتعرض حياته وأخلاقه للخطر 

وقال الدكتور صبري عثمان رئيس خط نجدة الطفل، إن ما يبث من خلال تطبيقات فيديوهات البث المباشر يمثل تهديداً للقيم الأخلاقية والمجتمعية، لما قد يترتب عليه من انتهاك لحقوق الطفل وخصوصياته، وهو ما يعد مخالفاً للمادة 96 من قانون حماية الكفل التي منها ما ينص على "استخدام الحاسب الآلي أو الإنترنت أو شبكات المعلومات أو الرسوم المتحركة لتحريض الأطفال على الانحراف أو لتسخيرهم في ارتكاب جريمة أو على القيام بأنشطة أو أعمال غير مشروعة أو منافية للآداب، ولو لم تقع الجريمة فعلاً".

صبري عثمان

 

وأوضح أن كثيراً من هذه الفيديوهات تكون بابًا للدخول في مضمون جنسي، مستغلة حاجة الأطفال للمال وعدم إدراكهم لحقائق الأمور، وهو ما يمثل تعريض أخلاق الطفل وحياته وأخلاقه للخطر وذلك يخالف كذلك لقانوت الطفل رقم 12لسنة 1996، مضيفًا أن الاشتراك بعمل هذه الفيديوهات يتسبب في التورط بقضايا الإتجار بالبشر ومنها استغلال الأطفال والمراهقين لبث محتوى فاسد نتيجة الحصول على أموال.

 

أستاذ الإعلام بجامعة بنها: فرض العقوبات الرادعة على المتعاملين بهذه التطبيقات والتوعية المستمرة بخطورتها

أما الدكتور حسام  النحاس، أستاذ الأعلام بجامعة بنها،  شدد على ضرورة فرض عقوبة على المتعاملين مع هذه البرامج، خاصة أنه  لا يمكن السيطرة الكاملة على محتويات تتضمنها الشبكة العنكبوتية"الانترنت"، لذا فالتشريع الداخلي لضبط التعامل مع هذه التطبيقات الاليكترونية  هو الحل الأمثل للسيطرة على الخطورة التي تمثلها على المجتمع كله.

 

الدكتور حسام النحاس

وتابع أن الدور الأهم يتمركز في التوعية الإعلامية ضد هذه التطبيقات وكشف أهدافها والإعلان عن اسمائها باستمرار، وتوجيه الآهالي إلى خطورة مثل هذه البرامج على ابنائهم، والتذكير الدائم بواقعتي حنين حسام ومودة الأدهم، وما حدث لهم جراء، التعامل معها.

 

عضو المجلس القومي للمرأة: ليس لدينا ثقافة الاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي  

الدكتورة رانيا يحيي عضو المجلس القومي للمرأة أوضحت "للدستور"، أن المجتمع ليس لديه الثقافة الكافية للتعامل مع هذه المستحدثات لذا يستخدمها في الأغلب اسوأ استخدام، فيعتبرها مجرد وسيلة للحصول على الأموال بأي طريقة كانت أو أداه للاستغلال المادي والمعنوي،  وطريقة جديدة للتشهير ونشر الفضائح، وهي جميعها أدوات لهدم قيم المجتمع وثقافته وتشكل خطراً وتهديداً واضحاً على أفراده.

الدكتورة رانيا يحيي

 

 وأكدت يحيى أهمية دور العديد من المؤسسات مثل دور الثقافة المختلفة ومراكز الشباب في توعية الأطفال والمراهقين بخطورة مثل هذه التطبيقات من خلال عقد دورات تدريبية تؤهلهم لاستخدام أوقاتهم في اشياء مفيدة وتوجيه فكرهم التوجيه السليم، بالبعد عن الدخول في متاهة تلك التطبيقات التي قد تفضي إلى القضاء على مستقبلهم. 

 

استشاري الطب النفسي: التفكك الأسري أحد أهم الأسباب والفتيات يعانين اضطرابات هيسترية والكارثة في صدمات النهايات

أما عن الأسباب التي تدفع الفتيات للجوء إلى استخدام هذه التطبيقات أوضح الدكتور هشام ماجد استشاري الطب النفسي، أن اهمها التفكك الأسري، وعدم وجود رقابة من الآهالي على ابنائهم وانشغالهم عنهم، بالإضافة إلى مسئولية المجتمع،  والمدرسة ونظام التعليم في ذلك من خلال نقص التوعية بأسس التربية السليمة والأخلاق.

وأوضح هشام أن إظهار المجتمع لبعض النماذج الفاسدة باعتبارها نماذج بطولية وقائدة يجعل الفتيات والشباب بشكل عام يؤمنون بما تعرضه تلك النماذج الفاسدة لهم، من سموم فكرية مثل فكرة أن الحصول على المال هو الهدف الأسمى مهما كان السبيل في ذلك، وأن بها يمكن شراء كل شئ والتحكم في كل شئ بكونها مصدر القوة والجبروت.

وأضاف هشام أن الكارثة الأكبر على هؤلاء الفتيات تتركز في صدمات النهايات المأسوية لهم كأن تحجب عنهم الأضواء أو يتعرضن للمعاقبة والتوقف عن هذا النشاط مثلما حدث مع حنين حسام،  موضحاً أن مثل هذه الأمور قد تدفعهم إلى الدخول في موجة كبيرة من الاكتئاب،  بل من الممكن كذلك  أن يصل الأمر إلى أن  يفكرون في إيزاء انفسهم شخصياً مثل الإقدام على الانتحار وإنهاء حياتهم. 

 

أستاذ الفقه والمقارن: العمل في مثل هذه التطبيقات على هذا النحو حرام ولايجوز شرعاً

عبد الحليم منصور أستاذ الفقه والمقارن والعميد السابق لكلية الشريعة والقانون بالدقهلية، أوضح لـ"الدستور" أن العمل على مثل هذه التطبيقات الإليكترونية بالشكل الذي شاهدناه، هو عمل غير جائز وغير مشروع موضحاً أن العمل على مثل هذه التطبيقات من شأنه  تخريب منظومة القيم والمبادئ وهدم الأخلاق التي حثتنا عليها جميع الأديان السماوية، موضحاً أن مثل هذه التطبيقات تستدرج الفتيات وتحولهن إلى سلع يتم التجارة فيها باستخدام أجسادهن وعوراتهن، وهو ما نهى عنه ديننا الحنيف.

 ‏واختتم عبد الحليم حديثه موجهاً شكره إلى الدولة وأجهزتها الرقابية التب تعمل حالياً على مواجهة هذخ الظواهر المجتمعية الالسظة، لحماية الأسر المصرية والحفاظ على قيمها وأخلاقها، مشيراً إلى أن الدولة بذلك تعمل على حماية الوطن وابنائه من أعداء الداخل والخارج.