جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

طلب إحاطة يحذر من تداعياته.. «السكرى» يهدد آلاف المرضى بالوفاة أو البتر سنويا

مرض السكر
مرض السكر

تهدد الأمراض المزمنة فئات كثيرة على مستوى العالم لاسيما داء السكري، الذي يعد واحدًا من أخطر الأمراض وأكثرها شيوعًا، والذي يزيد الإهمال من خطورته وتداعياته على صاحبه، إذ يتطلب عناية من مستوى خاص لعدم تدهور حالة المريض.

وبالتزامن مع انتشار جائحة كورونا في العالم، نصح عدد من الأطباء أصحاب الأمراض المزمنة بأهمية اتباع الإجرءات الاحترازية وتجنب التواجد في الأماكن العامة للوقاية من احتمالية الإصابة بالفيروس.

من جهته، تقدم طارق الخولي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن تزايد نسبة أعداد المصابين بمرض القدم السكري، خاصة بعد تزايد نسبة أعداد المصابين في مصر.

وكشف عضو البرلمان أن الاحصائيات تشير إلى أن مصر مرشحة بعد عدة سنوات لاحتلال المركز الثامن من حيث عدد المصابين بمرض السكري على مستوى العالم ليتجاوز 12 مليون شخصا، فحوالي 25% من مرضى السكر معرضين للإصابة بقرحة القدم السكري.

وطالب عضو البرلمان وزارة الصحة، بأهمية الوعية والتثقيف بمدي خطورة الإصابة بالمرض والنتائج المترتبة عليه، بالإضافة إلى توفير كافة سُبل الدعم والتأهيل للمرضي بداية من الدعم النفسي، ووصولاً إلى توفير الأطراف الصناعية التي تُشكل طوق نجاة للتخفيف من معاناتهم.

ما هو السكري؟

منظمة الصحة العالمية تعرف داء السكري بأنه مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم.

كما أن  فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

لم تختلف كثيرًا الآثار الجانبية التي يعانيها أحمد فتوح، 50 عام، من الداء السكري بسبب أمراض وتداعيات الوراثة، التي فرضت عليه أن يصاحب المرض منذ كان عمره 10 أعوام فقط.

ويضيف: "منذ طفولتي واتعايش مع المرض، التزم بالطعام الذي يجب تناوله وابتعد عن كل المغريات التي تتسبب في ارتفاع السكر في الدم".

أصيب "فتوح" خلال الشهور القليلة الماضية بفيروس كورونا، وتعافى بعد الالتزام ببرتوكول العلاج، ولم يمر كثير من الوقت ليخبره الطبيب المعالج بضرورة بتر جزء من القدم لتدهور حالته.

وقع الخبر لم يكن سهلاً على "فتوح" لكنه أدرك أنها إرادة الله، وبعد اجراء التدخل الجراحي والانتهاء من العملية، وضع له الطبيب بروتوكول غذائي ودوائي خاص نظرًا لكونه يعاني من واحد من أخطر الأمراض المزمنة.

الوقاية

يمكن علاج السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها عبر النظام الغذائي المناسب والنشاط البدني والتأمل الذهني وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات، بحسب الصحة العالمية.

لم يمر على مصطفى محمد، البالغ من العمر 55 عام ويعاني من داء السكري، أسابيع قليلة حتى تدهورت حالته الصحية وأقر الطبيب المعالج له بضرورة التدخل الجراحي لاستئصال أحد أصابع قدمه، بحسب رواية ابنته سحر مصطفى، دكتورة رمد وأمراض العيون بإحدى المستشفيات الخاصة.

تقول سحر: " كنت بتابع حالة والدي بنفسي معاه وبحكم اني دكتورة فا كنت قادرة انظمله الطعام والوجبات المناسبة مع الدواء ومواقيته، ولكن مشكلة داء السكري أنه إذا أهملت يوم واحد فقط فيه، فتأكد أنك على وشك تدهور في صحتك العامة الى ان يتفاقم الأمر إلى حدوث غرغرينا".

تذكر "سحر" أن العملية كانت بمثابة إشارة وإنذار لوالدي بخطورة الإهمال في صحته لاسيما مع هذا المرض، ومنذ وقت العملية الجراحية أدرك أنه معرض في أي لحظة للغرغرينا التي قد طول القدم بأكمله وربما الساق حال إهماله في الطعام أو الدواء.

ارتفاع حالات الوفاة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2016، كان داء السكري سببا مباشرا في حدوث ما يناهز 1.6 مليون حالة وفاة. وفي عام 2012، نجم عن ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم 2.2 مليون حالة وفاة أخرى.

تصل حالات بتر الأعضاء في مصر إلى 300 الف حالة بسبب مرض السكر والقدم السكري، بالإضافة إلى حالات البتر بسبب الحوادث والأورام السرطانية والأمراض الوراثية وأمراض الأوعية الدموية، بحسب أحدث إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وفي هذا الصدد، يقول إبراهيم الابراشي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية للسكر،  أن داء السكر أصبح واحد من أكثر الأمراض شيوعًا وانتشارًا ليس في مصر فقط وإنما في غالبية بلدان العالم.

وأشار الابراشي، إلى أن عدد أعداد المصابين بمرض السكر في تزايد وارتفاع دائم، وهذا يمكن ان نلاحظه من خلال تقدم مصر قائمة أعلى الدول انتشارًا لهذا المرض.

ويؤكد عضو اللجنة القومية للسكر أنه من الضرورى على الحالات المصابة بالسكري أن تعتني جيدًا للبروتوكول الغذائي وتلتزم به دون الخروج عنه، بالتوازي مع الالتزام بكورس العلاج والأدوية التي تتناسب مع وضع الحالة، فضلًأ عن اتخاذ التدابير الاحترازية لتجنب الاصابة بفيروس كورونا.