جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

محللون تونسيون: الرئيس عازم على الإطاحة بالإخوان.. و«النهضة» تتخلى عن المشيشي

قيس سعيد
قيس سعيد

يبدو أن الصراع بين الرئاسات الثلاثة في تونس يأبى أن يتوقف، فقد كان أحدث فصل في هذا الصراع، تصريحات  الرئيس التونسي، قيس سعيد، التي عبر فيها عن بالغ استيائه ممّا يحدث والذي اعتبره "تجاوزات" تهدّد وحدة الدولة، قائلا إنه لن يترك الدولة تسقط.

وأدلى سعيد، بكلمة شديدة اللهجة أثناء لقائه برئيس الحكومة المكلّف بتسيير وزارة الداخلية هشام مشيشي ووزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان في قصر قرطاج.

وبحسب بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، فقد قال سعيد: ان الدولة التونسية واحدة وبأنّ الدستور منحه واجب الحفاظ عليها وبأنه لا مجال لاستغلال أي منصب لتحويله إلى مركز قوّة أو ضغط لضرب وحدتها.

كما  أعرب الرئيس التونسي أيضا عن استيائه العميق واستنكاره الشديد لما يحصل هذه الأيام في البلاد "لست ساكتا، ولن أتخلى عن واجبي" مشددا على  أن لا أحد فوق القانون وبأنه لا مجال لأية معاملة تقوم على التمييز بناء على الثروة أو التحالفات السياسيّة.

وفي هذا السياق يقول المحلل التونسي نزار جليدي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن مسلسل التصريحات بين الرئاسات الثلاثة مازالت فصوله طويلة، حيث إن صواريخ الرئيس قيس سعيد لم تصل بعد للمدى المنشود.

 وأكد أن استقبال سعيد أمس للمشيشي واستقباله في مكتب والحديث معه بهذه الطريقة دليل على أن هناك شرخ كبير بين سعيد والمشيشي، لأنه بروتوكوليا لم يكن الحوار ليتم بهذه الصورة.

وتابع: أن المقابلة التي تمت بين سعيد والمشيشي تؤكد أن سعيد رفع يده عن الحكومة تماما وعن الحزام الداعم لها.

أما عن لقاء سعيد مع نور الدين الطبوبي، أمين عام اتحاد الشغل التونسي، فقد قال جليدي للدستور أن هذه المقابلة تأتي انطلاقا من رغبة سعيد في فهم الشارع التونسي عن قرب لأنه عازم تماما على الاطاحة بجماعة الاخوان المسلمين المتمثلة في حركة النهضة، ولكن حتى الان لا يمتلك كل الاليات لتحقيق ذلك، معتبرة ان المعركة القادمة سيفصل فيها الشارع التونسي.

وفي سياق متصل، قال عبد السلام شقير المحلل السياسي والإعلامي التونسي، إن الأزمة بين سعيد وراشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة سببها رئيس الحكومة هشام المشيشي لأن المشيشي كان مقترحا من طرف قيس سعيد، ثم سرعان ما ارتمى في أحضان الإخوان، بالتالي تفاقمت الأزمة بين الرئيس وشيخ الإخوان راشد الغنوشي.

وتابع: من المتوقع أن تضحي حركة الإخوان قريبا بالمشيشي وتسحب منه الثقة في جلسة عامة مقابل تحسين علاقتهم بقيس سعيد، وهدفهم الأساسي في ذلك تمرير قانون المحكمة الدستورية بأعضائها المشبوهين.