جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الطفولة فى حياتهم.. سامية بكرى تسرد ما وراء الصور من حكايات

سامية بكري
سامية بكري

عن الطفولة في حياتهم، السنوات الأولى، الجنة والجحيم، ما وراء الصورة من حكايات، تحدث كثير من الأدباء لـ«الدستور».

تقول الكاتبة الصحفية والروائية سامية بكري "كنت تلك الطفلة الخائفة المرتعبة والتي ما زلت أتذكرها، ولا أعلم متى دخلتني واستوطنت نفسي وأين صاحبتي المتهورة المرحة؟، لماذا يارب خلقتنا بكل هذه الهشاشة، لحظات الفرح الطفولية تتسرب عبر ممرات سرية وتبهت صورها وتفاصيلها، كل ما أتذكره قبل السادسة هو عروسة قماش صنعتها لي جدتي الريفية سلمى، كانت عروستي  الملونة البلاستيكية والأكثر عصرية هي تلك التي أرسلها لي أبي من اليمن بعد أن سافر للعمل هناك ومعها صور لبنات يغمزن بعيونهن فتفتح وتغلق كانت صور بها خداع بصري يذهلنا، أظن أنها اختفت أوربما لمحتها منذ خمسة سنوات تباع كغلاف لعلبة مرآة صغيرة.

القذافي والسادات وحمادة سلطان في بيتنا 

وتتابع "كل ما أتذكره عن جدتي هو وقوعها أرضًا وهي تحاول منع تطور شجار بين عمي وزوجته في بيتنا، وكل ما أتذكره عن بيتنا في هذا الزمان أنه كان ملتقى كل أفراد عائلة أبي الكبيرة والتي هي أيضا عائلة أمي، أتذكر أنني كنت في اجتماعات العائلة ألقي بالنكات عليهم، في الغالب كانت نكات المونولوجيست حمادة سلطان أو نكات سمعتها من أبي وعمي عن العقيد القذافي حيث كان السادات يعاديه في السبعينات، وانتشرت موجة من النكات والكاريكاتير حول جنونه وغرابة شخصيته فسماه السادات "الولد المجنون" ، في سن أكبر قليلًا قد يصل إلى الثامنة أتذكر اني كنت أجمع أخوتي كمشاهدين وأتخيل ان بقية مساحة الغرفة هي مسرحي الصغير واؤدي لهم عروضًا تشبه ما نشاهده في برنامج فن الباليه.

وتستكمل صاحبة “ظرفاء الفيس بوك ” أتذكر أيضًا كوني مسرفة كبيرة إذ خرجت مع أخويي الأصغر مني لكي نتنزه في شوارع امبابة يوم العيد ،وننفق عيديتنا التي وصلت الى مبلغ خمسة تعريفة أي قرشين ونصف لكل منا ،وفي الشارع أخذنا نشتري العصائر وحمص الشام والحلوى هل ركبنا المراجيح أيضا؟ ربما، وإلا أين ذهب كل هذا المبلغ الذي أنبتنا امي لأننا أنفقناه في يوم واحد بينما المفترض أن يكفي لأيام العيد الثلاثة.

طفلة بضفائر

أما في صورتي أم ضفائري فكنت وقتئذ أستعد لدخول امتحان الابتدائية ،عمري احدى عشرة سنة ، لم أنتظم كطالبة في فصول الصف السادس بل كنت في الصف الخامس ورأى في أساتذتي بعض شطارة تؤهلني للحصول على الشهادة الابتدائية قبل زملائي ممن في سني وهو ماكان يعرف ب"النط" بمعنى القفزمن الصف الخامس لامتحان الصف السادس مباشرة ،كانت أمي وأبي رحمهما الله من الوعي بحيث رحبا بالفكرة وشجعاني عليها،فكنت أحضر بجانب دراستي بالصف الخامس دروسًا في كل مواد الصف السادس، وما ان انهيت امتحان الصف الخامس حتى بدأت استعد لدخول امتحان الشهادة الابتدائية، وقد نجحت فيه بفضل الله وأسرتي واساتذتي ،حين أتامل صورتي في هذه السن أتذكر براءتي وخجلي وتلعثمي، كما أتذكر حبي للدراسة ورغبتي في التفوق،اتذكر شعري الذي ضفرته أمي بصبر ومهارة.

وتختم بكري "أتذكر اصطحابها لي لالتقاط الصورة  في  ستوديو القدس -وياله من اسم –بشارع ترعة السواحل بامبابة أو لعله بشارع آخر كنت لأسأل أمي رحمها الله عنه لو كنت بجواري الآن لتذكرني