جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

منتفعو «سكن كريم» يتحدثون: انتقلنا من المناطق العشوائية إلى الحضرية

منتفعو سكن كريم
منتفعو سكن كريم

أعادت مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ٢٠١٩، الأمل لأعداد هائلة من المواطنين، بعدما قدمت خدماتها المتعددة فى جميع المجالات الصحية والتعليمية والتأهيلية وغيرها، ومنهم من غيرت المبادرة مسار حياته بشكل كامل، خاصة ساكنى المناطق غير الآمنة المنتفعين بخدمات توفير السكن الجديد اللائق أو تجديد مساكنهم المتهالكة فى إطار مبادرة «سكن كريم». وتستهدف «حياة كريمة» خلال عام ٢١/٢٢ بناء ١٠٠ ألف وحدة سكن كريم، حيث تم رفع كفاءة ٥٣٣٩ منزلًا، وبلغ عدد المستفيدين حتى الآن من ذلك ٦٧٫٦٤٧ ألف مواطن.

وفى السطور التالية، يتحدث عدد من المستفيدين من المبادرة، لـ«الدستور»، حول التغيير الذى أحدثته «حياة كريمة» فى حياتهم، وكيف أنقذتهم من المناطق العشوائية غير الآمنة، ونقلتهم إلى مناطق حضرية جديدة ولائقة وتتميز بالخدمات ذات المستوى العالى، بما يؤمن مستقبلهم وأولادهم، وغيرها من التفاصيل.

سميرة محمد:  المكان الجديد يشبه «الكمباوند».. والشقة أحسن تشطيب

قالت سميرة محمد، ٥٠ عامًا، أحد قاطنى منطقة بطن البقرة بحى مصر القديمة بالقاهرة، وإحدى المنتفعات من مبادرة «حياة كريمة»، إن المبادرة مثلت لها نقطة تحول حقيقية فى حياتها هى وأسرتها، بعدما توفى زوجها منذ ١٠ سنوات، وترك لها ٣ أطفال فاضطرت من وقتها إلى العمل فى مجال بيع الكرتون، من أجل الإنفاق عليهم.

وأضافت أنها ظلت تعانى هى وأسرتها من العيش فى منطقة بطن البقرة التى تصفها بأنها كانت واحدة من البؤر العشوائية فى كل شىء، مشيرة إلى أنها كانت منطقة موبوءة ومليئة بالتلوث والانحراف والجريمة، وسوء الخدمات، لافتة إلى أنها لم تصدق نبأ اختيارها للانتفاع بالسكن الجديد فى شقق وعمارات منطقة الأسمرات التى توفرها المبادرة.

أما عن تجربة انتقالها وحالة الشقة التى سكنت فيها هى وأسرتها، فتحكى: «كأننا نعيش فى كمباوند»، موضحة: «شقة كبيرة مفروشة وبالسيراميك ومتشطبة بأحسن مستوى، ومجهزة بكل الأثاث والأجهزة الكهربائية».

ووصفت المنطقة قائلة: «منذ أن وصلت لأول مرة إلى هذه المنطقة الجديدة (الأسمرات) شعرت بأنها فى أحد أفخم الكمباوندات لما اشتملت عليه المنطقة والشقة من مظاهر جمالية لا تقل شيئًا عن أفخر المدن السكنية الخاصة التى يبلغ فيها سعر الوحدة السكنية ملايين الجنيهات».

وذكرت أنها بانتقالها إلى منطقة الأسمرات أصبحت تأمن على مستقبل أولادها، حيث إن البيئة الخطرة التى نشأوا بها زالت إلى غير رجعة، ومن المؤكد أنه يكون هناك تأثير إيجابى قوى لتلك البيئة الحضرية الجديدة التى انتقلوا إليها على سلوكهم فى المستقبل، مختتمة: «أنا دلوقتى مطمئنة على أولادى ومستقبلهم.. وربنا يحفظ لنا الرئيس عبدالفتاح السيسى».

عبدالحميد فتحى:  تعافيت مع البيئة النظيفة

كشف عبدالحميد فتحى، ٥٦ عامًا، وهو أحد سكان منطقة بطن البقرة بحى مصر القديمة، عن أن مبادرة «حياة كريمة» وفرت له أهم مطلب وهو السكن الآمن، موضحًا أنه كان يفتقد عنصر الأمان فى سكنه، فقد كان يخاف على أولاده من الشجارات الدائمة وأعمال البلطجة.

وقال «فتحى» إنه أصيب بالفشل الكلوى بسبب تلوث المياه، وأنه كان يفتقد إلى مكان آدمى يسكن فيه مع أسرته ووفرت له «حياة كريمة» ذلك، مضيفًا أنه استرد صحته بعد انتقاله إلى منطقة «الأسمرات».

وأوضح: «بدأت صحتى تتعافى منذ انتقالى إلى المنطقة، حيث البيئة النظيفة والخضرة المنتشرة والهدوء»، مختتمًا: «افتقدت كل عوامل الراحة فى المنطقة القديمة، أما فى الأسمرات فأصبحت قادرًا على العمل مرة أخرى ومواصلة حياتى بشكل طبيعى».

أحمد طاهر: الدولة وفرت لنا بيوتًا مزودة بأفخر الأثاث

ذكر أحمد طاهر، يعمل فى أعمال المقاولات الحرة، أنه كان يعيش مع أفراد أسرته الـ٦ داخل منزل بسيط مبنى من الطوب الأحمر فى منطقة عزبة الهجانة بالقاهرة، وعانوا من عدم وجود سقف يحميهم من أمطار الشتاء وشمس الصيف.

وقال «طاهر» إنه كان يعيش حياة تفتقر لكل معانى الحياة الكريمة للإنسان، فالبيئة ملوثة بالقمامة والقاذورات والأمراض، فضلًا عن أعمال البلطجة والعنف وتجارة المخدرات، مشددًا على أن كل مظاهر هذه المأساة انتهت تمامًا، وأصبح وأسرته يعيشون حلمًا لا يصدق، وذلك عندما جاء مسئولو مبادرة «حياة كريمة» وأبلغوهم بأنهم من بين الأسر التى ستنتقل إلى منطقة «أهالينا» للعيش بها، ليصبح الأمر أشبه بالعودة إلى الحياة بعد الموت.

وأوضح: «الدولة وفرت لنا شققًا فاخرة ومزودة بأفخر الأثاث والأجهزة الكهربائية»، مختتمًا: «أصبحنا نعيش فى مكان آدمى بعد سنوات من العيش فى وضع لا يتحمله أحد، وهذه المنطقة تختلف تمامًا عن منطقة عزبة الهجانة التى كنا نعيش فيها».