جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«هجمات الأسيد».. حكايات ضحايا مياه النار ما بين الألم والنسيان (فيديو)

الضحية مع محررة الدستور
الضحية مع محررة الدستور

ربما كانت رشة حمض كفيلة أن تذيب في قلب امرأة الفرح وتشوه داخلها المشاعر طويلاً، قبل أن تذيب وتشوه بعض ملامح الجمال الظاهري الرباني التي خلقها الله في وجهها وجسدها، تلك هي "هجمات الأسيد" ذلك الحمض الذي يستخدمه بعض الرجال ضد السيدات في التعدي الوحشي ضدهن من أجل أن يشوهوا به أجسادهن وحياتهن، والمتعارف عليه باسم "مياه النار"، وذلك في تعدي صارخ ليس على المرأة فقط بل على الإنسانية جميعها.

في السطور القادمة ضحايا هجمات الأسيد يكشفن لـ"الدستور"، لحظات الألم والإذابة النفسية والجسدية التي عايشناها، وظلت محفورة بقلوبهن قبل أجسادهن.

 

إيمان: زوجي رش علي "ماء النار" وابنتي استقبلت الجزء الأكبر منه 

إحدى الليالي تظل هي الأسوأ في حياة ايمان، 39 عامًا، على الرغم من مرور 8 سنوات على تعرضها فيها للحادث الذي لا يزال محفورا بكافة تفاصيله الدقيقة عند إيمان وابنتها التي كانت تبلغ وقتها 4 سنوات، حيث تسير بجوارها ذاهبين للعمل لكونها أصبحت مسؤولة عن أولادها الخمسة، من بعد طلاقها من زوجها، وإذ بها تتلفت لأحدهم ينادي باسمها حتى تفاجأت بعلبة الأسيد أمامها أو "مياه النار" بالاسم المتعارف عليها، على وجهها ومن هنا بدأت الحكاية.

تبدأ إيمان قصّ حكايتها قائلة: "تزوجت بعد قصة حب بدأت في الثانوية بشبرا الخيمة، وكان عمري 15 عامًا، تم الزواج من جاري والذي كان يكبرني بعشر سنوات، وأنجبت 4 بنات وولد، ومنذ أول يوم وأدركت أن حياتي غير مستقرة بالمرة، فكان الضرب هو الأساس والحلف بالطلاق، حتى ذهبنا أنا وزوجي للمشيخة التي أقرت بعدم جواز العيشة سويًا ولابد من وقوع الطلاق، وحينها رفض زوجي رفضًا باتًا الطلاق الأمر الذي اضطرني بالعيش مع والدتي، ومن ثم وبعد محاولات عدة وضرب وقع الطلاق ولكن كان في عينه كل معاني الانتقام حينها شعرت بالخوف، ولكني كنتُ اعتقد أن هذه المشاعر لحظية وستمضي".

 

بالبكاء الشديد تستطرد: "عند حدوث الطلاق قال لي وقتها أنتي حلوة وممكن تتجوزي رديت عليه وأكدت أني كرهت الرجالة ولا يمكن أن أتزوج وهعيش لأولادي وقمتُ له بالتنازل عن كل شيء، وعن حقوقي ولكن كل هذا لا يكفي فحرمني أن أعيش بصورة طبيعية، حتى أن أعمل لتربية أولادي".

تروي إيمان عن يوم الحادث ولحظات سقوط ماء النار على وجهها فتقول: "بمجرد أن ألقى ماء النار بوجهي والجزء الأكبر جاء على وجه ابنتي، لم أشعر بجسدي مطلقًا وصرخت بعلو صوتي فإن جسمي كان يتآكل، فلم أسمع عن مياه النار غير من الأفلام، ووقتها شعرت بكم الألم والقهر ومرت سنوات عمري أمام عيني في ثواني قبل أن أقع على الأرض وكأني جثة".

"سبع ساعات ونسير بالإسعاف ولم نجد مستشفى يستقبلني ولازالت مياه النار تأكل في جسدي، إلى أن تم استقبلنا في مستشفى الزهراء الجامعي، وبالفعل استقبلتنا وقمنا بإجراء عدد من العمليات هناك وكان الترقيع الذي يحدث لنا يقع بسبب الحالة النفسية السيئة، خرجت من المستشفى وحالتي النفسية وحالة ابنتي في منتهي السوء، وكدتً أن أفقد الأمل تمامًا في ممارسة الحياة من جديد إلى أن تم استقبالي في مستشفى متخصصة للحروق بالمجان، وبالفعل أجربت من أربع سنوات وقت تواجدي بها أربعة عمليات بينما ابنتي أجرت 35 عملية حتى الآن".. تقول إيمان.

أما عن حالة ابنتها فقالت: "بنتي بتتحسن وأنا أفضل لي أن يتم إدخال ابنتي للعمليات، وأنا لا فهي لازالت تحلم ولديها أمل في الحياة، وبعد 4 سنوات من محاولات إقناعها دخول الامتحانات أخيرا ذهبت للجنة الامتحان اليوم بعدما زارنا الفنان محمد رمضان وقال لابنتي (أنتِ حلوة أوي) من وقتها وهي في حالة أحسن".

بعلامات حزن وآسي قالت إيمان: "كنت نسيت شكل الشارع، حاليًا أنزل الشارع ولكن بالساتر على وجهي، فنظرات الناس تأكل في جسدي كما كانت تأكل مياه النار، بسبب ما بها من تساؤلات، وشفقة، وهناك اشمئزاز حتى من شكل يدي، فقدت الثقة في كل الناس، بتمني أنهم يرحموني من نظراتهم القاسية"، ووجهت رسالة لطليقها قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل ومش مسامحاك أنت سبب تدميري، وأجهشت بالبكاء".

 

نيفين: رجل بالشارع قال لي "يا عورة" ارتديت بعدها النقاب

"في مشادة بيني وبين أهل زوجي بسبب الأخير قامت إحدى أفراد أسرة زوجي بسكب مياه النار على وجهي مما جعله يتآكل وعلى الرغم أن كل هذا حدث بسبب زوجي إلا أنه قام بالتخلي عني في أشد مرحلة وهي دخولي للعمليات لأول مرة بسبب الحرق، وبسبب بناتي وخوفي من الموت لم أبلغ عنه واكتفيت بأنه سيظل بجواري ولكن خاب ظني به، ما سبق هو جزء من معاناة نيفين إحدى ضحايا حروق هجمات الأسيد. 

"قالي يا عورة" تلك العبارة المؤلمة تفصح عنها نيفين باكية، موضحة أنها قيلت لها من قبل أحد الرجال في الشارع، وهو الأمر الذي دفعها لارتداء النقاب تقول" ارتدت النقاب لإخفاء وجهي عنهم، لعدم تعرضي لمثل هذه المواقف مرة أخرى".

 

 

في أثناء حديثها تسقط أشعة الشمس هي الأخرى على وجهها المذاب، لتلهب حرارتها بشرة وجهها التي اكتفت التهابًاـ فتقول "ممكن نبعد عشان الشمس بتتعبني"، لتستكمل مرة استكملت: "زوجي لم يكتفي بعدم وجوده بجواري بل أخذ بنتي الصغيرة التي تبلغ 4 سنوات، وحرمني منها وترك معي البنت الكبرى وعمرها 6 سنوات، وحرم بنتي مني".

"كلمة حلوة بتسعدني" طالبت نيفين من كل شخص رأي في الشارع آخر تعرض للحرق لا يرمقه بالنظرات القاسية التي تعرضه لنفس ألم الحرق، مستطردة: "أنا منتظرة حاليًا بعد أيام فقط عملية أخرى عندي أمل في ربنا أنها تكون الأخيرة لكي استعيد ولو جزء من حياتي، نفسي أعيش زي الناس الطبيعية".

ولاء: خلافاتي الزوجية كانت السبب في انسكاب الزيت ولا يوجد في جسدي جزء سليم  

أما ولاء والتي  تبلغ من العمر 37 عامًا وهذه هي الضحية الثالثة، فتروي أنها بسبب وجود مشاكل بينها وبين زوجها وصلت لحد كبير تعرضت لإصابتها بالحروق نتيجة للزيت داخل المطبخ.

من وراء ستار بدأت تقص ولاء علينا آلام الحرق فهي لم تستطع أن نراها على ذلك النحو الذي ترك به الحرق وجهها، ولكنها أصرت أن تصل حكايتها لأكبر قدر من النساء.

تقول: "كان دائم الضرب لي وفي يوم قام بالتهجم عليً بالمطبخ وإذ فجأة انسكب الزيت على بطني وتركني في المطبخ وفر هاربًا إلى أن أتى أحد من الجيران لإطفائي باستخدام طفاية الحريق، ولكن لم يتبق من جسدي جزء سليم، ولم أبلغ عنه بصراحة كنت خافيه منه".

استكملت ولاء حديثها رافضة الإفصاح عن أي معلومات تخص أولادها أو عددهم: "فقت من غرفة العمليات على ورقة طلاقي، فتخلى عني بسبب شكلي فلا أستطيع القيام بمهام الزوجية كما في السابق، بالفعل حياتي ادمرت لا أنكر أنني الآن أفضل مما سبق ولكن مش عارفة أشتغل ولا عارفة أعمل حاجة في حياتي".

شاهد فيديو زيارة الدستور لمستشفى الحروق والحديث مع الضحايا 

المدير التنفيذي لمستشفى أهل مصر: نسبة 10% من السيدات التي يستقبلها المستشفى نتيجة العنف الزوجي غير دقيقة

الدكتور عادل أحمد، المدير التنفيذي بمستشفى أهل مصر، أن نسبة 10% التي يستقبلها المستشفى من السيدات نتيجة العنف الزوجي ليست دقيقة خاصة وأن معظم السيدات اللاتي يتعرضن للحرق عن طريق الزوج أو الخطيب لا يبلغن الشرطة مما يضيع حقهن مثل حالة إيمان ومعظم الحالات الأخرى، مؤكدًا أنه لا يوجد إحصائية رسمية داخل مصر بأعداد الضحايا اللاتي يتعرضن لاعتداء الأسيد.

وأكد الدكتور عادل أن أول 6 ساعات للمريض من وقت حدوث الحروق هي تعتبر أخطر وقت في حياته فتكون نسبة إنقاذه بصورة أكبر في هذا الوقت أما بعد مرور هذا الوقت على الحادث يكون الأمر معقد واحتمال كبير أن يفقد حياته، فتعرض الشخص للحرق ليس أمر سهل بل أمر في غاية الصعوبة.

 

 

وعن استقبال الحالات بالمستشفى قال: "لو كانت الحالة عاجلة يتم التعامل معها على الفور، أما لو كان مر سنوات على الحادث يتم فحص الحالة لإثبات أنها ليس لديها قدرة مادية ومن ثم يتم وضع خطة العلاج على الفور لضمان رجوع آمن للمجتمع"، وعن أكثر الأماكن التي يوجد بها الحرق قال: "على حسب الدافع فلو كان التشويه فيكون الوجه هو الأساس".

 أما عن تنمر المجتمع أوضح: "الأمر اختلف عن السنوات الماضية كثيرًا، وأصبح الوعي فيما يخص التنمر والتعامل مع هؤلاء الأشخاص كبير ولكن ليست بالصورة الكاملة، فلابد من التكاتف الإعلامي والوسائل البصرية والسمعية والفن وتدريس ذلك بالمناهج حتى يتم وصول الصورة بنسبة أكبر فليس لهؤلاء ذنب لما مروا به، ويكفي ما يتعرضوا له من تنمر وعبء جسدي ونفسي".

يتابع "عادل"، أنه مثل كافة المجالات تعرضنا لعجز في أسرة العناية المركزة بالتزامن مع أزمة كورونا، فأصبحت الأسرة محدودة ومخصصة لحالات كورونا ولكن لا يدركون أن حالات الحرق هي الأصعب

وأشار الدكتور عادل لمشكلة خاصة بالأطراف الصناعية التي يتم توفيرها كبديل في حالة حدوث حرق في العضو الأساسي أن الأطفال أبرزهم ينتمون لطبقات فقيرة لحد كبير بالتالي تكون بنية العضلات ضعيفة، ومن ثم لا يتحمل التعامل مع الطرف مما يضطرنا لتركيبة عندما تشتد البنية الخاصة بالطفل حتى لا يؤثر تركيبة على فقرات الظهر والعمود الفقري.

 

 استشاري الصحة النفسية: الثقة بالنفس أهم مراحل العلاج

أكد الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية أن نسبة 75% من العلاج الخاص بضحايا الأسيد يكون نفسي، لما تمثله الصحة النفسية من الوصول لحالة من التأزم في هذه الحالة، فالأمر بالفعل صعب ويعتبر نوع من أنواع القهر والظلم تتعرض له الضحية، فبمجرد أن تنظر إليها باشمئزاز وتبتعد ولو خطوة بمجرد رؤية شخص مُصاب بالحروق تعرضه لآذى نفسي لا تتخيله.

وتابع: نبدأ بتدعيم الثقة بالنفس، موضحًا المراحل الخاصة بالعلاج والتي تشمل تدعيم الثقة بالنفس، يليها مرحلة تقبل الشكل يليها محاولة الدمج داخل المجتمع من خلال عمل أو ممارسة هواية ليتغذى لديه أهميته داخل المجتمع، وأشار كذلك إلى ضرورة أن تكون الضحية مبتعدة عن الجاني حتى لا تتأجج مشاعر الانتقام لديها.

 

أستاذ مساعد جراحة التجميل بالقصر العيني: 80% من الحروق تترك آثر

قال الدكتور حامد قدري، أستاذ مساعد جراحة التجميل بالقصر العيني، أن حالات مياه النار وهي حروق كيميائية يكون الناتج عنها حرق من الدرجة الثانية العميق أو الدرجة الثالثة في أغلب الحالات التي يتم استقبالها بالمستشفى مؤكدًا أن الأغلب يكون نتيجة للانتقام، ويتم التركيز على الوجه، وتتنوع التعامل مع الحالات بحسب شدة الحالة ما بين استخدام غيارات أو عمليات تجميل أو استخدام أجهزة تعويضية ففي حالة إذابة العيون يتم عمل النقلة الخاصة بتجويف العين نفسه ومن ثم يتم الانتقال لدكتور جراحة العيون لتركيب الجزء التالف.

وأضاف قدري في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن بنسبة 80% الحروق  من هذه الدرجة تترك آثر للأسف، والمرضى يكون لديهم توقعات عالية ولكن مياه النار تعمل على تآكل وإذابة الأنسجة حيث تآكل البروتينات الخاصة بالأنسجة نتيجة لحدوث تفاعل كيمائي معين.

أما فيما يخص التعامل مع الحالة فقال أنها تبدأ باتباع كافة علاجات الإسعافات الأولية ومن ثم الغيارات المتتالية تحت مخدر كلي، ويتم تحديد عمق الحرق  هذه الخطوات السابقة يمكن أن تستغرق ما بين أسبوع لعام كامل بحسب الحالة.

واستكمل موضحًا أنه بعد ذلك تأتي مرحلة الجراحات التكميلية وإعادة بناء الأنسجة والدخول في عمليات تجميلية ، مع الانتظار ما بين كل عملية وأخرى لوقت يصل لـ3 أشهر وأيضا بحسب الحالة فهناك حالات نضطر للانتظار بصورة أكبر ما بين كل عملية وأخرى.

وفيما يخص الإمكانيات أكد قدري على استقبال القصر العيني الحالات الحرجة بأقصى سرعة والتعامل معها من خلال قسم الحروق، بصورة مجانية ، والانتظار لمرحلة التجميلية يكون أيضا في الأمر الطبيعي.

تابع حامد موضحًا أنه من الضروري أن يدرك كل مواطن أهمية الإسعافات الأولية في إنقاذ مريض الحروق بمجرد الحدوث عليه فورًا تعريض الجزء لمياه فاترة لمدة تلت ساعة، ومن ثم يتم الذهاب لأقرب مستشفى بها قسم للحروق، ومن الخطأ أن يتم التعامل مع الحرق بالثلج أو معجون الأسنان وهذه العادات الشائعة الخاطئة مئة بالمئة.

استشاري جراحة التجميل بمستشفى الدمرداش: لجنة ثلاثية لتقدير التكلفة في الدمرداش.. والحروق تابعه للتأمين الصحي

كذلك علق الدكتور محمد غانم، استشاري جراحة التجميل بمستشفى الدمرداش، التعامل مع الحروق يبد من الحالات الحرجة التي يتم التعامل معها بصورة سريعة ومن ثم الخطوات التي تعقب ذلك يتم تكوين لجنة ثلاثية لتقدير التكلفة ومن ثم يتم التعامل معها على الفور.

وأضاف أن هناك عدم وعي من قبل العديد من الجمهور فيما يخص وجود قسم الحروق بالمستشفيات فتجد الأهالي تتوجه لمستشفى خطأ مما يضيع الوقت على المريض وتزداد الحالة سوء.

أما عن المستشفيات التي تضم قسم للحروق تابعه للتأمين الصحي القصر العيني، مستشفى الدمرداش، ومستشفى الحلمية وأغلب المستشفيات الجامعية.

الدكتور إيهاب محمد السيد استشاري طب وجراحة العيون:30 ألف جنيه سعر عملية ترقيع القرنية

أوضح الدكتور إيهاب محمد السيد استشاري طب وجراحة العيون ان عملية ترقيع القرنية تتكلف 30 ألف جنية بحد أدني وذلك لمن يتطلب ترقيع قرنية صناعية بشرط أن تكون العين سليمة ولا يوجد بها أيا مشكلة.

وتابع أن العملية لا تستغرق أكثر من ساعة  بالبنج الكلي، بالإضافة إلى التعامل مع الحالة بحسب ما تعرضت له العين فهناك من يحتاج للقرنية ويسترجع النظر ولكن لا يكون بنسبة كبيرة، وهناك من يحتاج إلى جفون بسبب تعرضها للحرق وسواء هذا أو ذاك يتم التعامل معه.

رئيسة مجلس إدارة إحدى الشركات الخاصة للتأمين الطبي: الحروق الناتجة عن الانتقام لا يغطيها التأمين الخاص

أما عن التأمين الخاص أكدت رئيسة مجلس إدارة إحدى الشركات الخاصة للتأمين الطبي أن الشركة لا تغطي الحوادث الناتجة عن الانتقام مثل الحريق باستخدام مادة معينه والترصد لها، بالرجوع إلى محضر الشرطة في حالة بلاغ العميل لا يتم تغطيته من جانب الشركة لو كان حيثيات الحادث نتيجة انتقام الأخ أو الخطيب أو الزوج أو أيا شخص كان.

فيلم تسجيلي عن المعاناة "قبل آخر صورة" والدستور تتواصل مع مخرجة الفيلم

"قبل آخر صورة" هو اسم لفيلم تسجيلي اختارته المخرجة آية الله يوسف، لرصد حكايتي سمر وسناء في رحلة علاج ناتجة عن التشوية بمادة كيميائية حارقة، سمر كان الجاني طليقها السابق أما سناء السبب في هذا الوجع كان بسبب ابن خالها ورغبته في تشويهها بسبب رفضها له.

تواصلت "الدستور" مع مخرجة الفيلم التسجيلي، والذي لا يزال في مرحلة ما بعد الإنتاج، حيث تم البدء فيه منذ عام 2016 وتأمل آية خروجه للنور في نهاية العام الحالي، خاصة بعد حصوله على جائزة خلال فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما بتوزيع جوائز النسخة السابعة من ملتقى القاهرة السينمائي 2020.

قالت آية الله يوسف: عن طريق صديقة ليً تعرفت على الحالات "سمر وسناء" من محافظتي المنوفية وكفر الشيخ على الترتيب، أردتُ تدوين معاناتهما وأقوم بعرضها؛ رغبة في إنهاء هذا الأمر، ومحاولة لإنهاء استخدام "مياه النار" في تشوية الشخص وتدمير مستقبله.

وعن الفيلم أوضحت: أردتُ من خلال عرض قصتي سمر وسناء التأكيد على فكرة الأمل وأن الحياة مستمرة، ومن أهداف الفيلم تشريع قوانين لتغليظ العقوبة في حالة استخدام شخص الأسيد "حمض الكبريتيك" وبالمعنى الشعبي مياه النار، في تشوية شخص آخر وتدمير مستقبله، فسمر حتى الآن قامت بإجراء 27 عملية أما سناء أصابها الدهشة من عدم معرفتهما عدَ ما تعرضت له من عمليات.

تابعت: على الرغم من تعرض سمر وسناء لدمور كامل في الوجه إلا أنهما لا تزالان لديهما رغبة في العمل وكسب الرزق بل الزواج أيضا، فالفيلم تم تصويره ما بين محافظات القاهرة، كفر الشيخ، المنوفية وكذلك دبي حيث مكان العلاج ومدة الفيلم 80 دقيقة ولكن قابلة للتعديل في مرحلة المونتاج.

حنان إبراهيم صاحبة فوتوسيشن إنذار ضد التنمر: استخدمت ميك أب "الفانتازيا" على الأطفال لإظهار آلام الطفل المصاب بالحروق

استطاعت خبيرة التجميل حنان إبراهيم أن تلفت الأنظار لضحايا هجمات الأسيد من الأطفال من خلال تصوير فوتوسيشن شارك فيه أطفال أصحاء وقامت برسم خطوط من الألم على وجوههم وكأنهم تعرضوا لحرق نتيجة مادة كيميائية، وبالفعل كانت الصور قادرة على توصيل الفكرة، والمطالبة بعدم التنمر على هؤلاء الأشخاص، فليس هم من اختاروا هذا المصير.

وقالت خبيرة التجميل حنان إبراهيم لـ"الدستور": استعنت بخمسة أولاد أعمارهم ما بين (5- 15) عامًا، والمصور محمد عاطف، وقمتُ بإجراء ميك أب يُسمى بـ "الفانتازيا" وكنتُ مركزة على توصيل الفكرة ولكن دون مناظر مؤذية، وتأثر الأطفال بهذا الأمر بالتأكيد وتم إيصال الفكرة لهم بأن الطفل المُصاب بالحروق ليس مؤذي بل عليك مساعدته، وعدم التنمر عليه.

منسقة حملة "بدون ملامح": مبادرات لتقديم الدعم المعنوي والطبي للناجيات

"اوقفوا هجمات الأسيد" شعار اتخذته حملة بدون ملامح التي تبنتها مستشفى أهل مصر للحروق، وصفحة سيدات مصر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ضد الاعتداءات الجسدية التي تلصق آثارها الوحشية بالمرأة لتخلف تشوهات جسدية، واضطرابات نفسية، وأضرار اجتماعية، ومادية قد تدوم للأبد.

 

 

ونشرت الصفحة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا تقتصر هذه الجريمة على بقعة جغرافية معينة دون غيرها؛ بل تنتشر كظاهرة عنف ضد المرأة في كثير من دول العالم، وتختلف عقوبتها من دولة إلى أخرى، غير أنها لا تعَّرف في مصر على أساس كونها جريمة مستقلة بل تندرج تحت جرائم الضرب، والجرح، ولأن هجمات الأسيد هي واحدة من أكثر جرائم العنف ضد المرأة بشاعةً، وأكثر الجرائم المسكوت عنها حتى يومنا هذا، كان لابد بدورنا أن نسلط الضوء عليها".

ومن جانبها قالت رضوى حسني، منسقة الحملة، إن الهدف من حملة "بدون ملامح" هو لفت انتباه المسؤولين لضرورة تشريع القوانين لتغليظ العقوبات لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة عقوبات رادعة لحماية النساء من تلك الهجمات؛ وإطلاق مبادرات وإنشاء مؤسسات متخصصة لتقديم الدعم المادي والمعنوي والطبي للناجيات؛ ليسهل عليهن إعادة دمجهن من جديد دون خوف مسبق من عدم القبول، أو خوف ناتج عن فقدان الثقة بأنفسهن.

رئيس مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون: جرائم الأسيد ليست لها عقوبة صريحة بالقانون المصري

"أطالب أن تكون العقوبة متناسبة مع الجرم" هكذا قالت انتصار السعيد، محامية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، هجمات الأسيد تزيد وتسمح بهروب الجاني خاصة لعدم وجود قانون يجرم استخدامه وهو ما يسمح بانتشار هذه الجرائم التي تشوه النساء، إلى جانب عدم وجود قانون مصري يجرم هذا وتقع العقوبة ضمن جرائم الضرب والتي تنظمها المواد 240 و241 و242 ضمن قانون العقوبات.

وتنص مادة 240 على أن "كل ما أحدث بغيره جرحًا أو ضربًا ونشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين، أو نشأ عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها، يعاقب بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالأشغال الشاقة من 3 لـ10 سنوات ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات المقررة إذا ارتكب الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي" وتساءلت هل هذا يكفي لشخص تسبب في موت شخص آخر بالحياة وتدمير حياته!

وطالبت بوجود قانون موحد للعنف ضد المرأة يشمل كافة هذه القوانين المتفرقة ويشمل مادة لهجمات الأسيد في مصر لانتشارها كوسيلة للانتقام خلاَفًا لما يعاني منه الضحية من تنمر وعبء نفسي، وعدم أخذ فرصته في التعليم.

إحصائيات

الجدير بالذكر أنه ووفقًا لإحصائيات صادرة من مستشفى أهل مصر وهي أول مستشفى تخصصي لعلاج حالات الحروق بالمجان توجد 500 ألف حالة سنويًا تتعرض للحروق في مصر، وتعتبر السيدات هن الأكثر إصابة مقارنه بالرجال، بالإضافة إلى أن حوادث الحروق السبب الثالث الأكثر شيوعا التي تؤدى إلى الوفاة في مصر، كما أن 10% من حالات السيدات التي تستقبلها المستشفى نتيجة للعنف الزوجي.

ووفقًا للإحصائيات العام الماضي نسبة 99% من حالات الحروق من الأطفال يحرمون من التعليم بسبب التنمر.