جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الانتخابات الجزائرية 2021.. خريطة سياسية على صفيح ساخن

الانتخابات الجزائرية
الانتخابات الجزائرية

تشهد الجزائر مرحلة ساخنة، استعدادًا لإجراء أول انتخابات برلمانية منذ رحيل الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، حيث تتنافس الأحزاب  فيما بينها على كعكة البرلمان، وعلى رأسهم حركة مجتمع السلم الإخوانية.

 

وخوفاً من محاولات الإخوان لإقحام الجيش الجزائري في العملية السياسة، أكدت مجلة الجيش في الجزائر،  أن المؤسسة العسكرية تنأى عن التدخل في أي مسار انتخابي.

وقالت في افتتاحية عدد شهر يونيو الجاري، وعشية الانتخابات التشريعية، أن المؤسسة العسكرية تصر على رفع كل لبس يعمد إليه البعض، وتذكر أصحاب الذاكرة الانتقائية أن الجيش الوطني الشعبي جيش جمهوري وسيبقى كذلك بصفة لا رجعة فيها.

 

خريطة سياسية جديدة يهددها شبح المقاطعة 

قررت الأحزاب اليسارية المنضوية تحت لواء تكتل البديل الديمقراطي، مقاطعة الانتخابات، ومن أهمها جبهة القوى الاشتراكية، وحزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والاتحاد الديمقراطي الاجتماعي الاشتراكي والحركة الديمقراطية الاجتماعية.

 

أما من الناحية الأخرى، فلن تفوت الأحزاب الإسلامية فرصة المشاركة، فقررت المشاركة في هذه الانتخابات، ومنها حركة مجتمع السلم الذي كان مقاطعا لانتخابات الرئاسة عام 2019. 

وقال عبدالرزاق مقري، رئيس الحركة في تغريدة: "أتينا بنية طيبة، وليست لدينا نية عرقلة أحد ولا ظلم أحد. جئنا لكي لا تضيع الفرصة الأخيرة للانتخابات التشريعية"، لكنه حذر في تدوينة لاحقة من "العبث بالانتخابات" معتبراً ذلك "مخاطرة ومغامرة بالبلد".

 

تشتيت أصوات الناخبين

ووفقا لمراقبين فأن كثرة المترشحين سواء المستقلين أو الحزبيين، حيث بلغ عدد القوائم 1483 قائمة منها 646 قائمة حزبية و837 قائمة مستقلة وفق سلطة الانتخابات، وفي هذا السياق الذي منح حضورا لافتا لوجوه جديدة ومختلفة، يبدو أن هذا الأمر سيضع حسابات جديدة وسيشتت من أصوات الناخبين حسب ملاحظين للعملية الانتخابية. 

 

مما ينذر بأن البرلمان الجزائري المقبل لن يكون بلون واحد، أو حصول حزب معين على الاغلبية في البرلمان.

 

مطالبات بانتقاء الكفاءة 

الوجوه الجديدة المشاركة بالانتخابات الجزائرية، أدت إلى تصاعد مخاوف الأحزاب السياسية من أن يكون البرلمان المقبل، من دون أصحاب الكفاءة والخبرة.

 

وشدد رؤساء وممثلو الأحزاب السياسية المشاركة على أن انتقاء الكفاءات من بين المترشحين لهذا الموعد الانتخابي يعد العامل الأهم للوصول إلى برلمان يحظى بثقة الناخبين، قادر على تحقيق التمثيل الشعبي الفعلي وإحداث التغيير.

 

وأكد رئيس حزب "صوت الشعب"، لمين عصماني، أن الاستحقاق المقبل هو "فرصة تاريخية للجزائريين لقول كلمتهم وإحداث القطيعة مع الماضي، باختيار المرشحين الذين يرون أنهم الأنسب لتمثيلهم في المجلس الشعبي الوطني المقبل".

 

وخلال حملاته الانتخابية أكد عصماني أنه "لم يبق أمام المواطنين سوى التحرك والتجند  للتعبير عن رغبتهم في التغيير"، من خلال "اختيار الأنسب والأصلح والأقدر على تحمل المسؤولية والدفاع عن مصالح البلاد والشعب".