جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

عودة تفشى كورونا جنوب الصين يثير مخاوف بشأن تعطيل التجارة الدولية

تفشي كورونا جنوب
تفشي كورونا جنوب الصين

رجحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية احتمالية أن تؤدي عودة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" في جنوب الصين، والتي تسببت في كبح النشاط التجاري لدى بعض أكبر موانئ البلاد، إلى إثارة المخاوف من احتمالية أن يؤدي المزيد من الاضطراب إلى تعطيل التجارة الدولية.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن الصين تسجل أكثر من 100 حالة جديدة بشكل يومي منذ أواخر مايو الماضي في مقاطعة "جوانجدونج"، وهي أحد أهم مراكز التصنيع في الصين، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات صارمة من قبل الحكومة لمكافحة تفشي المرض.

وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن العمل في محطة "يانتيان" للحاويات بميناء "شنتشن" تراجع بشكل حاد بعد أن ثبتت إصابة العديد من العمال بالفيروس، مما أوقف الصادرات الصينية لمدة أسبوع تقريبًا في الشهر الماضي، كما لوحظ انخفاض حاد في عدد السفن الراسية بسبب تطبيق السلطات هناك لتدابير الوقاية من الفيروس ومنع التكدس أو الزحام.

ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن تباطؤ العمل في محطة "يانتيان"، الذي أدى بدوره إلى تفاقم الازدحام في ميناءي "نانشا" و"شيكو" الصينيين القريبين، سلط الضوء على ضعف قوة الشحن العالمي بالمقارنة مع تفشي المرض في الصين حيث ظلت الإصابات الجديدة منخفضة مقارنة بالاقتصادات الكبيرة الأخرى خلال العام الماضي.

ونقلت الصحيفة قول لارس ميكائيل جنسن من شركة ميرسك للشحن الدولي "إن المسألة تدور حول حجم المحطة، التي تعد واحدة من أنشط المحطات في جميع الأسواق، وواحدة من أكبر المحطات في العالم بما قد يؤدي إلى نوع من التأثير المضاعف".

وأضاف أن الأمر من شأنه أيضًا أن يزيد الضغط على الأداء التجاري للصين، الذي انتعش في ظل الوباء وسط زيادة الطلب الخارجي على السلع المرتبطة بالإغلاق مثل الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، فيما ساعدت زيادة الصادرات الصينية في دعم تعافيها السريع من التداعيات الاقتصادية الأولية لكوفيد-19.

كانت بيانات رسمية قد صدرت هذا الأسبوع أظهرت أن الصادرات الصينية ارتفعت بنسبة 27.9% على أساس سنوي في مايو، مقارنة ببيانات العام الماضي.. غير أنها ابتعدت عن توقعات أصدرتها شبكة بلومبروج الاقتصادية بزيادة بنسبة 32.1%، ليتواءم الأمر مع توقعات محللين بأن الأداء المستقبلي قد يضعف بسبب الاضطراب.

وقالت إيريس بانج، كبيرة الاقتصاديين في الصين "نتوقع أن تتأثر بيانات التجارة والإنتاج لشهر يونيو.. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الإلكترونية بشكل عام والتأثير على أسعار الصادرات الصينية وأسعار الاستيراد في نهاية المطاف في الولايات المتحدة وأوروبا".