جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بولا يعقوبيان: العالم تخلى عن لبنان وأم الدنيا فتحت لنا الأبواب (حوار)

بولا يعقوبيان
بولا يعقوبيان

تحدثت النائبة في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان، عن الأزمات التي يمر بها بلدها، مؤكدة أهمية الدور المصري الداعم للحل السياسي في لبنان من أجل تشكيل الحكومة، وإنهاء حالة الانقسام.

وأكدت عضو البرلمان اللبناني، في حوارها مع "الدستور"، أن القاهرة فتحت أبوابها لكافة اللبنانيين في الوقت الذي رفضت فيه العديد من دول العالم منحهم التأشيرات، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية قدمت بشكل كبير تسهيلات للشعب اللبناني.
 

وإلى نص الحوار

بداية .. كيف ترين الدور المصري الداعم لحل الأزمة اللبنانية؟

في الحقيقة لا توجد مبادرة مصرية صريحة، لكن يوجد سعي يومي واضح لإنهاء الأزمة التي يمر بها لبنان، عبر زيارة وزير الخارجية سامح شكري، وحركة السفير المصري في لبنان ياسر علوي، فمصر تقوم بدور كبير من أجل تشكيل الحكومة.

وهنا أريد أن أحيي الدور المصري على سعية الدائم لحل المشكلة التي يعاني منها لبنان، بالإضافة إلى فتح القاهرة أبوابها لكافة اللبنانيين، فاليوم معظم دول العالم ترفض استقبالنا، ولا تسمح للبنانيين بفرص عمل.

ونحن في مصر نجد أنفسنا وكأننا في مدينتنا، فهناك تسهيلات كبيرة تعطيها الحكومة المصرية للشعب اللبناني بشكل خاص، وللأسف العالم تخلى عنا ولحسن الحظ أن "أم الدنيا" فتحت لنا الأبواب.

وما السر وراء عدم تشكيل الحكومة إلى الآن؟

هناك بعض الأطراف ممن هم في السلطة الآن لا يريدون تشكيل حكومة، لأنهم يعرفون أنهم ذاهبون إلى أسوأ أزمة اقتصادية مرت على لبنان منذ 150 عامًا، لذلك هم لا يريدون تشكيل الحكومة قبل الذهاب إلى الانتخابات النيابية حتى لا يتحملون المسؤولية.

لبنان تحكمه مجموعة من الزعامات الطائفية، فكل زعيم يريد إمكانية أن يقول لجمهوره "أنا لست مسؤولًا.. المشكلة هو الآخر"، لذلك إذا كانت هناك حكومة فسيكون هناك من يتحمل المسئولية، فالحكومات عادة هي حكومات وحدة وطنية جامعة لكل زعماء المذاهب، لذلك الرئيس الحريري مكلف بتشكيل الحكومة منذ أكثر من 9 أشهر، وإلى الآن لم تشكل.

وإلى أي مدى سوف يستمر ذلك الوضع؟

للأسف لبنان يعاني بشكل كبير، ولا يوجد منقذ، أو أي أفق مع القيادة الحاكمة، فمنذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في التسعينيات لا يوجد إلا صراعات طوائف دون أن تضيف أي طائفة للبنان.

فالآن كل اللبنانيين يعيشون نفس المشاكل والأزمات، ولا تستطيع الحكومة حل مشكلة الكهرباء على سبيل المثال

هناك وساطات من دول عدة لحل الأزمة وآخرها فرنسية.. فهل هذه الوساطات قادرة على حل المشكلة؟

أنا لا أؤمن بالحل الخارجي في الأزمة اللبنانية، فأنا أؤمن بأن اللبنانيين وحدهم القادرون على إدارة أزمتهم، فقد كانت هناك حلول لبنانية لإنهاء الأزمة. 

فمثلاً أكبر المؤتمرات التي عقدت لإنهاء الأزمة اللبنانية "الطائف" على سبيل المثال، كان يجب أن يرسى دولة مؤسسات ونبدأ بعد انتهاء الحرب في بناء دولة، لكن ما حدث هو أن نفس الأشخاص هم من يديرون اللعبة، فهم يتقنون فرز وتقسيم الأشخاص.

خلال تجربتك بالعمل النسوي.. ممن تأثرت؟

من النساء العالميات التي تأثرت بها هي الدكتورة نوال السعداوي، فهي أيقونة عالمية، ناضلت بشكل مستمر ضد الجهل والتخلف، وعملت على الارتقاء بالمجتمعات، وزيادة الوعي، وهي أفضل ما قدمت مصر على الصعيد الفكري والنسوي، وحتي ببلدي لبنان لا توجد شخصية من الممكن أن تشبه نوال السعداوي، فكلنا ننهل من فكرها ونحاول التشبه بها.

وبالنسبة لي أن تكون مصر أعطت هذه المرأة فهي أعطت الكثير والكثير للمرأة، التي لازالت حتى اليوم تعاني من العنصرية، حتى أنه للأسف هناك تمييز بين المرأة والرجل حتي في البيت الواحد، فيتم معاملتها على أنها مواطن درجة ثانية، وهذا ظلم تاريخي مستمر.