جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

دراسة: أكثر من ثلث الوفيات الناجمة عن الحرارة مرتبط بالتغير المناخي

أمريكا
أمريكا

أظهرت دراسة جديدة: أن أكثر من ثلث الوفيات المرتبطة والناجمة عن الحرارة في أجزاء كثيرة من العالم يمكن إرجاعه إلى ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغير المناخي، لتثبت بذلك أهمية اتخاذ إجراءات قوية للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من أجل حماية الصحة العامة.


ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: أن دراسة جديدة شاملة، نُشرت اليوم الإثنين في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" المتخصصة، أجراها 70 باحثًا مستخدمين بيانات من مشاريع كبرى في مجالات علم الأوبئة والنمذجة المناخية في 43 دولة، وخلصت إلى أن الوفيات الناجمة عن الحرارة في المواسم الحارة قد عززها التغير المناخي بمتوسط يبلغ ​​37%.


وكانت بعض الدراسات السابقة أجرت تحليلًا مشابهًا لمدن بمفردها خلال موجات حارة محددة، لكن الورقة البحثية الجديدة تطبق هذه الأفكار على مئات المواقع وعلى مدى عقود من الزمن لاستخلاص استنتاجات أوسع.


وارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بمقدار درجة مئوية واحدة خلال فترات ما قبل العصر الصناعي، ومن المتوقع حدوث المزيد من الاحتباس الحراري، مصاحبًا بنتائج كارثية، إذا لم يمكن السيطرة على الانبعاثات العالمية من غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان.


وكتب مؤلفو الدراسة: "تُظهر النتائج التي توصلنا إليها مجتمعة أن نسبة كبيرة من الوفيات الإجمالية والمرتبطة بالحرارة التي حدثت خلال فترة دراستنا يمكن أن تُعزى إلى التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان".


وفي العديد من المواقع التي شملتها الدراسة، وجد العلماء أن معدل الوفيات الذي يمكن نسبته لارتفاع الحرارة المرتبط بالتغير المناخي في حدود العشرات إلى المئات من الوفيات كل عام.


كما وجدوا أن التغير المناخي أضاف إلى إجمالي معدل الوفيات الناجم عن جميع الأسباب نسبة زيادة تصل إلى 5% في بعض أنحاء العالم، وزيادة في معدل الوفيات الناجمة عن الحرارة المرتبطة بالتغير المناخي في كل قارة من القارات المأهولة.


وفي حين أن الاختلافات في معدل الوفيات بين الأماكن التي خضعت للدراسة هي اختلافات معقدة وتنبع من عوامل متنوعة تشمل إمكانية الحصول على الرعاية الصحية وكذلك الهندسة المعمارية والكثافة الحضرية ونمط الحياة، فإن البحث يشير بشكل غير مباشر إلى وجود فجوة بين المناطق الغنية والفقيرة؛ ففي أمريكا الشمالية وشرق آسيا يسجل نسب أقل من الوفيات المرتبطة بالمناخ، فيما شهدت بعض دول أمريكا الوسطى والجنوبية نسبة تزيد عن 70% من الوفيات الناجمة عن الحرارة التي تعزى إلى الاحتباس الحراري.


وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يعتمد الناس في جميع أنحاء العالم اعتمادًا متزايدًا على تكييف الهواء، الذي قد يكون يعمل على خفض معدلات الوفاة بينما يساهم في الوقت نفسه في الانبعاثات التي تزيد من حرارة الكوكب، يعطل التغير المناخي شبكات الكهرباء، مع زيادة حالات انقطاع التيار بنسبة 60% منذ عام 2015 في الولايات المتحدة وحدها، ما يعني أن وسيلة المساعدة المتمثلة في تكييف الهواء يمكن أن تصبح أقل موثوقية بمرور الزمن.


وقالت آنا ماريا فيسيدو كابريرا المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية الجديدة والباحثة في معهد الطب الاجتماعي والوقائي بجامعة برن في سويسرا، إن الدراسة أظهرت أن تغير المناخ ليس مجرد مشكلة تواجه المستقبل، موضحة: "نحن نفكر في مشكلات التغير المناخي هذه على أنها شيء سيواجهه الجيل القادم.. إنه شيء نواجهه نحن بالفعل. نحن نرشق أنفسنا بالحجارة".


وأضافت أن المستقبل يبدو أكثر قتامة، مؤكدة "هذا العبء سوف يتضخم.. حقًا، نحن بحاجة إلى القيام بشيء ما".


ويشير باحثون إلى أنه يمكن الوقاية من جميع الوفيات المرتبطة بالحرارة، وأن المجتمعات يجب أن تتكيف مع الحرارة من خلال تدابير لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً، فضلًا عن ضرورة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.