جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نائب وزير الثقافة اليمني: الحرب فرضت أثرها السلبي.. وميزانيات الثقافة آخر الأولويات (حوار)

حسام الضمراني ونائب
حسام الضمراني ونائب وزير الثقافة اليمني

على الرغم من مرور نصف قرن من الزمن على سيادة تأثير الإذاعة المصرية في كافة الأقطار العربية باعتبارها الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي التف حولها العرب آنذاك؛ إلا أن مضامين إذاعة صوت العرب على نحو خاص، وخطابات الرئيس جمال عبد الناصر على نحو عام كان لهما من الأثر الذى بلغ حد الاستئثار على ذاكرة طفولته وأيام صباه عندما كان في اليمن خمسينات وستينات القرن الماضي

كما أن سماعه قصائد الشعر العربي القديم في ليالي السهر والسمر في بداياته الباكرة ساهمت في تكوينه حتى أصبح أحد أبرز كًتاب القصيدة الغنائية في اليمن والوطن العربي؛ كما أمسك أبواب السياسة كأحد الفاعلين في الحكومة اليمنية.. إنه الشاعر العربي ونائب وزير الثقافة اليمنى عبد الله بكدادة الذى يتحدث إلينا في حوار شامل مع "الدستور".

• بداية؛ ما المستجد من النشاطات المشتركة بين وزارتي الثقافة اليمنية والمصرية؟

بطبيعة الحال هناك علاقات وطيدة وكبيرة تربط اليمن بمصر؛ ولعل مصر لعبت دور كبير في عام 1962 عندما وقفت إلى جانب الشعب اليمني في حرب مع الإمامة وتوج بالنصر في 26 سبتمبر 1962، حيث تمثل تأثير مصر أيضا في إعلامها القوى؛ حيث تتلمذنا على يد شعراء ومثقفين كبار من مصر العربية وذلك من خلال إذاعة "صوت العرب".

أما بالنسبة للعمل المؤسسي الثقافي نعلم للأسف الشديد كثير من الدول العربية عندما تقوم بوضع الميزانيات توضع ميزانية وزارة الثقافة في آخر الأولويات؛ وهو ما يحد من بعض ما يمكن أن تقدمه وزارات الثقافة في البلدان العربية في إطار وضع خططها الاستراتيجية لمخاطبة الجماهير العربية؛ ولكن ما يحدث في الفترة الحالية هو تراجع على مستوى العمل الثقافي على مستوى الوطن العربي وليس في اليمن وحسب.

• الشاعر العربي "بكدادة" كيف يرى موقع الشعر العربي الآن من خارطة الإبداع؟ 

أفرغ الشعر من محتواه، فالبنظر إلى انتقال الشعر من القصيدة العمودية إلى الشعر الحديث نجد أن هناك من غرق كثيراً في الطلاسم وعدم الوضوح في النصوص التي تنتج؛ فالبنظر إلى الثورات التي قامت في خمسينات القرن الماضي كان هناك دور كبير للشعر أما مع ثورات الربيع العربي تراجع دور الشعر.

وفيما يتعلق بالقصيدة الغنائية؟

أود أن أشير إلى أن لي تجربة مع النص الفصيح، وكذلك لي تجربة مع كتابة النص الغنائي سواء بلغة عدن أو لغة حضرموت، كما لي عدد من الدواوين الشعرية أبرزها ديوان "هذا دمي"، وديوان آخر بالفصحى بعنوان "وبالصهاريج تقف الأطلال"، ثم ديوان ثالث باللهجة الحضرمية بعنوان "حضرميات"، كما لي ديوانين مازالا لم ينشران حتى الآن "غنائيات البحر والنخيل" وديوان "رحيل المرافق" وهو يتناول حال اليمن الآن.

الحضارة اليمينة ممتدة.. فماذا عن المشروع الثقافي اليمنى فيما تواجه من حرب مع الحوثيين من تحديات؟

الحرب أثرت تأثيرا كبيرا على أدوات الكتابة المختلفة؛ ونحن نعرف أيضا أنه في أوقات الحروب ينشط تجار الآثار والتاريخ وهو ما انعكس على خروج عدد كبير من القطع الأثرية من اليمن للخارج؛ ونحن تواصلنا مع منظمة اليونسكو الذين طلبوا أن نعد قائمة بالآثار المهربة للخارج للتأكد من أحقيتنا لها؛ ونحن بصدد إعداد القائمة إضافة إلى أن هناك بعض القطع الأثرية التي تم التحفظ عليها في مصر ومازالت تبقى هنا في أمان نظراً لظروف الحرب التي تتعرض لها اليمن الآن؛ حيث اكتشف وجود سوق للآثار اليمنية مؤخراً في أمريكا للأسف.

• وماذا عن تكوينك الثقافي والمعرفي كشاعر ومثقف عربي مسؤول؟

كنت قريب من والدى رحمه الله وهو لم يدرس الدراسة المنتظمة؛ ولكن هناك شيء مفيد في حضرموت حيث يلتقي الناس في مجالس السمر لاحتساء الشاي بالبخار، وكل يدل بما لديه من معرفة؛ وهو ما نطلق عليه تناقل الثقافة الشفاهية وبالتالي كانت كثير من المساجلات الشعرية لأبى النواس والمتنبي وغيره من الشعراء ممن جاءوا في العصر الأموي والعباسي وكان والدى يحفظها عن ظهر قلب؛ وهو ما دفعني للرغبة في كتابة الشعر في مرحلة مبكرة من حياتي.

• ننتقل من جلسات السمر لعزلة كورونا وتأثيرها على المبدعين.. ماذا عن ذلك؟

بالتأكيد هناك تأثير كبير لعزلة كورونا؛ حيث كنا هنا في مصر قبل بدء الجائحة نحضر الكثير من الندوات الثقافية، إضافة لفعاليات المركز الثقافي اليمني ومعارض الكتب بالقاهرة، وبعض فعاليات السفارة اليمنية في القاهرة، وهو ما كان ينتج عنه شيء من التلاقح بين المثقفين وبالتالي الحماس، وهو ما تراجع ببدء عزلة كورونا مما أثر على عملية كتابة الشعر وإنتاجه بسبب الأثر النفسي لعزلة الجائحة وعدم سماعنا الشعر.