جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الروم الأرثوذكس: لا تبرئة لليهود من صلب المسيح ودماؤه على الصليب

صلب المسيح
صلب المسيح

أدلى نيافة الحبر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، عن دور اليهود في الصلب، ومحاولة تبرئتهم لأنهم بصلبهم المسيح قد أتموا مشيئة الله، ولولاهم لَما كان لهذه المشيئة أن تتمّ، وتاليا لا ذنب عليهم.

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشئون العربية، في بيان، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": يقول طيموثاوس الجاثُليق 823: "إن اليهود لم يصلبوا المسيح تبعا لإرادته، بل لأجل البغضة والحقد نحوه ونحو الذي أرسله، فلهذا السبب صلبوه، أي لكي يموت ويهلك في الأرض، وأما المسيح فأراد أن يُصلب، حتى بموته يحيى الجميع".

وأضاف: "ويشير الكاتب نفسه إلى أن اليهود قد صلبوه حقيقةً، لا من حيث كان ضعيفًا ولم يقدر عليهم، بل من حيث احتمل ذلك بإرادته، الغاية إذًا مختلفة".

وتابع: "يذهب عمّار البصري (كاتب عربي مسيحي من القرن التاسع) المذهب ذاته حين يقول: فاليهود لم يكن اعتقاد نيّاتهم في قتل المسيح تعمدا لصلاح الناس، بل حملهم على ذلك طغيانهم القديم وحسدهم العائلي وعادتهم الخبيثة لقتل أنبياء الله وأوليائه ورسله".

وأكمل: "ظهر عبر التاريخ المسيحيّ الكثير من الهرطقات التي ابتدعت لها تعاليم تنكر تألم وصلب يسوع المسيح، كما تبنّى بعض غير المسيحيين هذه التعاليم عن المسيحيّين المنحرفين".

واستطرد: "منذ القرن الأوّل للمسيحيّة حارب القدّيس أغناطيوس الأنطاكي (+ 108م) البدعة المسمّاة بـ المشبّهة الذين كانوا يعتقدون أنّ الربّ يسوع قد تألّم ظاهريًّا فقط، فيؤكّد قدّيسنا حقيقة التجسّد والصلب والقيامة".

وأردف: "كذلك يحارب القدّيس إيريناوس أسقف ليون (+ 202م) بدعة باسيليدس الذي كان يعتقد أنّ المسيح لم يُصلب، بل سمعان القيروانيّ هو مَن صُلب مكانه، فكان باسيليدس يقول: وسمعان هو الذي صُلب جهلًا وخطأ، بعد أن تغيّرت هيأته فصار شبيهًا بيسوع، بينما تحوّل يسوع إلى هيئة سمعان".

واختتم: "أما نحن المسيحيّين فنؤمن بحقيقة صلب الربّ يسوع وقيامته عقائديًّا، ونرفع الصليب في كنائسنا ومنازلنا ونزيّن به صدورنا".