جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تشاهده مصر.. اقتران نادر بين «الزهرة» و«عطارد» الجمعة

اقتران نادر بين «الزهرة»
اقتران نادر بين «الزهرة» و«عطارد»

يرصد بسماء مصر والوطن العربي مساء بعد غد الجمعة، أقرب اقتران مرئي بين كوكبي الزهرة وعطارد، حيث سيفصل بينهما 0.4 درجة فقط، في ظاهرة لن تتكرر بمثل هذه المسافة إلا بعد 12 عامًا.

وأشار الدكتور أشرف تادرس الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء- إلى أنه يمكن متابعة ظاهرة اقتران كوكبي الزهرة وعطارد، والتي ستشكل مشهدًا بديعًا بعد غروب الشمس مباشرة في هذا اليوم، إلى أن يغربا في الساعة الثامنة مساء تقريبًا.

وأكد تادرس أن جميع مشاهدات الظواهر والأحداث الفلكية تتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، كما أن الظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمون بعلوم الفلك لمتابعتها وتصويرها.

من جانبه، قال المهندس ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة- في بيان أصدره اليوم- إن اقتران كوكبي عطارد والزهرة يحدث لأنهما سيتشاركان نفس خط الرؤية تقريبًا، لكنهما ليسا قريبين من بعضهما البعض في الفضاء، ففي يوم الاقتران سيبعد عطارد 94,246,659 كيلو متر من الأرض، في حين سيبعد كوكب الزهرة مسافة 243,844,529 كيلو متر.

وأضاف أنه سيتم رصد الاقتران بعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل باتجاه الأفق الغربي، ويفضل أن تكون المراقبة من موقع يكون فيه الأفق الغربي مكشوفًا بالكامل، حيث سيكون الزهرة الكوكب الأكثر إشراقًا، مرئيًا بالعين المجردة بعد حوالي 40 دقيقة (إن لم يكن قبل ذلك) بعد غروب الشمس وسيتبعه كوكب عطارد.

وأوضح أن عطارد والزهرة سيبقيان فوق الأفق لحوالي ساعة وربع بعد غروب الشمس، وستحظى المناطق في خطوط العرض الأكثر شمالية بفترة أطول لرؤية الكوكبين، ولكنهما سيتبعان الشمس تحت الأفق بعد فترة وجيزة في خطوط العرض الجنوبية.

وأكد أن الزهرة وعطارد يمكن رؤيتهما بالعين المجردة، وربما تكون هناك حاجة لاستخدام المنظار لمشاهدة عطارد بجوار كوكب الزهرة ثالث ألمع جرم سماوي يضيء السماء، بعد الشمس والقمر على التوالي؛ ففي الوقت الحاضر يزيد لمعان كوكب الزهرة على عطارد ببضع مئات من المرات.

وتابع قائلًا: "يمكن ملاحظة أن عطارد أصبح أكثر خفوتًا الآن مما كان عليه في بداية الشهر مطلع مايو عندما كان قرص عطارد مضاءً بأكثر من 80٪ بضوء الشمس، ولكن نهاية الشهر، سيتقلص الجزء المضيء إلى 10٪، مما يجعل عطارد أكثر خفوتًا بنحو 40 مرة حاليًا مما كان عليه في بداية الشهر الجاري".

وأوضح أن عطارد سيظهر عبر التلسكوب في طور هلال صغير متناقصة إضاءته 12% في الوقت الحالي، أما كوكب الزهرة سيكون قرصه في طور الأحدب المتناقص ومضاء بنسبة 95% بنور الشمس.