جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«مناعة القطيع».. هل ينتهي كورونا أم يصبح موسميا؟

كورونا
كورونا

يسعى العالم أجمع حاليا إلى توفير لقاحات فيروس كورونا باختلاف أنواعها وتطعيم النسبة الأكبر من السكان حتى نصل إلى مناعة القطيع بالشكل الذي يحد من معدل انتشار الفيروس وتقليل نسب الوفيات.

وهذا ما أوضحه  الدكتور ناجي إسكندر، زميل كلية الجراحين الملكية بلندن، حيث أكد أن القضاء على وباء فيروس كورونا سيكون عبر التطعيم للوصول لمناعة القطيع، وهو ما يتطلب تطعيم 75% من المواطنين للوصول لها: "في الحالة دي بيتحول الوباء من وباء عالمي إلى مرض متوطن يتفشى في مجموعات صغيرة ومناطق متناثرة".

وكشف أطباء لـ«الدستور» السناريوهات المتوقعة بعد الوصول إلى مناعة القطيع، حيث قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن الوصول المناعة القطيع تعني تطعيم من 70 إلى 80 % من السكان باللقاح بالشكل الذي يحد من انتشار الفيروس، أو الوصول إلى هذه المناعة  بعد إصابة نفس النسبة من السكان بالفيروس الأمر الذي يكسبهم مناعة طبيعية ولكنه أمر صعب وغير وارد لأنه سيتسبب بملايين الضحايا والوفيات.

وأوضح «عز العرب» أن الحصول على لقاح كورونا هو الحل الأمثل والأمن في هذا الوقت لمجابهة الفيروس والوصول إلى مناعة القطيع، وبعد الوصول لها يمكن أن تعود الحياة الاجتماعية إلى طبيعتها مرة أخرى وتفتح الدول التي اغلقت على نفسها من جديد ولكن مع تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مخفف.

وأشار إلى ضرورة زيادة عدد مراكز تلقي اللقاح وأهمية الحصول على نسب أكبر من اللقاحات خاصة الحاصلة على موافقة منظمة الصحة العالمية لتطعيم المواطنين بها، مع أهمية عمل حملات توعوية لأهمية التطعيم بلقاح كورونا حتى نصل إلى مناعة القطيع ونعيد فتح الأنشطة التي تم إغلاقها بفعل كورونا.

وذكر أن أي لقاح لا يقي من الاصابة بكورونا بنسبة ١٠٠% بل هي نسب متفاوتة ومتقاربة ولكن يساعد اللقاح في تخفيف الأعراض المصاحبة للاصابة بالشكل الذي لن تصل بالمصاب إلى مراحل خطرة أو يحتاج إلى رعاية مركزة أو تصل إلى الوفاة.

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إنه مع تطعيم 70% من المواطنين في كل دولة اللقاحات فيروس كورونا والتي نصل بها إلى مناعة القطيع حتى يحد الفيروس من انتشاره ومعدل إصاباته في أغلب الظن يمكن أن يصبح التطعيم سنوي  مثل تطعيم الانفلونزا أو كل عامين على الأغلب.

وأضاف «عنان»: «يُفضل أن يكون التطعيم بلقاح فايزر وأن يتم إعطاء جرعة منشطة بعد عام لمن تلقى التطعيم بجرعتيه الاثنتين، ثم أخذ جرعة منشطة كل 6 أشهر أو عام حسب طبيعة اللقاح وفعاليته».

وشدد على أهمية التوزيع العادل للقاح بخطة زمنية محكمة بحيث يتم تطعيم ٧٠% من السكان على مستوى العالم، من خلال خطة زمنية محددة هي 12 شهر لأنها الفترة التي تستمر فيها فعالية اللقاح لذلك يجب الوصول إلى مناعة القطيع خلال هذه الفترة، حتى يمكن تطبيق التعايش ولكن في ظل الإجراءات الاحترازية الوقائية.

فرص الإصابة بكورونا بعد التطعيم بسيطة وتقل من معدلات الوفاة

وقال الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة، إن الوصول المناعة القطيع بعد تطعيم النسبة الأكبر من المواطنين، لكن حتى بعد هذا التطعيم يجب الالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية، ولكن الفرق أنه مع ارتداء الكمامة سيكون هناك  أمان واطمئنان بسيط بتقليل فرص الإصابة، في حين أن ارتدائها دون حصول الشخص على التطعيم يعرضه للإصابة.

وأوضح أنه بعد تطعيم كافة المواطنين الأمر الذي يحد من انتشار الفيروس وتقليل نسب الإصابة به يمكن أن يصبح هذا التطعيم موسمي مثل الإنفلونزا بحيث يمكن الحصول عليه كل عام أو فترة زمنية معينة، حيث يساعد في تخفيف أعراض الإصابة أو الحد من معدلات الوفاة بدرجة كبيرة، لكن حتى الآن التطعيم أو الأهم والأساس.