جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف دعمت مصر حقوق الفلسطينين على مدار تاريخها؟

فلسطين
فلسطين

وضعت مصر حقوق الفلسطينيين في عيش حياة آمنة على أولويلاتها منذ عشرات السنوات حتى الآن، فكان لمصر الدور الأكبر في التدخل لحل ووقف الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينين، وكان آخرها في الأيام الماضية عندما أطلقت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطنيني والإسرائيلي والتزم الطرفان بها، لتهدأ الأوضاع تمامًا هناك منذ يومين، بعد مواجهات استمرت 10 أيام استشهد خلالها عشرات الفلسطينيين، وأصيب مئات آخرين فتحت لهم مصر معبر رفح للعلاج في المستشفيات المصرية.

واحتفل الفلسطينيين أول أمس بقرار وقف إطلاق النار الذي بادرت به مصر، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدخلت فيها مصر لدعم الفلسطينيين، «الدستور» عرضت القصة الكاملة لدعم المصريين لحقوق الفلسطنيين على مدار تاريخ القضية.

منذ صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في 30 نوفمبر 1947، احتلت القضية الفلسطينية وحقوق شعبها في أرضها أولويات مصر التي كانت من أوائل الدول التي شاركت في حرب 1948 لمنع الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، فأعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 لانقاذ فلسطين.

في عهد الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر  كان الإهتمام المصري بالقضية الفلسطينية في أوجه فاعتبرها جزءاً من الأمن المصري، فكان شعار علاقة مصر بالقضية  «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع اسرائيل، وساهم عبد الناصر في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي عام 1964 ساندت مصر في القمة العربية الثانية قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970.

في عهد السادات أخذت العلاقات  الفلسطينية المصرية منحني جديد، فوضعها السادات في أولوياته عندما بدأ التفاوض مع الإسرائيلين بعد نصر أكتوبر العظيم، وعند زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي تحدث في خطابه عن حقوق الشعب الفلسطيني مطالبا بالعودة إلي حدود ماقبل 1967.

خلال مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد 29نوفمبر 1973 في الجزائر حيث أقرا المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة اعلان مصر والدول العربية  اكتوبر 1974 على مناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل .

وعندما تولى الرئيس السادات  تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفي نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقة  فقال السادات "إذا كنتم وجدتم المبرر القانونى والأخلاقى لإقامة وطن على أرض لم تكن كلها ملك لكم فمن الأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولتهم من جديد"، بهذه الكلمات التي عادت بنا الي 44 عاماً للوراء، اعتلي صوت الرئيس الراحل أنور السادات فى كلمته التاريخية أمام الكنيست الإسرائيلي معلناً القدس عاصمة لفلسطين يوم 20 نوفمبر عام 1977.

وعندما تولى الرئيس مبارك رئاسة الجمهورية  تواصل اهتمام  مصر بالقضية الفلسطينية،  واعتبرها هى المدخل لحل كل أزمات المنطقة، فصدر في عهده أول قرار أمريكى بفتح الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينيـة في عام 1988 ، على أمل تحقيق السلام، كما أقر المجلس الوطنى الفلسطينى وثيقة إعلان قيام الدولة الفلسطينية، وفى 1989، طرح مبارك خطته للسلام، التى تضمنت حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرارى مجلس الأمن رقمى 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، ووقف الاستيطان الإسرائيلى، وفى سبتمبر 1993 شارك «مبارك» فى توقيع اتفاق أوسلو لإقامة الحكم الذاتى الفلسطينى، القائم حتى اليوم، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتهدئة الأوضاع فى المنطقة، كما وقفت مصر ضد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتحركت للتهدئة بين القطاع وسلطات الاحتلال، وفى أغسطس 1995 كان لمصر دور بارز حتى تم التوقيع على بروتوكول القاهرة الذى تضمن نقل عدد من الصلاحيات للسلطة الفلسطينية.

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية وكان الاهتمام بالقضية الفسلطينية جزء من خطابه في كل المؤتمرات الدولية التي شاركت فيها مصر، ففي 24 سبتمبر 2014، تحدث السيسي عن القضية الفلسطينية قائلًا إنها تبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي.

وفي الأحداث الأخيرة التي التي شهدتها فلسطين كانت مصر من أوائل الدول التي بادرت لوقف إطلاق النار وهو ما اتفق عليه الطرفان التزامًا بمبادرة مصر التي فتحت معبر رفح ومستشفياتها لاستقبال المرضى.

وقدمت مصر 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، نتيجة الأحداث الأخيرة، على أن تشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.