جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سمير غانم.. وانطفئ آخر قنديل في فرقة ثلاثي أضواء المسرح

الفنان الراحل سمير
الفنان الراحل سمير غانم

84 عامًا قضى الرجل أكثرها في نشر البهجة عبر مشاهدين كان يطل عليهم عبر شاشات التلفاز، راسمًا الابتسامة على شفاههم، ليُصبح نجمًا كبيرًا، محبوبًا بين أبناء الوطن العربي، لتنطلق ضحكاتهم بكلماته أحيانًا، أو صمته الذي يُزامنه حركات لغة الجسد الكوميدية التي أجادها.. رحلة طويلة انتهت أخيرًا بعد أن تلقى جسد الكوميديان المصري سمير غانم، هجومًا من فيروس كورونا المستجد.

ثلاثي أضواء المسرح

قبل 51 عامًا، شهدت الساحة الفنية ظهورًا قويًا لوجه جديد بين أضلاع مُثلث، أطلقوا على أنفسهم ثُلاثي أضواء المسرح، ضمت «غانم» إلى جوار الضيف أحمد، وجورج سيدهم، وقدموا أعمالًا كثيرة من خلالها، قبل أن يرحل أول أضلاعها ومؤسس ثلاثي أضواء المسرح «الضيف أحمد» في السادس من أبريل عام 1970.. وفي مارس من العام الماضي، لحق به الفنان جورج سيدهم، ليرحل ثالثهما (غانم) اليوم.

لم يكن الثلاثي نهاية المطاف لـ«غانم» في إبداعاته، فقدم الكثير من الإفلام التي لاقت شهرة كبيرة بين الجمهور، لكن عملًا آخر كان له الأثر في ذاكرة مشاهديه، وهي الشخصية الخيالية الكوميدية «فطوطة» التي قدمها الفنان الراحل من خلال فوازير رمضان في عام 1982.

حتى المشاكل التي قابلت المصريين في منازلهم، جسّدها الفنان الراحل بطريقة كوميدية عبر مسرحية «المتزوجون» التي تناولت علاقة الأزواج والمشاكل التي يمرون بها، والخلافات التي تحدث نتيجة العلاقات التي تضم أطرافًا من طبقات مختلفة، ليُقدمها «غانم» من فوق خشبة المسرح، راسمًا الضحكة التي ظل يبحث عنها طيلة مسيرته.

كانت من أهم مسلسلاته، «الكبير أوي» الذي ضم ابنته دنيا سمير غانم، و«في ال لا لا لاند» بجوار إيمي، ولهفة الذي لم يتغير فيه دوره عن الواقع بعد أن حلّ ليقوم بدور أب لبطلة المسلسل لهفة (دنيا سمير غانم)، وعبد الحميد أكاديمي، ومطعم تشي توتو، والكثير من الأعمال الدرامية التي قدم المادة الكوميدية فيها.

محتوى عبر الدراما والمسرح والسينما، قدمه الفنان الكبير سمير غانم، ابن قرية عرب الأطاولة بمركز الفتح، محافظة أسيوط، قبل أن يرحل عن الدنيا متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا لجمهوره في الوطن العربي، ليتداوله المُغردون بكثرة بعد رحيله، ناعين محبوبهم الذي أضحكهم كثيرًا، قبل أن يُبكيهم اليوم برحيله.