جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«تابعت دروسه الدينية».. كيف أثر الشيخ الشعراوي على حياة هند رستم؟

هند رستم
هند رستم

قبل وفاتها، كتبت الفنانة هند رستم وصيتها، وأوصت ابنتها "بسنت" أن تهتم بكلابها، ولا تفرط فيها مهما كانت الأسباب، وكانت علاقة الفنانة الراحلة قوية ونادرة للغاية بالكلاب، إذ فكرّت في إحدى المرات أن تنتج فيلمًا سينمائيًا يشاركها فيها كلابها.

وكانت الفنانة هند رستم ترى أن الكلاب من أوفى الحيوانات، بجانب إخلاصهم لصاحبهم، إذ يقدمون على الموت بدلًا من صاحبهم، لذا لم تفرط أبدًا في رعايتها والاهتمام بها.

وحدث أن عاشت الفنانة هند رستم في حالة حزن شديدة، بسبب وفاة أحد كلابها الذي تربيه. وتخطت هذه التجربة بتناول المهدئات والمسكنات بعد ستين يومًا.

وفي مجلة “نصف الدنيا” عام 2005، تحدثت الفنانة الراحلة هند رستم عن التكريمات وجوائز الفنانين، وأشارت إلى أنها رفضت في عام 2004 جائزة الدولة التقديرية؛ لأنها جاءت في محل لم يعجبها ويقدرها "أنا لست فنانة على الرف".

ولفتت إلى تكريم "فنانات أقل منها عطًاء وموهبة" قبل أن تُمنح الجائزة، وقالت أيضًا إنَّه كان يجب أن تُمنح الفنانة شادية جائزة وتكريمًا قبلها، لأنها الأحق بذلك التكريم والاحتفاء".

وعانت الفنانة الراحلة هند رستم من صدمات كثيرة في حياتها كانت أكبرها صدمة الفراق وفقدان العزيز وأقرب شخص لقلبها.

الصدمة الكبرى في حياتها كانت وفاة والدتها في الإسكندرية عام 1956 وكانت حينها تصور مشاهدها في فيلم "عواطف" مع كل من محمود المليجي وكمال الشناوي.

خضعت هند للفحوص واكتشف طبيبها انسداد أربعة شرايين بسبب حزنها الشديد على أمها، فنصحها بالذهاب إلى أمريكا لإجراء جراحة عاجلة. وبعدما توقفت عن التدخين لمدة ثلاث سنوات.

عادت هند رستم لتدخن عشر سجائر يوميًا ضاربةً عرض الحائط بنصائح الأطباء، ولم تتوقف عن انفعالاتها وعصبيتها، والاندماج الزائد في تجسيد أدوارها على الشاشة.

عاشت هند حياتها مصابة بالعصبية والوسواس فكانت تهتم كثيرًا بالنظافة، وتغسل يديها يوميًا أكثر من عشر مرات، وكانت إذا ذهبت إلى عيادة طبيب لا تلمس مقبض الباب، وتضع المطهر على يديها.

تسبّب عشقها الجارف للتمثيل في نوبات قلق واكتئاب، لا سيما بعد فيلمي "شفيقة القبطية" و"الخروج من الجنة" حيث جسدت في الأخير دور فتاة تحب مطرب ولكنها تتزوج من رجل آخر.

تطلّب تجسيدها هذه الشخصية الصعبة ترجمة انفعالاتها الداخلية من خلال ملامح وجهها وجسدها، ما أفضى إلى شعورها بإرهاق شديد، من فرط تقمّصها الشديد للشخصية المركبة.

استعادت بسنت رضا، ابنة الفنانة الراحلة هند رستم، ذكرياتها مع والدتها وسر اعتزالها وعلاقتها بالشيخ محمد متولي الشعراوي.

بسنت رضا، قال خلال لقائها في برنامج "مساء دي إم سي" مع الإعلامية إيمان الحصري، والمذاع عبر قناة  "دي إم سي": "الشيخ الشعراوي، كان قد برز حديثًا في تلك السنة، وبدأ يحظى بشهرة هائلة، ويجتذب الجميع لطريقة شرحه للقرآن".

وتابعت: "طلبت والدتي حضور دروس الشيخ الشعراوي وحضرت بالفعل"، وأدت بعدها فريضة الحج والعمرة وأوصت بالصلاة عليها بعد وفاتها في مسجد السيدة نفسية نظرًا لأنها كانت تحبها.

وأكدت بسنت رضا أن والدتها اختارت الاعتزال وهي في قمة مجدها الفني وأنها اختارت الحجاب، والاعتزال عن الناس، مشيرة إلى أن حجابها لم يكن غطاء الرأس ولكنه كان الاحتجاب عن الناس والتفرغ لأسرتها وزوجها.

كما كشفت أن والدتها كانت هي البطلة الأساسية لمسرحية "مدرسة المشاغبين"، بدلًا من الفنانة سهير البابلي، ولكن لصعوبة قدرة والدتها على توفيق مواعيدها بسبب عرض المسرحة يوميًا اعتذرت عن الدور.