جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«الإرهابي في كتب الطلاب».. إقالة رئيس قسم بجامعة طنطا وصف سيد قطب بـ«الشهيد»

سيد قطب
سيد قطب

فجّر الكاتب والباحث الدكتور خالد منتصر قضية مهمة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "سيد قطب في حقوق طنطا"، حيث كشف عن كتاب يُدرّس في كلية حقوق جامعة طنطا للطلاب ويشيد بسيد قطب، بل ويصفه بـ"الشهيد"، رغم كونه الأب الروحي للجماعات الإرهابية في العالم. 

وأوضح منتصر أن الكتاب الذي وصف سيد قطب بـ"الشهيد" من تأليف الدكتور زكي زيدان، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة طنطا، والوكيل الأسبق لكلية الحقوق، وتكمن الكارثة في أنه شارك في وضع الدستور في عهد الإخوان بتكليف من صبحي صالح آنذاك، حتى إن كتابه هذا لم يكن عابرًا؛ بل كتاب جامعي يدرسه الطلاب بكلية الحقوق لتشكيل الوعي.

"رد مؤلف الكتاب"

بعد ساعاتٍ قليلة من انتشار ما كتبه الدكتور خالد منتصر، جاء رد مؤلف الكتاب الدكتور زكي زيدان، والذي نشره أيضًا الدكتور خالد منتصر، يقول إنه قد نقل فقط ونفى معرفته بفكر صاحب الكتاب الذي نُقلت منه الفقرة التي تشيد بسيد قطب، مضيفًا أن هذا الكتاب مكتوب منذ 25 عامًا، وليس الآن، مؤكدًا أن هذه فقرة من أربعة أسطر فقط نقلها حرفيا من كتاب منشور بالمكتبات العامة، نافيًا معرفته بفكر صاحب الكتاب. 

وأضاف "زيدان" أن كلمة "شهيد"، التي اعترض عليها "منتصر"، ليست من وصفه ولا إشادة منه، بل إنه نقلها للأمانة العلمية كما ذُكرت في الكتاب الذي نقل عنه، مبديًا استعداده لحذف هذه الفقرة التي أثارت غضب الدكتور خالد منتصر والمتابعين له. 

"رد رئيس جامعة طنطا"

من جانبه، علق الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، على هذه الواقعة، قائلا إنه تم استدعاء عميد كلية حقوق طنطا، ومؤلف الكتاب لاستجلاء الحقائق، واتضح أن هذا الكتاب ما زال يُدرّس لطلاب حقوق بالفعل، وأن الدكتور زكي زيدان أقر بالخطأ وأن ورود صفة "الشهيد" للإرهابي سيد قطب جاء على سبيل الخطأ غير المقصود.

وضمن رد رئيس جامعة طنطا أنه اتضح أن الدكتور زكي زيدان كان قد أصدر له قرار رقم (1993) بتاريخ 19/10/2016 بتكليفه بتسيير أعمال مجلس قسم الشريعة الإسلامية بالكلية بصفته أقدم أساتذة القسم لحين صدور قرار بتعيين رئيس قسم. 

وكشف رئيس جامعة طنطا عن اعتذار الدكتور زكي زيدان عن تسيير أعمال قسم الشريعة الإسلامية بالكلية اليوم، ووافق بالفعل عن هذا الاعتذار، وعلى الفور طلب رئيس الجامعة من عميد الكلية ترشيح ثلاثة أساتذة لاختيار أحدهم لتسيير الأعمال، كما أصدر قرارًا إداريًا باختيار الدكتور حسن محمد أحمد بودي، الأستاذ بالقسم، للقيام بأعمال رئيس مجلس قسم الشريعة الإسلامية بالكلية.

كما قرر رئيس جامعة طنطا إحالة هذه الواقعة إلى عميد كلية الحقوق لاتخاذ اللازم بتنفيذ الإجراءات الصارمة والفورية بشأن منع تداول الكتاب بالكلية لسنوات الدراسة المختلفة والدراسات العليا، على أن ينبه على المؤلفين باتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على توجه الجامعة نحو اعتدال فى الأفكار التى يتم طرحها على طلاب الجامعة.

وقرر رئيس جامعة طنطا أيضا تحويل الموضوع للتحقيق بواسطة الدكتور عبدالهادى مقدم، وقام الدكتور رئيس الجامعة بضم الكتاب المشار إليه إلى موضوع التحقيق الذى كلف به الدكتور عبدالهادى مقبل مع اعتبار الأمر مهما وعاجلا، كما قرر رئيس الجامعة أخذ الرأى الشرعى والقانونى والفقهى فى الكتاب المشار إليه بمخاطبه مشيخة الأزهر بهذا الشأن.