جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سياسيون وخبراء لـ«الدستور»: زيارة السيسى إلى فرنسا جاءت فى توقيت حاسم

زيارة السيسى إلى
زيارة السيسى إلى فرنسا

ثمن عدد من أساتذة العلوم السياسية وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا، وحضوره مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان، بالإضافة إلى قمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، مشيرين إلى أن الزيارة تحمل دلالات مهمة، سواء من الناحية الاقتصادية، أو من ناحية التفاهم والتنسيق بين الموقفين المصرى والفرنسى تجاه عدد من الملفات بالمنطقة.

قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس الشيوخ، إن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، فى ظل التفاهم الكبير بين القاهرة وباريس، فى عهد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى والفرنسى إيمانويل ماكرون، وهو ما يظهر فى اتفاقيات التسليح الكبيرة والمناورات العسكرية المشتركة.

وأشار إلى أن هذه المرحلة تتوج العلاقات الجيدة بين البلدين منذ عهد الرئيس الفرنسى الأسبق شارل ديجول، لافتًا إلى أن الزيارة تحظى بأهمية خاصة فى هذا التوقيت، لتوافق وجهات النظر حول عدد من الملفات بالمنطقة، وعلى رأسها الملفان الليبى والسورى، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلى فى فلسطين.

فيما أوضحت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن مشاركة مصر بمؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطى بالسودان تعكس دلالة كونها لاعبًا رئيسيًا فى جميع معادلات الإقليم، بالإضافة إلى ما بينته القمة المشتركة من تفاهم وتنسيق فى الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وأضافت: «السودان هو امتداد للأمن القومى المصرى، وهذا ينعكس فى التحركات المصرية لإنجاز تعهدات المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطى السودانى، كما يظهر فى دعم جهود جدولة المديونيات الخاصة بالخرطوم».

وتابعت: «التنسيق بين مصر وفرنسا يظهر أيضًا فى ملف تمويل الاقتصادات الإفريقية، وقضية دول الساحل والصحراء، وفى التفاهم حول الملف الليبى، والسعى المشترك لدعم الاستقرار بها، بالإضافة إلى التفاهم فى الملفات العراقى واللبنانى والسورى واليمنى، ومستقبل عملية السلام فى الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف».

وأكملت: «إلى جانب ذلك، تحظى العلاقات الاقتصادية بين البلدين بأهمية خاصة، لأن القاهرة هى ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية فى المنطقة، مع تميز العلاقات التجارية والاستثمارية، ودور الوكالة الفرنسية للتنمية، والاتفاقيات فى المجالات الحيوية مثل النقل والطاقة والزراعة والصحة والآثار ومشروعات البنية التحتية.

أما المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب «مستقبل وطن»، عضو مجلس الشيوخ، فأكد أهمية الزيارة وما تظهره من تميز فى العلاقات، مشددًا على الدلالة الكبيرة التى تحملها مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطى بالسودان، خاصة أن المؤتمر يسهم فى تنمية اقتصاد الدولة الجارة ويعود بالنفع على البلدين.

الأمر نفسه، أكده النائب أيمن أبوالعلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الفرنسية، مشيرًا إلى أن مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر دعم الانتقال الديمقراطى فى السودان تؤكد طبيعة العلاقات الخاصة بين البلدين.

وأضاف: «هذه الزيارة والمشاركة فى المؤتمر الإفريقى أتاحتا فرصة الحديث أمام العالم عن حقوق الشعب المصرى فى مياه النيل وعدم التفريط فيها، والرفض الكامل لسياسة، الأمر الواقع الإثيوبية فى ملف سد النهضة».

وأكمل: «المؤتمرات واللقاءات الهادفة لرفع معدلات النمو الاقتصادى للدول الإفريقية ونقل وتوطين التكنولوجيا وتعزيز الاستثمار الأجنبى بها، تتفق مع الرؤية المصرية المتكاملة للتنمية فى إفريقيا، وهو ما يصب فى صالح دول القارة السمراء، ويعود بالنفع على مصر».

وسلط الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الضوء على ما تحمله زيارة الرئيس السيسى إلى باريس وحضوره قمة تمويل الاقتصادات الإفريقية من دلالات حول تواجد مصر فى قلب التطورات الاقتصادية فى العالم وما تحمله من جاذبية للاستثمار، بالإضافة إلى تأكيد مكانة مصر وريادتها فى القارة.

وثمن لقاءات الرئيس السيسى عددًا من المسئولين الأفارقة، والأوروبيين، ورؤساء مجالس إدارات الشركات، ما يفتح آفاقًا اقتصادية واستراتيجية جديدة لمصر، منوهًا بأن العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا تشهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، على جميع المستويات العسكرية والاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

وأضاف: «تضمنت الزيارة مناقشات حول أكثر من ملف، من بينها الملف الليبى، ملف الأرض العربية المحتلة، وكذلك ملف سد النهضة، وبالتأكيد ستكون للزيارة تداعيات إيجابية فى إفريقيا وشرق المتوسط».

فى الإطار ذاته، أشار الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية، إلى ما تحمله الزيارة من دلالات حول العلاقات الإيجابية، التى تربط مصر وفرنسا، والتى توطدت بقوة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وقال: «زيارات الرئيس السيسى الخارجية تستهدف فى المقام الأول تعزيز سبل التعاون فى كل المجالات، والعلاقات الإيجابية بين مصر وفرنسا وستكون لها نتائج وتداعيات إيجابية اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، خاصة أن ملفات الإرهاب ودعم المرحلة الانتقالية فى السودان وليبيا، وغيرها، تمثل موضوعات مهمة للبلدين، وتحتاج لاستمرار التفاهم والتنسيق بين القاهرة وباريس».

وأعرب النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن ثقته التامة فى أن زيارة الرئيس السيسى باريس ستكون لها آثار إيجابية وتصب فى صالح الشعب السودانى الشقيق وجميع شعوب القارة السمراء.

وقال: «حقوق الإنسان داخل السودان وعدد كبير من الدول الإفريقية شهدت تراجعًا كبيرًا بسبب المشكلات والأزمات التى عانت منها دول القارة، فى ظل النزاعات والحروب ومشكلات الفقر والمرض والجهل، والرئيس السيسى على دراية كاملة بمشكلات وآمال وطموحات الشعوب الإفريقية، ويسعى دائمًا لدعم حقها فى التنمية الشاملة واستغلال الطاقات الكامنة والثروات الطبيعية بها».

من جانبه، أكد الدكتور شريف الجبلى، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب ورئيس الجانب المصرى لمجلس الأعمال المصرى السودانى، أهمية هذه الزيارة، وتوقيتها الحاسم فى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنها تؤكد مجددًا مكانة مصر على الساحتين العربية والدولية.

وقال: «الزيارة شهدت تبادل رؤى مع الرئيس الفرنسى ماكرون، كما شهدت لقاء مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، مع تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، وتأكيد التوافق بين القاهرة والخرطوم حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين الشقيقين، باعتبارها قضية أمن قومى، وعكست تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانونى عادل وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف».