جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هنا «سيماف».. «الدستور» داخل صرح صناعة السكك الحديدية

هنا «سيماف»
هنا «سيماف»

قال اللواء إسماعيل نجدى، مدير مصنع مهمات السكك الحديدية «سيماف»، التابع للهيئة العربية للتصنيع، إن خطة تطوير المصنع تجاوزت تكلفتها مليارًا و٣٠٠ مليون جنيه، وذلك لرقمنة المصنع وإحلال وتجديد جميع المرافق والماكينات القديمة، بالإضافة إلى تدريب المهندسين والفنيين فى عدة دول. وأضاف، فى حواره مع «الدستور» من داخل المصنع، أن هناك خطة لزيادة إنتاجه من ٣٠٠ إلى ألف عربة قطارات سنويًا، مع الدخول فى مجال تصنيع المونوريل، فى ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى كل أعمال السكك الحديدية وزيادة التصنيع المحلى، بالإضافة إلى التصدير، وفتح أسواق للمنتج المحلى فى هذا المجال فى دول الخليج وإفريقيا.

■ بداية.. ماذا عن مصنع «سيماف»؟

- مصنع «سيماف» هو أحد أهم المصانع الثقيلة فى مصر، وتأسس بعد ثورة ١٩٥٢، وبالتحديد فى عام ١٩٥٥، وكان باكورة الصناعات الثقيلة.

وخلال هذه الفترة، تغيرت الجهات التى يتبعها المصنع، وانتقلت تبعيته مرات عدة إلى وزارة النقل وقطاع الأعمال العام وغيرهما، حتى إنه دخل ضمن برنامج الخصخصة، إلا أن القوات المسلحة والهيئة العربية للتصنيع أنقذتاه من البيع، بل اشترته الهيئة فى عام ٢٠٠٤. 

وكلمة «سيماف» هى اختصار فرنسى لاسم الشركة، التى تنشط فى الصناعة الأساسية للسكك الحديدية، وهى صناعة ضخمة، لذا تتجاوز القيمة الاستثمارية للمصنع مبلغ ١٠ مليارات جنيه.

ويعمل «سيماف» فى جميع أنواع الخطوط التى تسير على قضبان، سواء السكك الحديدية أو الترام أو المترو، القديم والجديد، كما أن لدينا ١٣ كيلومترًا طوليًا «سكك حديدية»، لأن خطوط الإنتاج مربوطة بشبكات المترو والسكك الحديدية لأن نقل المنتج يحتاج إلى قضبان.

■ ما أهم منتجات المصنع؟

- ننتج جميع أنواع عربات البضاعة وعربات السطح الموجودة بالموانئ وكذلك عربات الركاب بدرجاتها المختلفة، وخطوط الطوارئ بالسكك الحديدية، وعربات الباور أو «توليد القوى»، ولدينا ٣ خطوط لمترو الأنفاق وتجاوز إنتاجنا ٦٠٠ عربة مترو.

كما أن لشركة «سيماف» شراكات فى مجال التصنيع مع كبرى الشركات المجرية والفرنسية والألمانية والروسية واليابانية.

■ كم تبلغ نسبة التصنيع المحلى فى منتجاتكم؟

- نسبة التصنيع المحلى فى عربات البضاعة تتجاوز ٨٠٪، لكن مجموعة العجل «البواجى» نستوردها من الخارج، لأن لها تركيبة سرية تحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة، ورخصة من الدول التى تحتكر إنتاجها، لكننا نحاول زيادة نسبة المنتج المحلى بنسب تتراوح بين ٣٠٪ و١٠٠٪ فى جميع الصناعات المتعلقة بها، تبعًا لظروف تصنيعها والتكنولوجيا التى تحتاجها.

فنحن مثلًا لا نستطيع أن ننتج المترو بنسبة ١٠٠٪، ورغم أننا نستطيع أن ننفذ ذلك بنسبة إنتاج محلى تتراوح بين ٦٠٪ و٧٠٪، إلا أن هناك ضوابط تحول بيننا وبين ذلك، لذا نكتفى حتى الآن بنسبة تنفيذ ٢٥٪ إلى ٣٠٪، لكننا مستعدون لرفعها فى أى وقت لأننا أصبحنا نفهم هذه التكنولوجيا.

■ ماذا عن المونوريل؟

- المونوريل هو مجال جديد يبدأ فى مصر، مع القطار السريع، الذى بدأ تنفيذه ليربط بين ميناءى السخنة والعلمين، مرورًا بالقاهرة والإسكندرية، ونحاول حاليًا الدخول فى صناعته، ونحن فى طور الاتفاق مع شركات كبيرة لنبدأ تصنيع بعض المكونات محليًا.

■ كيف تنظرون إلى الزيادة فى حوادث السكك الحديدية فى الفترة الأخيرة؟

- أغلب الحوادث تكون ناتجة عن الصيانة أو التشغيل أو أخطاء العامل البشرى، نفخر بأن مصنع «سيماف» وعلى مدار تاريخه لم يتسبب فى أى مشكلة فى السكك الحديدية بسبب التصنيع، ما يعكس جودة المنتج والمتانة والسلامة، التى هى الأساس فى تصميم عرباتنا، فنحن نفضل مثلًا شراء «البوجى» المجرى رغم ارتفاع سعره، لأننا نبحث عن أفضل شىء فى السوق، كما أننا نستخدم فرامل «كنور» فى قطارات البضائع وهى من أفضل الأنواع فى العالم.

■ ألا يمكن أن تحدث مشكلات بسبب سوء الصيانة؟

- فى النهاية «الزبون»، سواء داخل مصر أو خارجها، هو من يطلب إجراء صيانة للمنتج، وهو حر فى ذلك، وقد يفضل الصيانة بنفسه لتوفير الأموال، وعلى العموم نحن نسعى للتوسع أكثر فى مجال صيانة قطارات الركاب، وبدأنا مؤخرًا فى الحصول على عقود صيانة لقطارات البضائع وعربات الباور، مع تولى شراء أو إنتاج قطع الغيار بأنفسنا، حتى لو كانت أسعارها مرتفعة، نظرًا لخبرتنا فى هذا المجال، لأننا نسعى دائمًا لضمان المتانة والأمان والعمر الطويل. 

■ ما آخر تعاقدات الشركة؟

- وقعنا عقدًا مع شركات كورية لندخل فى تصنيع ١٠ قطارات مترو ضمن الخط الثالث، وخلال الشهر الماضى، وقعنا أكبر تعاقد فى تاريخ مصنع «سيماف» لإنتاج ١٠٠٠ عربة بضاعة، فى ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى كل أعمال السكك الحديدية وزيادة التصنيع المحلى.

ونعمل حاليًا على توقيع تعاقد جديد لتصنيع ٢٠٠ عربة نوم، ما سيمثل نقلة كبيرة فى قطارات النوم، بالإضافة إلى العمل على رفع كفاءة وتشغيل عربات الركاب بخط أبوقير بالإسكندرية وكذلك بعض قطارات الضواحى بشكل كامل.

ونحن دائمًا نبحث عن تلبية كل مطالب هيئة السكك الحديدية بشكل كامل، كما أننا نسعى حاليًا، بقيادة الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، نحو التصدير، بعد أن وفرت لنا الهيئة الميزانية المطلوبة للتطوير.

ففى الماضى، كان أقصى إنتاج لنا هو ٣٠٠ عربة بأنواعها، لكننا نستهدف حاليًا تطوير المصنع لإنتاج ١٠٠٠ عربة كل سنة، والتصدير لدول الخليج وإفريقيا وبنجلاديش، بالإضافة إلى التركيز على جودة المنتج من أجل الحصول على شهادة جودة عالمية، حتى نستطيع توريد منتجنا لكل بلاد العالم، ونزيد من الصناعة المحلية التى هى أهم أعمدة التصدى للبطالة والفقر.

■ متى تنتهى عملية التطوير؟

- مشروع تطوير «سيماف» يتابعه رئيس الجمهورية شخصيًا، وتكلفته وصلت إلى مليار و٣٠٠ مليون جنيه، وقبل نهاية هذا العام سنكون قد وصلنا إلى مستويات تطوير جيدة، وسنكون أول مصنع فى مصر يبدأ الثورة الصناعية الرابعة، ويعتمد بشكل كامل على استخدام الرقمنة، مع إحلال وتجديد الماكينات القديمة وكذلك جميع الشبكات والمرافق.

وبدأنا كذلك فى تدريب المهندسين والفنيين داخل وخارج مصر، فى بعثات سافرت إلى أوكرانيا وألمانيا وسويسرا للتعلم، وكذلك سنرسل قريبًا بعثات للصين، مع تولى مراكز فرنسية تدريب العمال، خاصة عمال اللحام على متطلبات هذه الصناعة الثقيلة، لأن التطوير ليس مجرد مبانٍ، بل هو تطوير العقول.