جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الخارجية الأمريكية تشيد بجهود مصر في تجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف

الخارجية الأمريكية
الخارجية الأمريكية

أشادت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الحرية الدينية في العالم بجهود الحكومة المصرية لتجديد الخطاب الديني، واحترام الحرية الدينية، وتطوير المناهج التعليمية لمحاربة التطرف الديني، كما أشادت بجهود مؤسسة الأزهر لمكافحة الطائفية، وتطوير المناهج الأزهرية لمكافحة الفكر التطرفي ونشر الوعي بين الطلاب. 

تسهيل بناء دور الكنائس

وذكر التقرير أن حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي تحترم جميع الشعائر الدينية وتسعى لتسهيل بناء دور العبادة في البلاد، مشيدا بـ"قانون بناء وترميم الكنائس" الذي تم الموافقة عليه في 2016، لتسجيل الكنائس غير المرخصة وتسهيل بناء الكنائس الجديدة.

ولفت التقرير إلى أنه بموجب هذا القانون، وافقت الحكومة على 478 طلبًا لتسجيل الكنائس غير المرخصة والمباني ذات الصلة وتقنين أوضاعها خلال عام 2020، مما أدى إلى تسجيل 1800 كنيسة ومبنى منذ سن القانون في عام 2017.

وأضاف أن الحكومة خصصت أراضى لبناء 10 كنائس جديدة في ثماني مدن، مشيدا بجهود وزارة الأوقاف ومواصلتها إصدار الشهادات المطلوبة للأئمة وتقنين وترخيص جميع المساجد ودور العبادة في البلاد، فضلا عن التقدم المحرز في ترميم وحماية المواقع الدينية (الإسلامية والمسيحية واليهودية).

رحلة العائلة المقدسة

وأشار التقرير إلى إعادة وزارة السياحة والآثار افتتاح الكنيس اليهودي في الإسكندرية "كنيس إلياهو هانبي" في الإسكندرية في العاشر من يناير الماضي، باستثمار حكومي بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني (3.82 مليون دولار). 

ونقل التقرير عن وزير السياحة والآثار خالد العناني قوله إن "افتتاح الكنيس اليهودي في الإسكندرية بعد ترميمه هو رسالة للعالم بأن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصري لجميع الأديان"، مضيفا أن الحكومة أرسلت بعدها ممثلًا إلى حفل إعادة تكريس الكنيس لتكريم 174 من أفراد الجالية اليهودية في الشتات من حوالي 12 دولة.

 

مقتطفات من تقرير وزارة الخارجية الأمريكية

 

تطوير المناهج لمواجهة التطرف

وثمنت وزارة الخارجية الأمريكية جهود وزارة التربية والتعليم لمواجهة التطرف، قائلة: "واصلت وزارة التربية والتعليم تطوير مناهج جديدة تضمنت تغطية متزايدة لاحترام حقوق الإنسان والتسامح الديني، فضلا عن تنقيح الكتب المدرسية للتوافق مع إطار المنهج الجديد".

وذكرت أنه في 8 سبتمبر، قال وزير التربية والتعليم طارق شوقي، في مؤتمر صحفي، إن الرئيس السيسي وجّه فصول الصف الثالث لبدء التدريس الشامل من كتاب "القيم واحترام الآخر"، لتعليم الأخلاق المستمدة من التقاليد الدينية الإسلامية والمسيحية.

 

كما أشادت الخارجية الأمريكية في تقريرها بجهود الأزهر لتجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى افتتاح مركز جديد لتجديد الفكر الإسلامي، الذي أعلن عنه خلال "المؤتمر الدولي لتجديد الفكر الإسلامي" الذي حضره علماء مسلمون من 47 دولة، يومي 27 و 28 يناير، تحت رعاية الرئيس السيسي. 

وأضاف التقرير أن الأزهر حث خلال المؤتمر على الإسراع في إصلاح الخطاب الديني، وشدد على أهمية التصدي للرسائل "الزائفة" وعلماء الدين "الطنانين" الذين "يختطفون عقول الشباب"، ودعا إلى حلول عملية للمشاكل التي تفرق بين المسلمين، وذكر التقرير أن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، دعا إلى ضرورة محاربة الفكر الديني المتطرف وما وصفه بالصور المشوهة للدين والاستهزاء بالإسلام في الغرب. 

 

وتابع التقرير: "أعلن مجلس الوزراء في 18 فبراير أن وزارة التضامن الاجتماعي، وبالتعاون مع اللجنة العليا لمواجهة الحوادث الطائفية ووزارات التربية والتعليم والتعليم الفني والأوقاف والثقافة والشباب والرياضة والمجلس القومي للمرأة، وقّعت ثمانية بروتوكولات تعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية الإسلامية والمسيحية لإطلاق برنامج لتعزيز المساواة في محافظة المنيا، وأعلن مجلس الوزراء عن ميزانية قدرها 12 مليون جنيه (765 ألف دولار) للبرنامج الذي سيستهدف 44 قرية".

 

واستكمل: "قدم الإمام الأكبر الطيب إشارات عامة متعددة إلى وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا، والتي وقّعها مع البابا فرنسيس في عام 2019، كإطار لـ"عالم مليء بالازدهار والتسامح والسلام والمحبة"، مشيرا إلى أن الطيب قال إن مبادئ الوثيقة توفر "طريقة آمنة للخروج من مشاكل الشرق والغرب"، وذلك في لقاء عُقد في 18 يناير الماضي مع وفد من الأساقفة الكاثوليك الفرنسيين".

 رسائل الأزهر لمواجهة التطرف

ولفت التقرير إلى أن لجنة تطوير مناهج الأزهر تشدد على تسليط الضوء على الوحدة بين المسلمين والمسيحيين ومفهوم المواطنة دون تمييز فى المعتقد الديني، مشيرا إلى أن الكتب المدرسية الجديدة في 11000 مدرسة ستتضمن مواد تستند إلى مبادئ وثيقة حول الأخوة الإنسانية فضلا عن تعزيز المبادئ التي تعزز التسامح الديني. 

وتابع: واصل الأزهر تعقب التصريحات الإلكترونية لداعش والجماعات المتطرفة الأخرى والتصدي لها عبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وقام طاقم المرصد المؤلف من حوالي 100 فرد بمراقبة البيانات الدينية وعرضها على المواقع الجهادية، واستخدم الموقع الإلكتروني للمركز ووسائل التواصل الاجتماعي عدة لغات للوصول إلى الجماهير الأجنبية، بما في ذلك الإنجليزية والعربية والأردية والسواحيلية والصينية والفارسية. 

 

واستطرد: "كما واصل الأزهر، من خلال أكاديمية الأزهر الدولية، تقديم دورات للأئمة والخطباء في 20 دولة حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالإسلام.. وقلص الأزهر إلى حد كبير السفر والتدريب الشخصي خلال العام بسبب جائحة COVID-19 لكنه استمر في تقديم التدريبات".

فتاوى منع التطرف وتعزيز الحرية الدينية

ولفت التقرير إلى أنه في مايو الماضي، أصدرت دار الإفتاء فتوى تنص على أنه يجوز للمسلمين دفع الزكاة (تبرعات خيرية شرعية) لغير المسلمين المحتاجين للعلاج من فيروس كورونا أو غيره من الأمراض أو لتلبية أي احتياجات مادية أخرى.

 

وأضاف أنه في 22 يونيو، أعلنت وزارة الأوقاف عن تشكيل لجنة "لمواجهة الفكر المتطرف"، مشيرا إلى أن اللجنة مكلفة بوضع خطط لمواجهة الفكر المتطرف بين خطباء وموظفي الوزارة.

 

وتابع أنه في عام 2019، أنشأت جامعتا الإسكندرية ودمنهور مراكز للدراسات القبطية بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتشمل المعاهد دورات في دراسة اللغة والأدب والتاريخ والفنون القبطية. 

كما لفت إلى بدء المركز بجامعة الإسكندرية قبول الطلبات لأول مرة في عام 2019، كما وقّعت جامعة الزقازيق الحكومية ومعهد الدراسات القبطية بالقاهرة اتفاقية للتعاون المؤسسي في مجالات الفن والتعليم والموسيقى، تسمح بتبادل خدمات المكتبة والمنشورات وعقد مؤتمرات أكاديمية مشتركة.

وذكر التقرير أن محكمة استئناف القاهرة كانت قد أيدت حكمًا يقضي بمنح المرأة المسيحية توزيعًا متساويًا في الميراث مع أشقائها الذكور، وأعلنت أن القضية تخضع لقوانين الميراث المسيحية العرفية وليس للشريعة الإسلامية.

وتابع: في 21 يوليو، زار رئيس الوزراء  مصطفى مدبولي دير سانت كاترين للروم الأرثوذكس في سيناء، وهو أحد أقدم الأديرة المسيحية في العالم وموقع تراث عالمي لليونسكو، وقد شيد في القرن السادس.. وبمناسبة الزيارة، أعلنت الحكومة أنها ستخصص 40 مليون جنيه (2.55 مليون دولار) لترميم وتطوير الدير والمدينة المجاورة.