جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الأرثوذكسية تحيي تذكار نياحة القديس مكاريوس الإسكندري

مكاريوس السكندري
مكاريوس السكندري

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم؛ بعيد تذكار نياحة القديس العظيم مكاريوس الإسكندري.

ووفقا لكتاب السنكسار الكنسي : في مثل هذا اليوم من سنة 109 ش 393 م تنيح القديس مكاريوس الإسكندري أحد الثلاثة مقارات، ولد بالإسكندرية سنة 296 م من أسرة فقيرة واشتغل أولا خبازا وكان يصنع الفطائر والحلوى ويبيعها، نال سر المعمودية المقدسة في 30 من عمره فتقوى بالنعمة.

 

مضيفا: وكان يسمع عن أخبار النساك والرهبان فقام بزيارة القديس أنطونيوس أب الرهبان سنة 335 م، وعند عودته قصد برية نتريا ( تبعد 65 كم جنوب غرب الإسكندرية 15 كم عن دمنهور وهي حاليا أطلال بمركز حوش عيسى محافظة البحيرة) وكان عمره وقتئذ حوالي 38 سنة كانت المنطقة عامرة بالقلالي الرهبانية التي أسسها القديس آمون حوالي سنة 315 م ، تتلمذ على يد القديس آمون لمدة عامين حتى تنيح سنة 337 م.

وتابع: ثم على يد خليفته القديس بامو الذي استلم الرئاسة سنة 340 م ولما ظهرت حياة مكاريوس النسكية وجهاده مضى إلى دير طبانسين حيث تنكر في زي خادم ، فلما رآه رئيس الدير انه شيخ منعه لعدم اقتداره على العيشة المتعبة وبعد الحاح قبله وكان ذلك في الصوم الاربعيني فكان يصوم أسبوعا أسبوعا ويفطر على ورق الكرنب كل يوم احد علاوة على سهره وشغل اليد ، تذمر الرهبان وقالوا للقديس باخوميوس اب الشركة : اخرج هذا الرجل من هنا لأن ليس له جسد ، أما باخوم فعرفه بإرشاد الهي ولما اكتشف أمره ذهب وتوحد بمنطقة القلالي ( سيليا ) والتي تبعد عن نتريا بنحو 20 كم.

مضيفا: كان القديس ايسوذوروس قسا للقلالي وفي سنة 355 م رسموا القديس مكاريوس قسا وسلموه رئاسة القلالي بدلا من القديس ايسوذوروس الذي ذهب إلى شيهيت لكي يعاون القديس مكاريوس المصري ( الكبير) كما أنه بعد نياحة القديس بامو سنة 373 م استلم مكاريوس الإسكندري رئاسة منطقة نتريا وذلك لأن القلالي ونتريا أصبحتا متلاصقتين بعد أن زاد عدد الرهبان فيهما واستمر هكذا حتى نياحته سنة 393 م، كما أن هذا القديس نفي مع القديس مكاريوس المصري إلى جزيرة فيلة على يد فالنس الإمبراطور الاريوسي، وقد وهب الله لهذا القديس مواهب عمل المعجزات، وكان ذا طابع مرح وفيه بساطة ولطف، ولما أكمل سعيه الصالح وجهاده الحسن تنيح بسلام.